01-19-2016, 01:00 PM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,813
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
قوله تعالى: (فَلَمَّا رَأَىٰ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ) [هود: 70]
قوله (نَكِرَهُمْ) من الإنكار وهو ضد المعرفة .. أي جهل حقيقتهم فلم يعرف في بادئ الأمر أنهم من الملائكة لأنهم تمثلوا له في صورة بشرية
أما قوله: (وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً) أي أضمر منهم خوفا .. وأن يكونوا من الجن
وفي اللسان: "أَوْجَسَ القلبُ فَزَعاً: أَحَسَّ به. وفي التنزيل العزيز: فأَوْجَسَ منهم خيفة؛ قال أَبو إِسحق: معناه فأَضْمَر منهم خَوْفاً، وكذلك التوَجُّس، وقال في موضع آخر: معنى أَوْجَسَ وقع في نفسه الخوفُ. الليث: الوَجْس فَزْعة القلب. والوَجْس الفَزَع يقع في القلب أَو في السمع من صوت أَو غير ذلك."
والراجح هنا في سبب خوفه أن حسبهم من الجن وكان يظنهم بشرا .. فلم يتطرق لذهنه في بادئ الأمر أنهم من الملائكة .. فلما أخبروه أنهم ملائكة ضحكت امرأته تعجبا مما رأت لقوله تعالى: (وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ) [هود: 71]
نفس هذا الضحك تكرر مرة أخرى من سليمان عليه السلام من كلام النملة في كتاب الله تعالى في قوله: (فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ) [النمل: 19] فضحكه هنا تعجبا من قول النملة
والله أعلم
|