الموضوع: الْبُدْنَ
عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 01-17-2016, 06:09 AM
بهاء الدين شلبي بهاء الدين شلبي غير متواجد حالياً
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,813
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي

اقتباس:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسلم


الله يصف هذا الموقف الذي وقع لإبراهيم عليه السلام بالبلاء المبين ..مباشرة بعده يصف الفداء بالذبح العظيم ..

رغم إصتفاء الله له بالنبوة ولم يمنع عنه صفة البشرية{.. ۗ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا} [الإسراء : 93] فلابد ان العواطف الأبوية كانت حاضرة..

الآية تصف هول الموقف و عظمه بالنسبة لنبي الله إبراهيم ..

وهذا الذبح العظيم انما استمد عِظٓمٓه من عِظٓم الموقف بالنسبة لإبراهيم عليه السلام ..فالقيمة الحسية في هذا المقام تغلب على القيمة المادية رغم أن لها نصيب..

و القرآن يستعمل دائما لفظ [عظم] لعلو المنزلة..وعند عظم الجانب المادي يقول سمين

كقوله تعالى :{فَرَاغَ إِلَىٰ أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ} [الذاريات : 26]

هذا و الله أعلم

أهمية الفداء هنا بحسب أهمية الموقف تختلف عن وصف ونعت الذبح بأنه عظيم في ذاته للتأكيد .. فأنت خلطت بين المعنيين وهذا يخالف الثبات من النص .. وهذا هو نفس ما ذهب إلي غلاة أهل الكتاب فحرفوا كتابهم ونسجوا تلك الأساطير والخرافات عن الكبش حتى أنزلوه من الجنة

فعندك مثلا قوله تعالى (
إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ) [النمل: 23] فهل هذا يعني أنه عرش عظيم الأهمية أم عرش ضخم مهول حتى تسابق الجن في إحضاره؟ بالتأكيد كان عرشا عظيم الحجم مهولا

ومن هنا يجب أن نتعلم احترام ظاهر النص والتزام مضمونه بعيدا عن الغلو في المعنى بلا إفراط ولا تفريط ولا تهويل ولا تهوين .. فلا نبخس المعنى حقه بأن نعطيه المعنى الصحيح الدقيق الموافق لظاهره فلا يتجاوز مضمونه

هذه الثغرة هي ما وقع فيه أهل الكتاب من المسلمين سواء منا أو ممن سبقونا من الأمم حتى دخلوا في اليهودية والنصرانية والمجوسية وانحرفوا عن دين الإسلام .. فهذا الغلو هو باب عظيم من أبواب الشيطان .. فإما غلو بإفراط بتهويل المعنى وتضخيمه أو غلو بتفريط بالتهوين من المعنى وبخس مضمونه خاصة في الأوامر والنواهي .. أما الوسطية والاعتدال في التناول فهي أشد ما يكون على الشيطان لأنها تهدم سبيله وتعطل عمله

فمثلا الوضوء شيء طيب .. فلا يحل بل يحرم الإسراف فيه .. وعد الإسراف من الوسوسة .. والصدقات شيء طيب .. فلا يحل البخل والشح في النفقة وتيمم الخبيث منه .. وعد التفريط في الصدقات بابا من أبواب الشيطان فالصدقة تخرج من بين لحيي سبعين شيطانا .. فالصدقات من أقوى العلاجات النفسية والحسية ولكن لجهل الناس بأهميتها اعتاوا البخل والشح فتسلطت عليهم الشياطين



رد مع اقتباس