07-13-2016, 08:52 AM
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جند الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الكاتب: بهاء الدين شلبي.
فهم يستنكرون أن يصطفي الله امرأة على الرجال، كما اصطفى مريم عليها الصلاة والسلام على نساء العالمين، فحملت بغير رجل، وطهرها من الرجس والنجس، فكانت تقيم في المسجد وتؤدي الصلاة مع المصلين، لأنها كانت طاهرة لا تحيض، فالطهر من الحيض من شروط الصلاة والمكث في المسجد، فقال تعالى: (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ * يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ) [آل عمران: 42، 43]
|
السلام عليكم ورحمة الله .
يُفهَمُ من هذا .. أنّ مريم عليها السلام حين ولدت المسيح .. تخلّفت عن الصلاة في المسجد طيلة أيام النّفاس .. لأنّها كانت جنبا .. والقول بأنّ مريم لم يحدث لها ما يحدث للمرأة العادية .. أثناء المخاض .. وبعد الوضع .. يلزمه دليل ..
اقتباس:
فتنزل الوحي على عباد الله المصطفين مشروط بالطهارة من النجاسة، والتطهر منها، لذلك قال تعالى: (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ * لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) [الواقعة: 79]، فلم يكتفي فقط بتطهير البدن، بل فر عليهم تطهير ثيابهم كذلك فقال تعالى: (وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ) [المدثر: 4]، فالله تبارك وتعالى يحب المطهرين فقال: (وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) [التوبة: 108]
حتى أن الملائكة لا دخل بيت فيه جنب حتى يتطهر من جنابته، في الحديث: (لا تدخلُ الملائِكةُ بيتًا فيهِ صورةٌ ولا كلبٌ ولا جُنبٌ) الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : تخريج مشكاة المصابيح
الصفحة أو الرقم: 1/242 | خلاصة حكم المحدث : [حسن كما قال في المقدمة]
فنحن متفقون جميعا بلا مخالف على شرط طهارة عباد الله المصطفين، الجسدية والبدنية، خاصة حين تنزل الحي عليهم، سواء كانوا أنبياء، أم مرسلين، أم غير ذلك ممن اختار واصطفى، هذا بصرف النظر عن المسمى الذي يطلق على كل منهم نبي أم رسول أم مهدي أم صديق ...إلخ، قال تعالى عنهم: (وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ) [ص: 47]، وقال تعالى: (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَىٰ آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ) [النمل: 59]
|
1 - صحيح .. فرض الله تعالى تطهير الثياب .. وهذا ربّما معناه .. الطهارة بصفة عامة .. وتطهير النفس من أمراضها بصفة خاصة.. وذلك حسب ما جاء في قاموس لسان العرب :
*
وقوله عز وجل: وثيابَكَ فَطَهِّرْ. قال ابن عباس، رضي اللّه عنهما، يقول: لا تَلْبَسْ ثِيابَك على مَعْصِيةٍ، ولا على فُجُورِ كُفْرٍ، واحتجَّ بقول الشاعر: إِني بِحَمْدِ اللّهِ، لا ثَوْبَ غادِرٍ * لَبِسْتُ، وَلا مِنْ خَزْيةٍ أَتَقَنَّعُ
وقال أَبو العباس: الثِّيابُ اللِّباسُ، ويقال للقَلْبِ.
وقال الفرَّاءُ: وثِيابَك فَطَهِّرْ: أَي لا تكن غادِراً فَتُدَنِّسَ ثِيابَك، فإِنَّ الغادِرَ دَنِسُ الثِّيابِ، ويقال: وثِيابَك فطَهِّرْ. يقول: عَمَلَكَ فأَصْلِحْ.
ويقال: وثِيابَكَ فطهر أَي قَصِّرْ، فإِن تَقْصِيرها طُهْرٌ.
وقيل: نَفْسَكَ فطَهِّر، والعرب تَكْني بالثِّيابِ عن النَفْسِ، وقال: فَسُلِّي ثيابي عن ثِيابِكِ تَنْسَلِي وفلان دَنِسُ الثِّيابِ إِذا كان خَبيثَ الفِعْل والـمَذْهَبِ خَبِيثَ العِرْض. قال امْرُؤُ القَيْس: ثِيابُ بَني عَوْفٍ طَهارَى، نَقِيّةٌ، * وأَوْجُهُهُمْ بِيضُ الـمَسافِرِ، غُرّانُ
وقال: رَمَوْها بأَثْوابٍ خِفافٍ، ولا تَرَى * لها شَبَهاً، الا النَّعامَ الـمُنَفَّرا. رَمَوْها يعني الرّكابَ بِأَبْدانِهِم.
ومثله قول الراعي: فقامَ إِليها حَبْتَرٌ بِسلاحِه، * وللّه ثَوْبا حَبْتَرٍ أَيّما فَتَى يريد ما اشْتَمَل عليه ثَوْبا حَبْتَرٍ من بَدَنِه.
وفي حديث الخُدْرِيِّ لَـمَّا حَضَره الـمَوتُ دَعا بِثيابٍ جُدُدٍ، فَلَبِسَها ثم ذكر عن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَنه قال: إِن المَيّتَ يُبْعَثُ في ثِيابِه التي يَموتُ فيها. قال الخطابي: أَما أَبو سعيد فقد استعمل الحديث على ظاهرهِ، وقد رُوي في تحسين الكَفَنِ أَحاديثُ.
قال: وقد تأَوّله بعضُ العلماء على المعنى وأَراد به الحالةَ التي يَمُوت عليها من الخَير والشرّ وعَمَلَه الذي يُخْتَم له به.
يقال فلان طاهِرُ الثيابِ إِذا وَصَفُوه بِطَهارةِ النَّفْسِ والبَراءةِ من العَيْبِ.
ومنه قوله تعالى: وثِيابَكَ فَطَهِّرْ.
وفلان دَنِسُ الثّياب إِذا كان خَبِيثَ الفعل والـمَذْهبِ.
قال: وهذا كالحديث الآَخَر: يُبْعَثُ العَبْدُ على ما مات عليه. قال الهَروِيُّ: وليس قَولُ من ذَهَبَ به إِلى الأَكْفانِ بشيءٍ لأَنَّ الإِنسان إِنما يُكَفَّنُ بعد الموت.
وفي الحديث: مَن لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرةٍ أَلْبَسَه اللّهُ تعالى ثَوْبَ مَذَلَّةٍ؛ أَي يَشْمَلُه بالذلِّ كما يشملُ الثوبُ البَدَنَ بأَنْ يُصَغِّرَه في العُيون ويُحَقِّرَه في القُلوب.
2 - بالحديث عن " الجُنُبِ" .. إن صحّ الحديث .. فهذا معناه أنّ بيوت المرسلين والأنبياء والصدّيقين .. كانت تهجرها الملائكة في كثير من الأوقات .. لأنّ هؤلاء البشر كانوا يتّزوجون .. ويأكلون الطعام .. ويتغوطون .
|