05-26-2016, 02:03 AM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: 19-12-2013
الدولة: DRT
المشاركات: 678
معدل تقييم المستوى: 11
|
|
باب لام المستغاث به
ولام المستغاث من أجلها علم أن لام المستغاث به مفتوحة، ولام المستغاث من أجله مكسورة فرقا بينهما وهما خافضتان جميعا لما تدخلان عليه فلام المستغاث به كقولك: يا لزيد ويا لعمرو قال مهلهليا: لبكر أنشروا لي كليبا يا لبكر أين أين الفرار قالوا إنما استغاث بهم هزءا لما انهزموا، ولام المستغاث من أجله كقولك: يا لزيد لعمرو أنت مستغيث بزيد من أجل عمرو ليعينك عليه كما، قال الشاعر وهو قيس بن ذريح:
تكنفني الوشاة فأزعجوني *** فيا للناس للواشي المطاع وقال الآخر في المستغاث به:
فيا للناس كيف ألوم نفسي *** على شيء ويكرهه ضميري
وفي الحديث أنه لما طعن العلج أو العبد عمر رضي الله عنه صاح: يا لله يا للمسلمين؛، وقال آخر:
يا عجبا لهذه الفليقه *** هل تذهبن القوباء الريقه الفليقه الداهية كأنه دعا العجب من أجل الفليقه
واعلم أن أصل هذين اللامين الكسر لأنهما اللام الخافضة وكذلك
قولك: لزيد ولعمرو وإنما فتحت لام المستغاث به فرقا بينها وبين لام المستغاث من أجله وكانت لآم المستغاث من أجله أولى بالكسر ولأن تبقى على بابها لأن المستغاث من أجله يجر إليه المستغاث ويطلب من أجله ولم يجعل الفصل بينهما بالضم لتآخي الكسرة والفتح وبعد الضم منهما لأن الضم أثقل الحركات والفتح والكسر مؤاخيان ولذلك اشتركا في المفعول وكذلك قولك: رأيت زيدا ومررت بزيد وكلاهما مفعول به، وقد خفض أخدهما ونصب الآخر، وكذلك استوى مكني المخفوض والمنصوب
وكذلك قولك: رأيتك ومررت بك وضمت تثنية المنصوب وجمعه إلى المخفوض
وكذلك قولك: مررت بالزيدين والزيدين ورأيت الزيدين والزيدين ومع ذلك، فإن هذه اللام الخافضة قد فتحت مع المضمر
وكذلك قولك: هذا لك ولكما ولكم فجعل الفرق بينهما هاهنا بالفتح، فإن عطفت على المستغاث به بمستغاث به آخر كسرت لام الثاني لأن الفتح قد زال بضمك إياه إلى الأول بحرف العطف كقولك: يا لزيد ولعمرو تكسر لام عمرو وإن كنت مستغيثا به لما ذكرت لك فأما قول الشاعريا لعطافنا ويا لرياح وأبي الخزرج الفتى الوضاح، فإنه فتح اللام الثانية لأنه كرر معها يا ولم يضم الاسم الثاني إلى الأول بحرف العطف واعلم أن لام المستغاث به عوض من الزيادة التي تقع آخر المنادى المتراخي عنك وكذلك قولك: يا زيداه ويا عمراه ولا يجوز الجمع بينهما فلو قلت يا لزيداه لم يجز لأن العوض والمعوض لا يجتمعان ألا ترى أنه غير جائز أن تقول الزناديقة والفرازينة فتجمع بين الياء والهاء لأنهما يتعاقبان فإما أن تقول الزناديق والفرازين أو الزنادقة والفرازنة، وكذلك لا تقول يا اللهم فتجمع بين الميم المثقلة في آخره وحرف النداء في أوله قال سيبويه زيدت الميم في آخره مثقلة عوضا من حرف النداء في أوله فلا يجوز الجمع بينهما ولا وصفه لأنه جرى مجرى الأصوات؛
وأما قوله تعالى: {قل اللهم فاطر السموات والأرض} [سورة الزمر: 46]،
فإنه على نداء ينو قال الفراء أصله يا الله أمنا بخير ثم اختصر وجعلت الكلمتان واحدة ومنع من حرف النداء وربما جاء شاذا في الشعر وأنشد:
وما عليك أن تقولي كلما سبحت أو هللت *** يا اللهم ما اردد علينا شيخنا مسلما
ولا يعتد البصريون بهذا الشعر ولا يرونه حجة ولو كان القول على ما ذهب إليه الفراء لما امتنع من حرف النداء لأن تصيير الشيئين شيئا واحدا لا يمنع من دخول حرف النداء ألا ترى أنا ننادي معدي كرب ورام هرمز وبعلبك وما أشبه ذلك وهما اسمان جعلا اسما واحدا، وقد قرأ أبو عمرو بن العلاء يا بن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي بالفتح على أنه بناه وجعل الكلمتين كلمة واحدة وهذا بين واضح.
|