عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 07-14-2016, 06:12 PM
بهاء الدين شلبي بهاء الدين شلبي غير متواجد حالياً
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,836
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي

أضيف إلى ما سبق قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ * ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّىٰ عَفَوا وَّقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) [الأعراف: 94، 95]

فالعذاب هنا في قوله (أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ) هو آية من آيات الله تعالى (لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ) ثم يبدل الله العذاب بالنعمة (ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ) فالبأساء آية والضراء آية .. فيبدل الله الآيات بعضها ببعض

فهل العقوبة والعفو يعتبر نسخ لآيات الكتاب أم يدخل في نسخ الآيات الكونية؟

نعم هو نسخ ولكنه ليس بناسخ لكتاب الله إنما ناسخ لعقوبة مخصوصة .. لأن الأصل أن ما حرم عليهم مباح لأن الكتاب سكت عنه .. إنما حرم عليهم فقط ولفترة زمنية محدودة فهذه عقوبة ولا تعتبر نسخ تبديل .. لأن نسخ الكتاب بحسب فهمهم تبديل أبدي يلغي ما قبله تماما .. ولكن التحريم هنا محدود بقوم معينين ومؤقت ثم رجع مباحا على أصله

فإن كان الكتاب سكت عن أمر ما فلم يحرمه فهو مباح فكيف حرمه الله في الكتاب ويكون قد سكت عنه لم يحرمه؟

إذن فالتحريم كان عقوبة على لسان نبي من أنبياءهم وليس تحريما في الكتاب حتى نقول أنه آية نسخت آية .. فعيسى أحل لهم ما حرم عليهم .. فلا يشترط أن حرم في التوراة ثم حلل في الإنجيل .. والراجح أنه حرم شفاهة وابيح شفاهة بدون نص كتابي والشاهد قوله تعالى: (كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَىٰ نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) [آل عمران: 93] فإسرائيل حرم على نفسه أمورا قبل أن تنزل التوراة فهي غير مدونة في التوراة والانجيل وإنما حرمت شفاهة وابيحت شفاهة بأمر من الله عز وجل لأنها عقوبة

قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُم بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) [البقرة: 54] وهنا قتل النفس محرم إلا أن الله عز وجل أمرهم به بأمر موجه إلى موسى عليه السلام .. لو كان قتل النفس وهو محرم أبيح بنص كتابي لظل حكما ساريا لا يبدل .. فالحكم جاء هنا مشافهة بأمر من الله إلى نبيه وليس بأمر كتابي منصوص عليه وإلا صار حكما ملزما لكل من أخطأ قتل نفسه عقوبة له



رد مع اقتباس