عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 01-22-2016, 01:41 PM
بهاء الدين شلبي بهاء الدين شلبي غير متواجد حالياً
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,836
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حب الشهوات هذا الموضوع خطير جدا ومتفشي بين المسلمين .. وهو من أسباب خراب الأمة خاصة في عهد النبوة والذي حاربه النبي عليه الصلاة والسلام وتكبد المشاق في محاربته بين أصحابه .. فاتباع الشهوات يجعلنا نميل عن الهداية إلى الغي والضلال .. فكيف بمحبتها؟

قال تعالى: (
وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا) [النساء: 27]

فالمنافقون أتباع الهوى يريدون من المؤمنين أن يستبيحوا حب الشهوات حتى يكونوا سواء في النفاق واستحلال الاستغراق في الشهوات والملذات لقوله تعالى: (
وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّىٰ يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا) [النساء: 89] وهؤلاء كما نرى حذرنا الله عز وجل من موالاتهم فقال (فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ)

هذا الحكم في الكفار .. فكيف بموالاة المنافقين تباع الشهوات قال
تعالى: (فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) [مريم: 59] ومضيع الصلاة أي يصلي ولا يعمل بصلاته لأنه يتبع الشهوات .. فالصلات تقتضي صرف الإنسان عن اتباع شهواته والانغماس فيها

فما اتبع إنسان شهوته وامتلكت فؤاده واستغرقت محبته حتى ولو في الحلال إلا حادت به عن صراط الله المستقيم


الشهوات وضعت في تكويننا الفطري كبشر لضرورة استمرار الحياة وحفظ النوع .. كشهوة الطعام والشراب والجنس والوجاهة والتناسل ... إلخ .. حقيقة أن قائمة الشهوات طويلة جدا لا تنتهي ولا تنقطع ولا تقف عن حد

بل الشهوات متجددة بمعنى قد تخبو أحيانا وتحت وطأة الظروف والضغوط تعاود للظهور مرة أخرى .. كإنسان قد أشتهي اليوم نوع معين من الطعام .. وبعد تناوله قد أعزف عنه تماما.. فأبتعد عنه زمنا وأنساه .. ثم تعاودني الشهوة مرة أخرى إلى حد الهوس

والكبت قد يزيد الرغبة في قضاء الشهوة خاصة أنها تتأجج مع المثيرات والمحفزات .. كأن يشم الإنسان رائحة طعام شهي ورغم أنه شبعان إلا أنه الشهوة تصيبه بالرغبة في تناول هذا الطعام الشهي .. نفس الأمر نجده عند الحيوانات فروائح الطعام تحرك شهوتها وتجعلها تخضع للمدرب

نفهم من هذا أن الشهوة حالة ضعف من الإنسان وليست حالة قوة .. والإنسان القوي هو من يستطيع التحكم في شهواته والتصرف فيها .. لا أن يكون عبدا ذليلا لها تحركه شهواته كالحيوان

وعلى هذا فالإنسان المتعلق بشهواته وتحركه غرائزه هو إنسان ضعيف .. فالشهوات لا ترتبط بالمحرمات .. فالطعام حلال .. ولكن شهوة الأكل إذا ضغت على الإنسان أصابته بالتخمة والأمراض فقد يشتهي من الطعام ما يضره ولا يوافق طبيعة جسده

أما حب الشهوات والتقول على النبي عليه الصلاة والسلام أن حبب إليه شهوة النساء فهذا كلام عظيم في الميزان يقوله المنافقون من البرجماتيون خاصة الكثير من أهل مصر .. فهم يعيشون بهذا المعتقد الفاسد الذي دمر عليهم دينهم ويحسبون أنهم مهتدون ولا يدرون أنهم أئمة الضلال والضلالة في العالم الإسلامي

وسوف يكون لي عودة بإذن الله للكلام عن هذا ولكن بعدما يستوفي الأعضاء كلامهم ونقاشهم



رد مع اقتباس