05-26-2016, 11:00 PM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,834
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
من وجه لي الانتقاد والتوبيخ هم شيوخي من الجن المسلمين فهم أدرى بحالي مني خاصة وأن منهم الصحابة والنبيين وقرائن النبيين وعلى رأسهم قرين رسول الله صلى الله عليه وسلم والملائكة من الجن .. فقولهم يجب أن يحمل على محمل الجد
المعضلة لا تكمن فقط في العيوب المشار إليها .. إنما العلة والمصيبة الأكبر في عدم رؤيتي لعيوبي .. وهذا مرض يمسى [عمى القلوب] وقد صدر الله تبارك وتعالى سورة البقرة بتفصيل وبيان هذا الداء العضال فقال:
وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ﴿٨﴾يُخَادِعُونَ اللَّـهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ﴿٩﴾فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّـهُ مَرَضًاۖوَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ﴿١٠﴾وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ﴿١١﴾أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـٰكِن لَّا يَشْعُرُونَ﴿١٢﴾وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُۗأَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَـٰكِن لَّا يَعْلَمُونَ﴿١٣﴾وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ﴿١٤﴾اللَّـهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ﴿١٥﴾أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ﴿١٦﴾ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّـهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَّا يُبْصِرُونَ﴿١٧﴾صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ﴿١٨﴾أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّـهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ﴿١٩﴾يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُم مَّشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّـهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴿٢٠﴾
وآية هذا المرض أن الإنسان لا يرى سوء عمله .. بل يزينه الشيطان له حتى يرى سوء عمله حسنا كما في قوله تعالى: (أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُم) [محمد: 14] .. وهنا يصاب الإنسان بالعجب برأيه فيراه حسنا ويستملحه وهذا العجب من الضلال قال تعالى: (أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [فاطر: 8]
وحين يرى الإنسان عمله حسنا فإنه يدافع عنه .. ويستبسل في الدفاع .. فيجيش الأدلة .. ويحشد الشواهد ليدافع عن رأي باطل رآه حسنا .. وهذه هي المراوغة .. وهنا يزداد تمسكا بالباطل ويعند مع المخالف فلا يرى الحق في كلام الآخرين .. ولن يراه أعماه عيوبه
إذن فكلام الجن المسلم معناه أن قلبي مريض ومطموس عليه فلا أرى عللي وأمراضي .. وهذا بسبب كثرة الذنوب والمعاصي وشح الاستغفار وعدم التوبة عن كثير من المعاصي .. فلا يكفي الاستغفار بدون العمل على التوبة والاصلاح .. ولن يتغير قلبي ما ظل حالي فاسد هكذا .. وعلة ذلك أن عمى قلبي بسبب ذنوبي حجبني عن ربي فحرمت رحمته قال تعالى: (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ * كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ) [المطففين: 14، 15]
وكل هذا يعني أنني منافق .. فلم أدخل حتى في مسمى دين الإسلام .. وأن كل عبادتي صفرا لم يرفع منها ولا عمل واحد حتى يقبله الله عز وجل .. هذا معناه أني سأقابل ربي وأعمال كلها سراب ليوفيني حسابي كام قال تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ) [النور: 39] فالمسلم لا يكذب .. ومن الكذب أن يكذب الإنسان على نفسه فيخدعها ويغشها .. وأعظم الكذب أن يكذب الإنسان على ربه تبارك وتعالى فيفسر كلامه ووحيه بهواه وبقول فلان وفهم فلان وكأنهم معصومون
وعلى ما تقدم إن كانت أبحاثي (إن جاز تسميتها أبحاث بالمعنى الاصطلاحي) جعلتني أترفع على الناس وأظهر لهم أني عالم حتى صرت لا أرى أخطائي وعيوبي فيجب علي أن أنزع عني عباءة الباحث حتى أرى عيوب نفسي وأبصرها على حقيقتها .. لكي أتمكن من إصلاح نفسي
فلا خير في علماءكم ما عموا عن عيوبهم .. ولا خير فينا إن لم نرى عيوبهم .. ولا رجاء منا إن لم نناصحهم .. فالعالم ليس بغزارة علمه إنما بعمق بصيرته .. والجاهل هو أعمى البصيرة فلا يرى عيوب نفسه .. فكيف لأعمى البصيرة أن يهدي أمة من العميان؟
|