عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 05-16-2016, 07:22 PM
بهاء الدين شلبي بهاء الدين شلبي غير متواجد حالياً
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,834
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي

الإخلاص شرط في صحة أداء الدعاء، فضلا عن قبوله، بأن يكون الدعاء خالصا لله عز وجل، فلا يسأل به غيره، ولا يبتغى به غيره، وإلا كان شركا. أما أن يدعو ابتغاء الأجرة والمال، فهذا مخل بشروط الإخلاص، وشرك ظاهر، وآية ذلك أن يحزن إن أعطي أجرا أقل مما كان يصبو إليه، وقد يغضب ويثور إن لم يحصل على ما يطمح عليه من أجر، ومثل هذا الصنف من الناس دائم التطلع أن يغدق عليه بالمال الوفير، فإن عرض عليه من وسع عليه في رزقه لهرول إليه مسرعا، ولتخلى عمن ضيق عليه رزقه، فمثل هذا لا يصح أن يقال عنه معالج.

سبحان الله

وأن يخرج الدعاء خالصا من القلب، فلا ينشغل القلب بشواغل أخره تلهيه عن تدبر ما يدعو به. وأن يكون مخلصا في أداء عمله فيتقنه، بأن يؤديه على النحو المطلوب. وأن يكون مخلصا للمريض فيعطيه حقه كاملا من الاهتمام والرعاية، فلا ينشغل عنه بأي حالة اخرى. وفي جلسات العلاج المختلطة لا يمكن أن تتحقق هذه الشروط مجتمعة، فقد يدعو الراقي ربه عز وجل، لكن سائر الشروط لا يمكن أن تتحقق والراقي مشتت الذهن، فإن إنشغال الراقي وتنقله لمتابعة ردود فعل عدة حالات مرضية في آن واحد، يؤثر على ثباته الانفعالي Emotional Stability، مما يفقد القدرة على التركيز نتيجة لتعرضه للضغط النفسي، فيعجز عن اتخاذ القرارات السليمة الخاصة بكل حالة.

علاج أي حالة لا يعتمد على قوالب ثابتة من ترتيل القرآن، والدعاء، وإنما يعتمد على حسن توظيف الآيات والأدعية بما يوافق مستجدات الأعراض التي تطرأ على كل حالة. لذلك فمع حدوث متغيرات في كل حالة مرضية، فإن المعالج مضطر لتعديل رقيته باستمرار، لتناسب تغير الأعراض وردود الفعل، فإن كان من الممكن التركيز بين حالة أو حالتين داخل أسرة الواحدة، فمن المستحيل تحقيق هذا بين أكثر من مريض لا تربطهم أي صلة أو علاقة.

مسألة قبول الدعاء لا يعول عليها كثيرا في تقييم المعالج، فالاستجابة ليست حكما على صحة أداء المعالج وسلامته من الأخطاء، بمعنى أن ما نراه من ردود فعل الجن من صرع وحضور وانصراف وتخبط وغير ذلك من الأعراض الظاهرة ليس دليلا على استجابة دعاء الراقي، ولا دليلا على صلاحه. وكذلك عدم وجود رد فعل لدعائه ليس دليلا على سلامة الحالة من المس والسحر، فكلما زادت الحالة قوة كانت أكثر هدوءا وثباتا أمام تأثير الدعاء والرقية، لذلك نعطي المريض نظاما علاجيا يتبعه فترة من الزمن فيما بين الجلسةو والتي تليها، فنجد أن الحالة الساكنة ضعفت، وبدأت تظهر عليها بعض أعراض الحضور، وإن كانت أعراضا قليلة أو شحيحة، ولكنها مؤشر أن الحالة إيجابية ومصابة بالفعل وأنها مؤشر للمعالج أن يستمر في أداء الكشف، فمن الأخطاء الشاعة أن يحكم المعالج على الحالة من أول جلسة، بل قد تحتاج إلى عدة جلسات حتى يكتشف إصابتها من عدمه، ثم تشخيص الحالة، حتى التشخيص الأولي قد يكون لسحر واحد هو أضعف الأسحار من مجموعة من الأسحار مصاب بها المريض، فيسقط السحر الأضعف فالأقوى، تدريجيا الواحد تلو الآخر حتى نصل إلى أشدها قوة وثباتا.

إذن لا تكفي جلسة واحدة للتشخيص، بل في كل جلسة تنكشف معلومات تشخيصية جديدة لم تكن ظاهرة لنا من قبل، وسر هذا أن الأسحار محصنة ومدرعة بأسحار ضد تأثير الرقية، هذا فضلا عن وجود (أسحار إخفاء) وظيفتها إخفاء وجود أي سحر فلا تظهر له أية أعراض تذكر، فإن بطلت تلك الأسحار الإخفاء بالنظام العلاجي والرقية انكشفت وظهرت الأعراض الخفية، وفي كل جلسة تنكشف أعراض جديدة، ونشخص الوضع الجديد بتشخيص مناسب له، وهذا يدل على وجود العديد من الأسحار، حتى السحر الواحد قد يكون مركب من عدة أسحار مختلفة يدعم بعضها بعضا، أو أن هناك أسحار مستجدة الهدف منها تقوية السحر العامل، وخدمته وتثبيته، وقد تبلغ تلك الأسحار المستجدة كما غزيرا جدا لا حصر له، كلها تحول حول تحقيق هدف واحد، بمعنى أن الساحر سحر لتفريق زوجين، ولكن القدر لم يأذن بالطلاق، فيصنع الساحر أسحارا داعمة للسحر الأول، ومساندة له، ومقوية له، فيطلب المسحور لأجله من الساحر عمل مزيد من الأسحار، والساحر الإنسي يزيد في السحر طالما الأول يدفع له المال، هذا في حالة الساحر المحترف، لكن في حالة أن تكون أم الزوج هي الساحرة، فهي تسحر لطلاق ولدها ليل نهار لا تفتر عن إرسال الأسحار له، خاصة وأنها مقربة من ولدها وتعلم عنه كل صغيرة وكبيرة، وهذا نموذج مر بنا كثيرا جدا.

فإذا كان الوضع كذلك؛ فليس لدى راقي الجلسات المختلطة فرصة أن يركز مع كل حالة داخل الجلسة، خاصة وأنها حالات مختلطة، فلا يوجد رابط يربط بينها، وهذا على نقيض الجلسات الجماعية التي تجمع أفراد أسرة واحدة داخل الجلسة، فصلة الدم تجمع بنيهم، والسحر الواحد مسلط عليهم جميعها، سواء كسحر مفرد، أو ملحقاته من الأسحار الداعمة له، المهم أن هناك صلة بين تلك الأسحار، ومهمة المعالج هنا إيجاد تلك الروابط بين الأسحار، وهذه هي مهتمه عند تشخيص حالة مرضية تشمل العديد من أفراد الأسرة الواحدة. لذلك لا يتحقق عنصر الإخلاص في الرقية، وذهن الراقي مشتت بين عدة حالات مختلفة، مهما اوتي من علم ومهارة وخبرة، فكل خبرته هذه سوف تنهار أمام تشتته في مواجهة زحام التفاصيل التي قد لا يلتفت إليها أثناء الرقية، فيأتي تشخيصه خاطئا أحيانا، وقاصرا أحيانا اخرى.



رد مع اقتباس