زراعة القطن
بسم الله الرحمن الرحيم
القطن
يعدُّ نبات القطن plant cotton من أهم محاصيل الألياف البذرية النباتية في العالم. وهو معمر، لكنه يزرع كمحصول حولي. يستفاد صناعياً من الألياف السللوزية المتكونة على سطح بذوره تمييزاً من محاصيل الألياف اللحائية (القنب، الكتان وغيرها)، ومحاصيل الألياف الورقية (السيزال، الصبار وغيرها).
لمحة تاريخية
عَرفت الحضارة الهندية القطن في القرن الخامس عشر ق. م، ثم نُقل إلى جزيرة تيلوس في الخليج العربي عام 23ـ79 بعد الميلاد، وزرعه العرب في حدود دولتهم وأدخلوه إلى أوربا في القرن التاسع الميلادي.ووجد الرحالة ماجلان عند اكتشافه لبرازيل عام 1519م أن الأهالي يستخدمون قطن النباتات البرية. وقد استوردت الولايات المتحدة الأمريكية بذور أصناف مختلفة منذ سنين عديدة وحدث تهجين طبيعي فيما بينها، إضافة إلى أعمال الاصطفاء والتربية، مما ساعد على إنتاج الأقطان الأمريكية.
الموطن الأصلي، الانتشار والأنواع
تعد المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في آسيا وإفريقيا وأستراليا والأمريكيتين موطناً أصلياً للقطن. يتبع القطن الفصيلة الخبازية الذي يضم أنواعاً عدة، قسمها زايتسڤ Zaitsev عام 1926حسب الصبغة الوراثية إلى أنواع ثنائية الصبغة ، وأنواع رباعيةالصبغة . وقسم ساندرس عام 1961 أنواع القطن إلى مجموعات بحسب درجة القرابة بينها وأطلق على التراكيب الصبغية المتشابهة اسم جينوم genome وهي الجينومات AD ¨ E ¨ D ¨ C ¨ B ¨ A. وهذه الأنواع كالاتي:
1ـ الأنواع الثنائية diploid عددها 35نوعاً، تحتوي على 13زوجاً من الصبغيات، ويزرع منها نوعانهما:
ـ القطن الإفريقي G. herbaceum L.. يحوي الجينوم A1 ، قصيـر التيلة (13ـ25مم). موطنه الأصلي إفريقيا. ينتشر على شواطئ الأطلسي غرباً وفي شمالي إفريقيا وولايات الصين. يزرع حالياً في شمال غربي الهند وتركيا وإيران والعراق وجنوبي أوربا، ويشكل نحو2ـ3% من المساحة العالمية المزروعة بالأقطان.
حقل لزراعة القطن في سورية
ـ القطن الآسيوي أو الهندي G. arboreum L. : يحوي الجينوم A2 ، قصير التيلة (13ـ25مم)، موطنه الأصلي آسيا، يزرع في الهند وأفغانستان وباكستان وبنغلادش وبورما وفيتنام والصين وكوريا واليابان وتايلاند والفيليبين، ويشكل نحو 3ـ4% من المساحة العالميةللقطن.
ـ أما الأنواع البرية: التي تحتوي على الجينوم B فتنتشر في جنوبي وغربيإفريقيا، وعلى الجينوم C في أستراليا، وعلى الجينوم E في الجزيرة العربية واليمن وأريتريا والصومال، وعلى الجينوم D في الأمريكيتين.
2ـ الأنواع الرباعية tetraploid: عددها 5 أنواع وتحتوي على 26زوجاً من الصبغيات، يزرع منها ثلاثةأنواع هي:
ـ القطن الأمريكي : يحتوي على الجينوم AD1، متوسط طول التيلة (25ـ35مم). موطنه الأصلي أمريكا الجنوبية (المكسيكويوكاتا).يزرع حالياً فيالولايات المتحدة وبلدان أخرى عديدة. ويشكل نحو 88ـ90% من المساحة العالميةالمزروعة بالقطن.
ـ القطن المصري : يحتوي على الجينوم AD2 طويل التيلة (35ـ60مم)،موطنه الأصلي أمريكا الجنوبية ويزرع في مصر وبلدان أخرى عدة، مشكلاً نحو 5% من المساحة العالميةالمزروعة بالقطن.
ـ القطن ذو الأوراق الثلاثية الفصوص يحتوي على الجينوم AD ، يزرع على مساحات محدودة في منطقة خط الاستواء. تضاف إليها
الأنواع البرية التي تحتوي على الجينوم AD3 وAD4 Arabic وتنتشر في الأمريكيتين.
الوصف النباتي وأهم الخصائص الحيوية
الجذر وتدي متعمق حتى 1ـ2م في التربة، تتفرع منه جذور جانبية كثيفة ينحصر تجمعها الاعظمي بين صفر و40سم من سطح التربة.
الساق قائمة، مصمتة، قطرها 0.5ـ2سم، طولها 70ـ150سم في الأصناف الحولية، لونها أخضر أو أحمر مخضر، وتحمل نوعين من النموات:
نموات خضرية تنمو من البراعم الأبطيةونموات ثمرية تنمو من البراعم الجانبية.
الأوراق: بسيطة مفصصة، موزعة على الساق حلزونياً، تصل مساحة الورقة الواحدة أحياناً إلى 20 سم2. الزهرة فردية خماسية منتظمة غير متماثلة، خنثى قطرها 2ـ8 سم، ألوانها مختلفة تتألف من الكأس والتويج وأعضاء التذكير والتأنيث. الجوزة هي مبيض الزهرة المخصب وتتألف من 3ـ5حجرات، يراوح وزن القطن فيها بين 3و8 غ.
بذرة القطن كمثرية الشكل، لونها بني مائل للاسوداد، تحمل على سطحها الخارجي شعر القطن والزغب، وتحوي البذور زيتاً بنسبة 20ـ30%، يدخل في تركيبه الغوسيبول gossypol بنسبة 0.4ـ2 %، وهو مادة سامة.
تيلة القطن هي ليفة ناتجة من نمو خلية واحدة من خلايا بشرة قصرة البذرة، أما الألياف النباتية الأخرى فتتكون ليفتها من خلايا عدة متصلة بعضها مع بعض. وتصنف الأقطان في ثلاث مجموعات: أقطان قصيرة التيلة طولها 13 ـ25 مم، ومتوسطة التيلة طولها 25ـ34مم، وطويلة التيلة طولها 35ـ60مم.
الزغب نموات قصيرة تبقى على البذور بعد الحلج طولها 4 ـ10مم.
الغدد المفرزة وهي نوعان داخلية وخارجية، تفرز سائلاً حلواً يجذب النحل ويسهم في زيادة الإنتاجية بنحو 10ـ12%.
ويمر نبات القطن بمراحل النمو والتطور الآتية:
مرحلة الإنبات وتستغرق 7ـ14يوماً، ومرحلة التبرعم وتستغرق 20ـ25يوماً، ومرحلة الإزهار وتستغرق 25ـ35 يوماً،
ومرحلة النضج وتستغرق 50 ـ65 يوماً.
المتطلبات البيئية
درجة الحرارة المثلى لنمو النبات وتطوره 25ـ35مْ. تبطىء الدرجة الأقل نموه، وتسبب درجة36مْ تسخين الأنسجة النباتية، والدرجة 40مْ ضعف حيوية حبوب اللقاح فينخفض الإخصاب، ويزداد التساقط، وينخفض عدد البذور التامةالنضج، وتؤدي إلى تكوين شعيرات قطن قصيرة وغير متينة
يعد القطن من نباتات النهار القصير التي تحتاج إلى 10 ـ12 ساعة إضاءة يومياً، ويؤدي حجب الضوء إلى تباطؤ النمو وتساقط البراعم الزهرية، ويتأخر الإزهار والنضج في شروط الإضاءة الكاملة بسبب زيادة ارتفاع مكان النموات الثمرية
الأولى.
القطن محب للماء، وتحدد كفاءته في استعمال الماء من خلال تقدير معامل النتح للنبات الذي يراوح بين 700و1200 ويتأثر معامل نتحه بنوع القطن وخصوبة التربة وموعد الزراعة ومرحلة نمو النبات والتقنيات الزراعية، وغيرها.
تعد الترب الطينية الرملية اللومية التي تحتوي على نسبة متوسطة من المواد العضوية ومن عناصر الآزوت والفسفور والبوتاسيوم أفضل الأراضي لزراعة القطن. لا تناسبه الأراضي الحامضية، ويتحمل الملوحة الأرضية الخفيفة حتى 0.2%، ويمكن زراعته في درجة ملوحة 0.4 % وذلك بتطبيق دورات زراعية مناسبة وأساليب ري حديثة، وقنوات للصرف المائي. تسهم الأراضي الثقيلة في تشجيع النمو الخضري وتأخير الإزهار والنضج، وتؤدي زراعته في الأراضي الخصبة إلى إزهار مبكر يستمر مدة أطول، ومن ثم زيادة في عدد الأزهار والإنتاجية. وتعطي الأراضي الحمراء في حمص وحماة(سورية) إنتاجاً مبكراً ومرتفعاً بمعدل حلجه.
التعديل الأخير تم بواسطة سيوا ; 01-07-2016 الساعة 09:49 PM
|