عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 03-26-2016, 07:00 PM
بهاء الدين شلبي بهاء الدين شلبي متواجد حالياً
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,834
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي

قوله تعالى: (وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ) من المحتمل أن الضرب هو حالة من حالات الهجران في المضاجع .. وقد يكون المراد بالضرب هنا هجران الجماع ومقدماته المفضية إليه

فالمقصود بهجران المضاجع أن لا يبيت معها في فراش واحد .. ممكن يبات في فراش آخر .. أو غرفة أخرى .. لكن لا يقاسمها فراشا واحدا .. ثم عطف على الهجران بالضرب وهو التشديد على أن لا يقربها حتى تثوب لرشدها .. فالضرب هنا أشد ما يكون الهجران وليس عقوبة مغايرة

فمن أشد ما يؤلم المرأة أن لا تجد لأنوثتها رد فعل لدى زوجها .. هذا يجعلها تشعر بالانكسار والذل أكثر من الخوف من الضرب بمراحل كبيرة جدا .. وأدعى أن تتراجع عن نشوها وتلين له الجانب

لذلك يمكنها أن تستميل زوجها إن خافت منه نشوزا بالصلح .. أي بتحريك الغريزة فهي من المؤثرات القوية على الرجل الناشز .. فما أسهل أن يميل كالحمل الوديع ويتلطف مع المرأة بمجرد مصالحته وملاطفته .. قال الله تعالى: (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ۚ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ۗ وَأُحْضِرَتِ الْأَنفُسُ الشُّحَّ ۚ وَإِن تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) [النساء: 128] .. فليس كل الصلح يعتمد على الحوار بين الطرفين .. بل يمكن أن يتم بالابتسام والملاطفة

فيما أعتقد أن تسير العلاقة بين الزوجين بالسكينة والمودة والرحمة يتفق تماما مع ما ذكره الله عز وجل في قوله: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم: 21] .. فأين السكينة في بيت تضرب فيه ربة البيت؟ إن كان هو رب البيت وسيدها فهي أيضا ربة البيت وسيدته .. وأين المودة والرحمة والأطفال يرون أمهم تضرب وتهان؟ هل من الممكن أن يقصد الشرع من هذه الآيات أن يفسد العلاقة بين الزوجين ويخرج أطفال معقدون نفسيا؟



رد مع اقتباس