05-14-2016, 01:15 PM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,834
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
تعتمد سحرة الجن والشياطين في تعضيد قوتها على عمليات القرصنة، فالقوي منهم يأسر ما استطاع من خدام وأعوان ويسخرهم في خدمته، وحالة الفوضى في الجلسات المختلطة تعتبر فرصة لإجراء عمليات القننص والقرصنة، وهذا له أسبابه أهمها انشغال المعالج بين أعضاء الجلسة، فهو يتقلب بين هذا وذاك، وينشغل عن مريض بمريض آخر، لكن هذا ليس السبب الوحيد، فقد يحتال الراقي بإحضار عدد من المساعدين، وغالبا قليلي الخبرة، حتى هو نفسه قليل العلم والخبرة، فهو ليس بخير من مساعديه. ولكن هناك سبب أهم وأخطر بكثير، سنفرض أن الراقي يحصن مقر الجلسة، وهذا لا يحدث إلا نادرا جدا، وعلى فرض أنه قام بالتحصين، إلا أن كثير جدا من الرقاة لا يعلم شيئا عن العزل، وهو عزل كل شخص حاضر عن المحيطين به، فيمنع التواصل فيما بينهم، لكن لا يمكن الحفاظ على استمرار بقاء التحصينات والعزل مدة طويلا، لأن سحرة الجن ستوجه ضربات سحرية لخرق تلك التحصينات، وفك العزل طلبا للنجدة والعون بأي شكل من الأشكال، سواء بإجراء تبادلات، أو مزاولة القرصنة السحرية، أو الحصول على مدد خارجي من الساحر الجني المتابع لخدامه وأعوانه.
فالتحصينات والتدريعات والعزل مهما بلغوا من القوة، فما أسرع أن ينهار كل ذلك أمام فيض الأسحار، فتتم خروقات كثيرة جدا، وتحدث انتكاسات وإخفاقات كثيرة أثناء الجلسة الفردية، والجماعية، مما ينذر بخطر أكبر أثناء الجلسات المختلطة، والتي ينعدم فيها الحصانة والعزل. لذلك يجب على المعالج أن يجدد التحصينات والعزل أولا بأول كل عدة دقائق وبأساليب مختلفة، حتى يقلل من عدد الخروقات، ولا أخفي سرا إن قلت؛ إن أكثر وقت المعالج أثناء الجلسة يكون قائما على سد الثغرات، وصد أسحار التجسس، والمدد الشيطاني، ولولا لذلك لما استغرقت الجلسة بضعة دقائق. لذلك فالنظام العلاجي الثابت الذي يقدم للمريض، على مدرا الفترة الزمنية الفاصلة بين الجلسات، تعتبر تمهيدا للجلسة القادمة، فهي تنهك الشياطين وترهقهم، وتتركهم عاجزين عن القيام بخروقات، لأنهم يكونوا في حالة من الإعياء الشديد، ويكونوا قد استنفذوا قدر لا بأس به من أسحارهم لمقاومة ما يقوم به المريض، فإذا حضر جلسة العلاج جائت النتائج موفقة، ونسبة الخروقات تكون ضئيلة جدا، بما يسمح للمعالج القيام بعدة مهمات في الجلسة الواحدة، إلى أن يصل إلى مرحلة يجد فيها توقف النتائج، وهذا معناه أن رصيد النظام العلاجي لدى المريض قد نفذ، وعلى المريض استئناف النظام العلاجي لأسبوع آخر، من أجل تمديد صلاحيته للعلاج في الجلسة القادمة.
فلنا أن نتصور ما يمكن أن يحدث أثناء الجلسات المختلطة من ممارسات سحرية، وصراعات شيطانية، والراقي يقفز من هذه الحالة إلى تلك، ويستغفله الشياطين من هنا ومن هناك، كل هذا لا يراه الراقي ولا يعلم عنه شيئا، وهذا أمر بديهي طالما أنه يتم داخل عالم الجن، وهذا يضعف هيبة الراقي، ويذهب باحترام الجن له، فيستخفون به لأن يثبت لهم بهذه الطريقة أنه جاهل، وطبعا لا يخفى عليهم جشه وحبه للمال، وأنه يفعل هذا طلبا للشهرة. فالشياطين تقيِّم المعالج والراقي، وتصنفه كل واحد منهم، وتتخذ إجراءات وتدابير ضدهم، فيطورون من آلياتهم لمواجهة المعالجين الأشداء أصحاب العلم والخبرة، فالمعالجين لهم شهرتهم الخاصة داخل عالم الجن، ومعروفون لديهم بالاسم، لكن هذه المعرفة والشهرة تكون محدودة بين الأسرى داخل الجسد، فلا يعرفون شيئا عن المعالجين إلا ما يحصلون عليه أثناء الجلسة. وبتردد المريض على الراقي عدة جلسات، يكتسب الشياطين خبرات عن الراقي، فإذا جاء مريض للكشف أول مرة، كانت الشياطين الذين على المريض الذي حضر عدة جلسات سابقة أكثر دراية وخبرة ممن يحضرون لأول مرة، وبهذا يستطيلون عليهم بهذه الخبرة، وفي المقابل تحدث تلك التبادلات في المصالح فيما بينهم.
|