07-04-2016, 02:59 PM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,813
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
اقتباس:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محب الرحمن
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
(وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ) سورة النمل - آية 82
السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة
أعلم بأن المنتدى يقوم على موضوع رئيسي وهو الدابة و عندي بعض الاستفسارات والانتقادات لا أقصد بها التشكيك بأحد و القصد هو النقد البناء و البحث عن الحق
فلو كانت الدابة إمرأة مرسلة من الله عز وجل فأرجو الله بأن أكون ممن يؤمنون بها و بآيات الله تعالى و يتبعونها
وأرجو منكم سعة الصدر وشكراً للجميع و جزاكم الله كل خير
تبدأ الاية الكريمة ب ( وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ ) وهذه الجملة تذكر في سياق القرآن كإشارة للعذاب بأن القول هو أمر من الله تعالى بالعذاب لمن وقع القول علية
فمثلا الاية 85 من سورة النمل (وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لا يَنطِقُونَ)
وفي المنتدى تفسر الاية بأن الدابة مرسلة و رسل الله يبعثهم الله رحمة للناس وليس للعذاب ولم أجد دليل واحد على انها مرسلة بصفة حمل رسالة ولا أدري من أين أتى هذا التفسير
سورة الانبياء -الاية 107 (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)
_________
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
طبعا النقد موجه للأعضاء عامة ولي خاصة .. ولكني سأقوم بالرد على تساؤلاتك كلا على حدته بحول الله وقوته ومشيئته
الحوار يدور حول قوله تبارك وتعالى: (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ) [النمل: 82]
الآية فيها جملة شرطية .. فالشرط هو (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ) وجواب الشرط (أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ) .. لكن الآية لم تصرح بالشرط في الجملة الشرطية .. فأي قارئ للآية سيتسائل ما هو (الْقَوْلُ)؟
القول في الآية هي السنن السائرة في الأمم كل الأمم .. يأتيها نبيها فتحاربه ثم تصدقه وتتبعه .. ومن بعده ينقضون ميثاق الله عز وجل وينسوا بعضا مما ذكروا به .. وهذه من سنن من كانوا قبلنا .. من اليهود والنصارى ونحن سنتبعهم كما في الحديث الشريف في كل سننهم سنة سنة
قال تعالى: (وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) [المائدة: 14]
قال تعالى: (فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [المائدة: 13]
فأهل الكتاب نقضوا الميثاق .. وقست قلوبهم .. وحروفوا معاني كلام كتبهم عن معناه الحقيقي .. ونسوا ما كثيرا مما أمرهم به أنبيائهم .. فوقعوا في الاختلاف وعدم اليقين في آيات ربهم عز وجل .. فدب الشك والريبة في قلوبهم فهم لا يهتدون .. فحينها يبعث الله الرسل مبشرين مبينين لما اختلفوا فيه .. ومنذرين بعقوبات ستحل عليهم إن لم يرجعوا عن شكهم وعدم يقينهم
إذن فقوله تبارك وتعالى (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ) يحتاج لبيان واضح صريح في نفس الآية يبين لنا ما المراد بوقوع القول .. فجاء البيان بقوله (أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ) ..
انظر معي إلى الآية (وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنطِقُونَ) [النمل: 85] ظلمهم هنا تكذيبهم بآيات الله عز وجل .. ووقوع القول هنا العقاب العذاب الانتقام (قدر ما شئت) .. فكل هذا في مجمله يعتبر سنن من سنن الله تبارك وتعالى .. إذا فعل الناس كذا وكذا فعل الله بهم كذا وكذا .. فللناس سنن فيتشككون .. ولله سنن يرسل المرسلين فإن كذبوهم أنذرهم عاقبتهم فيحل بهم العذاب
فوقوع القول في الآية (82) خاص بسنن الأمم .. ووقوع القول في الآية (85) متعلقة بسنن الله تبارك وتعالى
فالخلط لديك حدث من غموض هذا الفارق بين الأمرين .. وهو فارق جوهري دون شك والآيات واضحة لا لبس فيها .. فلا يصح أن تقيس وقوع سنن الأمم على وقوع سنن الله تبارك وتعالى فشتان بينهما
أما قولك بأن الله يبعث الرسل رحمة فقط ولا يبعثهم لعذاب الناس وأنك لم تجد دليلا واحدا على هذا .. قال تعالى: (وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [الأنعام: 48] فالله عز وجل يبعث الرسل يبشرون المؤمنين وينذرون الكافرين بحلول عذاب أليم .. فأين أنت من نوح عليه السلام وغرق قومه؟ .. وأين أنت من موسى عليه السلام وغرق فرعون وهامان وجنودهما؟ .. وأين أنت من لوط عليه السلام وهلاك قومه وامرأته معهم؟
اقتباس:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محب الرحمن
وفي المنتدى تفسر الاية بأن الدابة مرسلة و رسل الله يبعثهم الله رحمة للناس وليس للعذاب ولم أجد دليل واحد على انها مرسلة بصفة حمل رسالة ولا أدري من أين أتى هذا التفسير
سورة الانبياء -الاية 107 (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)
_________
|
نعم النبي أرسله الله عز وجل رحمة للعالمين .. ولكنه حمل السيف وقاتل الكافرين وقتلهم .. فهل قتله الكافرين ليس عذابا؟ وهل قتله الكافرين ينفي كونه رحمة للعالمين؟ وهل الرحمة للعالمين تتعارض مع تطهير الأرض من الفاسدين والمفسدين؟
فهذا بكل أسف فهمك الشخصي وادعاءك علينا .. ونحن لم نقل أن الله سيخرج الدابة لتعذب الناس .. إنما الذي قاله هو ربك ونبيك عليه الصلاة والسلام وليس ادعاءا منا وافتراءا
فقوله (تُكَلِّمُهُمْ) ورد فيه قراءات متعددة منها ما هو بمعنى الكلام .. ومنها ما هو بمعنى الجرح .. ولا نستطيع كمؤمنين أن نتمسك بقراءة وننكر الأخرى .. بل يجب الجمع بين القراءات كلها وبين كل المعاني .. وإليك ما ذكره القرطبي في تفسيره:
اقتباس:
وقد روى أبو أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : تخرج الدابة فتسم الناس على خراطيمهم ذكره الماوردي . تكلمهم بضم التاء وشد اللام المكسورة - من الكلام - قراءة العامة ; يدل عليه قراءة أبي ( تنبئهم ) . وقال السدي : تكلمهم ببطلان الأديان سوى دين الإسلام . وقيل : تكلمهم بما يسوءهم . وقيل : تكلمهم بلسان ذلق فتقول بصوت يسمعه من قرب وبعد ( إن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون ) أي بخروجي ; لأن خروجها من الآيات . وتقول : ألا لعنة الله على الظالمين . وقرأ أبو زرعة وابن عباس والحسن وأبو رجاء : ( تكلمهم ) بفتح التاء من ( الكلم ) وهو الجرح قال عكرمة : أي تسمهم . وقال أبو الجوزاء : سألت ابن عباس عن هذه الآية تكلمهم أو ( تكلمهم ) ؟ فقال : هي والله ( تكلمهم ) و ( تكلمهم ) تكلم المؤمن وتكلم الكافر والفاجر أي تجرحه . وقال أبو حاتم : ( تكلمهم ) كما تقول : تجرحهم ; يذهب إلى أنه تكثير من ( تكلمهم ) . أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون وقرأ الكوفيون وابن أبي إسحاق ويحيى : ( أن ) بالفتح . وقرأ أهل الحرمين وأهل الشام وأهل البصرة : ( إن ) بكسر الهمزة . قال النحاس : في المفتوحة قولان وكذا المكسورة ; قال الأخفش : المعنى ( بأن ) وكذا قرأ ابن مسعود ( بأن ) وقال أبو عبيدة : موضعها نصب بوقوع الفعل عليها ; أي تخبرهم أن الناس . وقرأ الكسائي والفراء : ( إن الناس ) بالكسر على الاستئناف وقال الأخفش : هي بمعنى : تقول : إن الناس ; يعني الكفار بآياتنا لا يوقنون يعني بالقرآن وبمحمد صلي الله عليه وسلم ، وذلك حين لا يقبل الله من كافر إيمانا ولم يبق إلا مؤمنون وكافرون في علم الله قبل خروجها ; والله أعلم .
|
أما قول النبي صلى الله عليه وسلم ففيه روايات كثيرة أنها تخطم أنف الكافر أليس هذا عذاب وعقاب؟
تَخْرُجُ الدَّابَّةُ ، فَتَسِمُ الناسَ على خَرَاطِيمِهِمْ ، ثُمَّ يَغْمُرُونَ فيكُمْ حتى يَشْتَرِيَ الرجلُ البَعِيرَ ، فيقولُ مِمَّنْ اشْتَرَيْتَهُ ؟ فيقولُ : اشْتَرَيْتُهُ من أَحَدِ المُخَطَّمِينَ الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة
الصفحة أو الرقم: 322 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
تَخرجُ الدَّابَّةُ ومعها عَصَا موسَى علَيهِ السَّلامُ، وَخاتَمُ سُلَيْمانَ عليهِ السَّلامُ، فَتَخْطِمُ الكافِرَ قال عفَّانُ: أَنْفَ الكافِرِ - بالخاتَمِ، وَتَجْلُو وجهَ المؤْمنِ بِالعَصا، حتَّى إنَّ أهلَ الخِوانِ لَيَجْتَمِعُون على خِوانِهم، فيقولُ هَذا: يا مؤمِنُ، ويقولُ هَذا: يا كافِرُ الراوي : أبو هريرة | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : مسند أحمد
الصفحة أو الرقم: 15/80 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
وفي المستدرك على الصحيحين:
8537 - حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري ، ثنا عمرو بن محمد العنقزي ، ثنا طلحة بن عمرو الحضرمي ، عن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي ، عن أبي الطفيل ، عن أبي سريحة الأنصاري - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، قال :
"يكون للدابة ثلاث خرجات من الدهر ، تخرج أول خرجة بأقصى اليمن فيفشو ذكرها بالبادية ولا يدخل ذكرها القرية - يعني مكة - ثم يمكث زمانا طويلا بعد ذلك ، ثم تخرج خرجة أخرى قريبا من مكة فينشر ذكرها في أهل البادية ، وينشر ذكرها بمكة ، ثم تكمن زمانا طويلا ، ثم بينما الناس في أعظم المساجد حرمة وأحبها إلى الله وأكرمها على الله تعالى المسجد الحرام لم يرعهم إلا وهي في ناحية المسجد ، تدنو وتربو بين الركن الأسود ، وبين باب بني مخزوم عن يمين الخارج في وسط من ذلك ، فيرفض الناس عنها شتى ومعا ، ويثبت لها عصابة من المسلمين عرفوا أنهم لن يعجزوا الله ، فخرجت عليهم تنفض عن رأسها التراب ، فبدت بهم فجلت عن وجوههم حتى تركتها كأنها الكواكب الدرية ، ثم ولت في الأرض لا يدركها طالب ولا يعجزها هارب حتى إن الرجل ليتعوذ منها بالصلاة فتأتيه من خلفه فتقول : أي فلان الآن تصلي ؟ فيلتفت إليها فتسمه في وجهه ، ثم تذهب ، فيجاور الناس في ديارهم ويصطحبون في أسفارهم ويشتركون في الأموال ، يعرف المؤمن الكافر حتى إن الكافر يقول : يا مؤمن اقضني حقي ، ويقول المؤمن : يا كافر اقضني حقي "
" هذا حديث صحيح الإسناد ، وهو أبين حديث في ذكر دابة الأرض ، ولم يخرجاه .
|