عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-29-2014, 09:46 PM
بهاء الدين شلبي بهاء الدين شلبي غير متواجد حالياً
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,834
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي حصري: الأمراض الروحية وفترة النقاهة Convalescence


الكاتب: بهاء الدين شلبي.


فترة النقاهة وأهميتها في حياة المريض بعد مرحلة العلاج والاستشفاء:
إن فترة النقاهة هي من أهم وأخطر مراحل العلاج، وإن الإهمال خلالها قد يعرض المريض إلى (انتكاس Relapse)، ويكبده مشاق معاودة العلاج مرة أخرى، أو التنقيب عن علاج بلا نقاهة! والأخطر في الأمر أن الانتكاسة قد تكون خفية الأعراض غير ظاهرة، فيبدو المريض بعافية وصحة جيدة، ومع إجراء جميع الاختبارات تأتي النتائج سلبية، وقد يتم إغلاق الجسد على هذا النحو، ورغم ذلك قد لا تظهر أعراض الانتكاس أحيانًا، وهذا أمر خطير خلاف إذا ما ظهرت بعض المؤشرات التحذيرية، أو العلامات الواضحة ذات الدلالة القطعية على عودة المريض إلى سابق عهده بالمرض، بل في بعض الأحيان تكون الانتكاسة أشد ضراوة من المرض نفسه، بسبب أهداف الانتقام من المعالج في شخص المريض، والتي قد لا تظهر أعراضها في أثر إغلاق الجسد، وربما ظهرت بعد ذلك بفترة زمنية طويلة، يكون المريض فيها قد اطمأن على سلامته، واستكانت نفسه واطمأنت بالشفاء الوهمي، ولا يدري أن إهمال فترة النقاهة قد خلف وراءه كارثة أشد ضراوة من علته السابقة.

يظن الكثيرين أن وصولهم إلى مرحلة الاختبارات سلبية النتائج هو نهاية المطاف، وأن هذا علامة على الشفاء، وأن الأمر قد انتهى عند هذا الحد، وفي واقع الأمر أن الاختبارات سلبية النتائج ليست مؤشرًا يدل على سلامة جسد المريض من وجود الجن، بقدر ما يدعونا ذلك للحذر، والبحث بتؤدة عن مسلك خفي للشيطان يتحرك من خلاله، ففترة الهدوء والسكينة ما بعد العلاج، هي فترة ترقب حذر وتربص من الشيطان، فإن كان قد مات أو قتل، فإن أعوانه ومن حرضوه على فعلته من أسياده خارج الجسد، لا يزالون على قيد الحياة، في انتظار فرصة جديدة للانقضاض على الجسد، فسلسلة الشياطين لن تنتهي، خاصة وأن فيهم المنظرين إلى قيام الساعة، والحقيقة التي يجب أن يدركها الجميع أنه ليس هناك ثمة شفاء كامل من المس، لأن الإنسان بطبيعته ممسوس بصفة دائمة، (الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم من العروق)، وهذا لحكمة الاختبار والابتلاء، ولكن الفارق هو السلامة من تخبط الشيطان وعبثه بجسد ابن آدم، والتخلص من هذا التخبط هو الهدف الرئيسي من العلاج، فلا يعاود الشيطان الكرة على المريض مرة أخرى بالتخبط، وإن كان يتنقل في جسده من موضع إلى الآخر، وهذا حال جميع الناس بلا استثناء، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن)، وعليه فلا نستطيع إنكار وجود الشيطان في جسد كل منا، ولكن الفارق بين السليم والسقيم منا هو وجود التلبس والتخبط الظاهر، وهذا ما يستدعي تدخل الطب الروحي لتخليص المريض من شكواه.

غالبا ما يتعرض المريض في أثر معتقده الخاطئ لمفهوم العلاج لانتكاسة، ويتغافل عن أن الشيطان كائن خفي عاقل، ليضع أسباب انتكاسته على عاتق المعالج وحده، ويزعم جهلاً أن المعالج لم يقم بدوره المنوط به على أكمل وجه، وأنه خدعه، والحقيقة أن المريض قد خدع نفسه بنفسه، فما إن يتم إغلاق جسد حتى يتفلت من زمام الالتزام بالورد القرآني، ويتخلص من كلفة التحصين وترديد الأذكار، وكأن مصلحته من الله تعالى قد قضيت بشفائه، وشكره على هذا ببعض الكلمات قد كافئ نعمة الشفاء، ولا شيء عليه بعد ذلك إلا الاستمتاع بالصحة والعافية، وهذا في حقيقة الأمر هزل، إن ظن المريض ذلك، بل إن مسئوليته في أثر الشفاء أشد أهمية من أثناء مكابدة المرض، لأن الشيطان يتربص به الدوائر، فإذا ما غفل عن ذكر الله تعالى، أو ظهر منه بادرة تقصير، انقض عليه الشيطان ونال منه ما لم يناله من ذي قبل، وإن كان على لمعالج المتمرس المخلص في عمله، واجب تتبع ثغرات المريض، وعدم المهادنة مع المريض على حساب مصلحته، فيجب على المعالج تتبع عيوب وثغرات المريض، ومن ثم إعادة توجيه ونصحه، وتغيير استراتيجية العلاج حسب المستجدات التي قد لا يلتفت إليها المريض، فمن الممكن من خلال كشف بصري منامي، أو رؤية أن يكتشف المعالج أدنى هفوة من المريض، سواء أثناء فترة العلاج أو فترة النقاهة.

في بعض الأحيان يفر من الجسد أشد وأقوى المجموعات العاملة فيه من الشياطين، وبكل تأكيد يتم ذلك الانسحاب المدروس تحت مظلة من الأسحار، كحصانة تحميهم من أية مخاطر قد تحدق بهم لحظة الفرار، مستغلين في سبيل ذلك أدنى هفوة من المريض ربما فاتت عليه أو لم ينتبه إليها المعالج، ولأنهم لا زالوا في خضم قوتهم، فالفرصة متاحة لديهم للفرار الآمن، ولمعاودة الكرة مرة ثانية عند الشعور بالأمان، لذلك فهم يتحينون الفرصة لمثل هذه المباغتة، فهناك أسيادهم في انتظارهم لمحاكمتهم محاكمة ظالمة جزاء ردتهم، وإنزال أقصى عقاب بهم يفوق ما اقترفوه من الردة تحت تأثير العذاب الشديد الذي لحق بهم جراء العلاج، ولنا في هذا سند من قصة سحرة فرعون، فكان جزاء ردتهم أن قطعت أيديهم وأرجلهم من خلاف وصلبوا، قال تعالى: (وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُواْ آمَنَّا بِرِبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ * قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَـذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُواْ مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ * لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلاَفٍ ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ) [الأعراف: 120: 124].

وفي مقابل العفو عنهم يمنحهم أسيادهم من الجن فرصة ثانية لإصلاح أخطاءهم، والثأر من غريمهم المعالج بالطبع قبل المريض، فيستغلون جهل الناس بطباع الشياطين وعاداتهم وخصائص قدراتهم والقوانين التي تحكم عالمهم، فيخيلون إليهم أن المريض لا يزال على حاله فلم يشفى بعد، وذلك بظهور أعراض مرضية أشد من ذي قبل، فيبدو الأمر وكأن حالته قد ازدادت سوءًا في أثر العلاج، فيجعلون مسؤولية ما يعدونه فشلاً لا انتكاسة على عاتق المعالج، وكأن المريض الحمل الوديع الذي وقع بين براثن المعالج الجاهل والشيطان الرجيم! وليس السب هو إهمال المريض وجهله، وكل المرضى ليسوا على هذا النحو من السفاهة، بل هناك من يقدر معالجه، ويمتثل لنصائحه في غيابه، وهؤلاء يجتازون فترة النقاهة بسلام وأمان وبلا أدنى منغصات، لذلك يجب أن نفرق بين مفهوم فشل العلاج وإخفاق المعالج في التعامل مع الحالة، وبين انتكاسة المريض ربما عن إهمال من المريض نفسه، أو تقصير من المعالج في تتبع أخبار المريض.

ولأن معاودة اختراق الجسد، ودخوله مرة ثانية ليس بالأمر الهين على الشيطان، فهناك فارق جوهري بين الدخول والمكث في الجسد تحت طائلة سحر ذاتي يمكن للشيطان من الجسد، بحيث تتفرع عنه أسحارا خدمية، وبين مجرد الدخول لغرض مؤقت وعابر، فلا يدوم مكثه كثيرًا، فالشيطان يستغل أدنى هفوة من المريض ليقتحم جسده بسلام، لذلك فلا بد من المتابعة وموالاة الطاعات والعبادات، بل ربما أكثر من فترة العلاج، وذلك لتعويض أدنى هفوة قد تبدر من المريض أثناء فترة النقاهة، والتي قد تتيح الفرصة لمعاودة الشيطان مرة ثانية، على الأقل على سبيل الشكر لله تعالى، وحمده على نعمة الشفاء، وهذا يدعم إغلاق الجسد، ويعزز الحصانة ويشددها على المريض تمامًا.

عمومًا وعلى كل حال أرى أن فترة ثلاث أشهر هي فترة متواضعة للنقاهة، خاصة وأن مخططات الشياطين وشراكهم يتم تنفيذها على مدار سنوات طويلة، فلا بأس من مواصلة نفس منهج العلاج طيلة ثلاثة أشهر، ولكن بلا عقد جلسات، على أن تكون بتواصل وبغير تقطع، وإلا بدأ المريض هذه الفترة من جديد، خشية أن يكون قد اعتراه شيئًا خلال فترة الانقطاع، ولو دام الانقطاع يومًا، وعلى المريض أن يقضي هذا اليوم إن مر عليه بسلام، وعمومًا فتكثيف جرعة القرآن في فترة النقاهة ضرورة ملحة، فلا بأس من أن يضاعف الورد في اليوم التالي، ولا مانع من إجراء كشف دوري للاطمئنان على السلامة من الانتكاس ولو مرة كل شهر طوال فترة النقاهة.

ويجب أن يراعى أن يكون التوقف عن الورد القرآني تدريجيًا، فمن الخطأ أن يتم ذلك دفعة واحدة، ولكن أنصح بالتحول التدريجي من أداء الورد القرآني حسب تحديد المعالج المختص، إلى الورد القرآني الشخصي بنظام ختم المصحف الشريف من أوله إلى آخره، فكأنك فتحت بذلك بابًا بينك وبين الله تعالى، ثم تركته مفتوحًا للشيطان يلج منه وقتما شاء، ولكن حول الباب المفتوح بينك وبين الله تعالى من باب تلاوة ورد علاجي محدد، إلى باب تلاوة ورد مفتوح لختم المصحف الشريف، والفارق بينهما أن الأول مقيد بكم محدد من سور معينة لا تتغير، والآخر ورد متغير حسب ترتيب المصحف الشريف، بحيث تستطيع ختمه قي فترة من ثلاثة أيام إلى شهر إن شئت.

إن عبور مرحلة النقاهة بسلام ليس ضمانًا لعدم تعرض المريض لسحر آخر في مرحلة ما بعد النقاهة، ولكنها عبورها بسلام يعد ضمانًا لنجاح العلاج بصورة نهائية، فمن الممكن إذا تعرض المريض بعد شفاءه لأسباب المس عاد إليه الداء، ربما أشد مما سبق، وهذا ما يجب أن يضعه المريض في اعتباره، خاصة وأنه صار هدفًا للشياطين، وعرضة لتجديد الأسحار إذا علم المسحور لأجله أن المريض قد شفي بفضل الله تعالى، إذًا فالشفاء لا يعد حصانة ضد الإصابة بالمس مرة أخرى، فإن كانت التحصينات تفيد بشكل أو آخر في تعويذ الشخص المعافى من معاودة الإصابة مرة أخرى، إلا أن التحصينات لا تشكل ضمانًا ضد الإصابة، إذا ما تم اختراقها بأحد نواقض مقتضياتها، وهذا هو ما يجب أن يحافظ عليه المريض طيلة فترة النقاهة، وكذلك فيما بعدها، وإن المعالج لا يملك أن يقدم للمريض ضمانات على غيبيات تدرك ظنيًا لا حسيًا، لذلك فلا نملك مطلقًا أن نطالب المعالج بأية ضمانات، بقدر ما نحن مطالبين بالالتزام بنصحه واتباع توجيهاته في ضوء خبرته.

وهناك حكمة بالغة الأهمية ترجى من فترة النقاهة، وهي استرجاع ما فر من الشياطين لقتلهم داخل الجسد، وللتخلص من أسحارهم المتعلقة والمرتبطة بجسد المريض، فتعرض المريض إلى ما يبدو أنه انتكاسة، ربما يكون مؤشرًا إلى أن الحالة لم يستكمل شفاؤها بعد، وهذا ليس عن تقصير من المريض، أو إهمال المعالج، ولكنها ضرورة تحتمها مراوغة الشيطان، واستدراكًا لمخططاته وألاعيبه التي لا حصر لها، فالشياطين الذين فروا تحت حماية أسحارهم، قد يتعسر على الجن المسلمين اقتيادهم للمحاكمة الشرعية على ما اقترفوه من جرائم، ولكن يمكن محاصرتهم باستمرار مواظبة المريض على الورد القرآني، وتضييق الخناق عليهم حتى يرتدوا إلى جسد المريض، وهناك يسهل التخلص منهم على يد المعالج، أو على يد الجن المسلم، فهناك من الشياطين من لا يصح تقديمهم للمحاكمة، وهذا لعظم خطورتهم على الإنس أو الجن المسلمين، ووجوب سرعة القضاء عليهم، والتخلص منهم نهائيًا، فليس كل شيطان يصلح لأن يقدم إلى محاكمة شرعية، لذلك تكون هذه الانتكاسة عارضة وليست بصفة دائمة، فلا داعي للقلق على سلامة المريض.

ولأن القرين هو الوسيط بين الإنس والجن، وبدونه لا يستطيع الشيطان دخول جسد الإنسان والتحكم فيه، فإن القرين الكافر في بعض الحالات يعتريه حالة من التمرد على مقرونه، ويستبد به لأبعد الحدود، وبهدف إيصاله إلى حد اليأس والقنوط من رحمة الله تعالى، ورغم ما يتعرض له القرين الكافر من مهانات ومذلة على أيدي الشياطين طيلة فترة المس، إلا أنه يهوى تعذيب مقرونه على تحمله للعذاب على أيديهم، فهو لا يكل ولا يمل من تحمل العذاب، ولكن السبيل الوحيد للتخلص من التمرد، هو مضاعفة الجهد القرآني المتواصل، وامتداد فترة النقاهة أطول فترة ممكنة، لضمان كبح جماح هذا العربيد، فهناك بعض الحالات كان يحضر القرين ويتكلم على لسان المريض، وهذا ندركه بحدسنا وخبرتنا كمعالجين، ومن العسير شرح تفاصيل حضور القرين كتابة بدون تجربة عملية، لذلك ففترة النقاهة هامة جدًا لإعادة التوازن بين القرين ومقرونه، سواء ظهرت مظاهر هذا التمرد أو تختفت، لأن القرين الكافر في حالة تمرد دائم على مقرونه، ولكن الفارق هو حجب هذا الظهور ومنعه، لتتوافر للمريض حالة من الهدوء والسكينة بلا منغصات من حضور القرين ونطقه على لسان المقرون، أو السماح لشياطين جدد بدخول الجسد وإيذاء صاحبه، وفي حالات تمرد القرين الكافر ينصح المريض بإضافة تلاوة سورة [ق] إلى الورد القرآني، لما لها من تأثير طيب في رد القرين عن تمرده، وبالتالي إضعافه عن هذه الفوضى التي يحدثها بجسد مقرونه.

يجب دائمًا أن نتوقع حدوث انتكاسة، فلا نستخف بظهور علامات ولو كانت طفيفة، ولا مانع من وجود علامات صارخة تعبر عن انتكاسة صريحة، فيجب أن لا نفجع حتى ولو بدا الأمر وكأن الحالة لم تشفى على الإطلاق، فمن المفترض أن لا يتكرر هذا الأمر بعد عقد جلسة علاج فورية، وهذا تبعًا لقدر تفريط المريض، ووفقًا لسرعة التعامل مع الحالة، والأمر بحاجة إلى ضبط الأعصاب، والتريث في اكتشاف ردود الأفعال ودراستها، والهدف من ذلك تحديد ما إذا كانت الحالة لم تشفى بالفعل، أم أنها مجرد انتكاسة لا تخرج عن نطاق الانتكاسات الاعتيادية كم أسلفنا الذكر، وبالتالي ستختلف طريقة تناول المعالج لهذه المظاهر والعلامات، وكشف العلاقة بينها وبين ما ورد من مظاهر مختلفة أثناء فترة العلاج، ربما وجد تفسيرًا لما قد جد أمامك من علامات، وهذا سيجعلك تقيم الانتكاسة بصورة مقاربة إلى الواقع بحد كبير، مما سوف سيقلص من حجم المواجهة ضد الشيطان، أما في حالة اكتشاف عدم شفاء الحالة، فالأمر بحاجة إلى إعادة بناء تقييم الحالة المرضية، وكذلك تقييم منهج العلاج الملائم.

وفي بعض الأحيان يتخلف عن الشياطين المندحرة لفيف منهم، متسترين تحت حماية أسحار خفية غير منظورة، وبالتالي لا يستطيع الجن المسلم الكشف عن وجودهم والتصدي لهم، وهذا بحاجة لبعض الوقت حتى تضعف هذه الأسحار، ويظهر كل ما كان خفيًا، وهذه الأسحار الخفية يتم إخفاؤها بشياطين شديدة القوة والبأس، وذلك بحاجة إلى بعض الوقت من مواصلة الورد القرآني، ولكي يتحقق لنا إضعاف هذه الأسحار، والتصدي لكل المستفيدين منها، وذلك يعني ضمنيًا؛ أن فترة النقاهة تعد ازدواجية المفعول، من جهة التحصين والتنقية، أي من كل ما قد تخلف عن المعارك التي دامت طيلة فترة العلاج، سواء كانت ثغورًا مكن اختراقها، أو مخلفات حرب تعد نواة لتجديد الإصابة الانتقامية.

في حالة التعرض للانتكاسة يجب تتبع الثغور سواء المتعلقة بالجسد أو بتصرفات المريض، أو المتعلقة بأسلوب العلاج هذا من جهة المعالج، ففي كثير من الأحيان يكون هناك قصور في منهج العلاج، والسبب سعة رقعة التعامل مع الجن والشياطين، في مقابل محدودية المعلومات، وقصور المناهج العلمية المدروسة عن عالم الجن والشياطين، خاصة أنه لا يوجد سبق معلن إلى هذا الفرع من العلوم الهامة حتى عصرنا الحالي، حيث كان ولا يزال سرًا قاصرًا تداوله على السحرة، وشيوعه بين من تروج عليهم الخرافات والخزعبلات من السفهاء الذين لا يقدرون قيمة ما بين أيديهم من معلومات خطيرة، حيث يتعاملون معها على جانب كبير من الرهبة والجزع، بدون أن يكون للعقل دور في فرز هذه المعلومات وتمحيصها، لذلك يجب أن لا نستهين بما لديهم من معلومات وأساطير، فلا يوجد دخان بلا نار، بل يجب إخضاعها للبحث المنهجي العلمي، والدراسة الشرعية الحصيفة.


المصدر:
الأمراض الروحية وفترة النقاهة Convalescence | مدونة: جند الله








رد مع اقتباس