01-24-2016, 03:42 AM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,836
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
اقتباس:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسلم
وقع لي خطاء في فهم المعنى المقصود بتزيين حب الشهوات من جهة
واللذة التي وضعها الله لخلقه في الاقبال على المباح من نعم الله ..
ومنه جاء هذا التجاوز العظيم في حق الله تعالى
ان نسبت إليه ما ليس هو أهل له و ما لا يحق النطق به في حق ذاته
أعوذ بالله من ذالك و استغفره و اتوب اليه ..
|
بكل أسف هذا الخطأ في الفهم شائع بين المسلمين وليس مجرد ذلة منك .. وهو قول بحاجة إلى وقفة ومراجعة من علماء الأمة .. فالمال والبنون والنساء زينة في حد ذاتهم .. لكن محبتهم وتزيينها في القلوب والتعلق بهم من الشيطان لا من الله تبارك وتعالى
قال تعالى: (قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) [التوبة: 24]
فالتعلق بالمحبوبات والشهوات والملذات يفضي إلى التقاعس والتثبيط والبعد عن أوامر الله ورسوله وهذا يستوجب العقوبات والضلال
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ) [التوبة: 38]
فالتعلق بالمحبوبات والشهوات والملذات يفضي إلى أن يطمئن الإنسان إلى مكاسبه الدنيوية .. فيحسبها جزاء له من الله عجله له في الدنيا .. والاطمئنان بهذه الدنيويات يصيب بالغفلة عن آيات الله تعالى ويفضي بنا إلى النار والعياذ بالله
قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [يونس: 7، 8]
فكثرة عرض الدنيا ليس دليل على رضى الله عز وجل عن العبد بل هو فتنة وابتلاء من الله تعالى ليرى ما نعمل فيه فقال تعالى: (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا * وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا) [الكهف: 7] ولكن عرض الآخرة هو ما يجب أن يسعى ويحرص عليه الإنسان .. فرب شبعان في الدنيا جائع يوم القيامة .. ورب كاس في الدنيا عار يوم القيامة
قال تعالى: (وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا * فَعَسَىٰ رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا) [الكهف: 39، 40]
وبكل أسف أدى سوء الفهم هذا إلى انكباب الناس على الشهوات والتلذذ بها فوقعوا في التسلط الشيطاني .. فانكبوا على النساء وجمع المال وارتقاء أعلى المناصب ظنا منهم أن كل هذه المطالب الدنيوية غاية الله من خلقة لإعمار الدنيا .. وتناسوا أن الزهد في كل هذا هو الطريق لإعمار الآخرة
فانكبوا على الدنيا يزرعون ويحصدون .. بل لم يكتفوا بهذا وإنما روجوا لهذا المعنى ليستحلوا فعل الشيطان في قلوبهم .. وهؤلاء هم الذين يتبعون الشهوات ويريدون منا أن نقع فيما وقعوا فيه ليستحلوا ما حرم الله من اتباع الشهوات وكل هذا من تزيين الشيطان وعمله
|