12-20-2015, 08:43 PM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,834
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
مسألة أن المقصود بقوله (خلفك) ظرف مكان هذا لا جدال فيه .. وإلا دخلنا في التحريف وهذا فعل محرم .. فهكذا حسم الأمر من هذه الجزئية
(التصبن Saponification) والتصبن الرمي هو مرحلة متقدمة من (التغضن Rugosity)
فلو أنك قمت بجلي الأواني أو الاستحمام مثلا فيما لا يستغرق أكثر من 15 دقيقة ستجد جلد أصابع يدك قد تغضن أي تكسر وتجعد وصار لونه مائلا للأبيض .. هذه هي بدايات التصبن ويستغرق عدة أسابيع حتى تختفي ملامح الجثة وتنعدم تماما
ولي صديقا مات غريقا في نهر العاصي في مدينة حماة في أول الثمانينات من القرن الماضي .. وعثر على جثته بعد ثلاثة أيام تنقلت فيها مسافات بعيدة حتى عثر عليها عند شباك الصرف الصحي .. وبعد انتشال الجثة لم يتمكن أحد من التعرف عليه إلا من سرواله فقط .. هذا عن تجربة واقعية
هذا بعد ثلاثة أيام فقط .. يصعب التعرف على ملامح جثة الغريق .. لأنه مات مختنقا بسبب تشبع الرئتين بالماء .. لذلك يجب دراسة مراحل تحلل جثة الغريق قبل حسم الخلاف في المسألة
ثم أنت تفترض زمنا محددا لخروج جثة فرعون من الماء .. فتصور لنا الأمر وكأن الله نجاه بعدما أغرقه مباشرة فلم تتأثر جثته .. لكن هذا كلام يحتاج إثبات .. فربما أخرجه بعد يوم أو أكثر .. لكن سياق الرواية يفيد أن القوم اختلفوا في مصير فرعون .. ثم دعى موسى عليه السلام ربه فأخرج جثته من الماء .. المفترض من هذا أن الخلاف والدعاء والاجابة كل هذا استغرق ولابد عدة أيام حتى حسم الأمر ثم تمت المعجزة من الله عز وجل
خلاصة القول أنك وضعت فرضية زمنية للخروج من شبهة تحلل الجثة كمحاولة لإثبات سلامتها من التحلل .. فإن سلمنا جدلا بوجهة نظرك .. فما الحكمة أن يذكر الله تعالى بدن فرعون وهو درعه القصير الذي يلبسه في الحرب؟
أرى؛ أن الغرض من ذكر الدرع أنه كان العلامة الوحيدة لإثبات هويته بعد غرقه .. فدرع ملك كفرعون سيكون مميزا فريدا لا يخطئه أحد من الشعب .. كما أن سروال صديقي كان العلامة التي عرف بها جثمانه بعد انتشاله من الماء كان منتفخا والسمك أكل من معالم وجهه الكثير
ولا يوجد معنى للبدن خلاف ما سبق وذكرته أنه الدرع القصير إلا أن يراد بالبدن الجزء العلوي من الجسد فقط .. وهذا المعنى يفيد أن جثة فرعون قطعت نصفين فلم يخرج منها إلا البدن فقط بينما الأطراف فقدت! وهذا كلام عجيب وتكلف في المعنى .. وإلا لقال (بجسدك) ليفيد الجسم بالكامل دون نقصان شيء منه
|