07-24-2016, 06:48 AM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,834
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
السياحة هي الرهبنة تفرغا للجهاد في سبيل الله
بسم الله الرحمن الرحيم
أنَّ رجلًا قال : يا رسولَ اللهِ , ائذَنْ لي في السِّياحةِ . قال : (إنَّ سياحةَ أمَّتي الجهادُ في سبيلِ اللهِ). وبه أنَّ رجلًا قال : يا رسولَ اللهِ , ائذَنْ لي في الزِّنا. قال: فهمَّ من كان قُربَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أن يتناولَه , فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (دَعوه). ثمَّ قال له : (ادْنُه , أتحبُّ أن يُفعَلَ ذلك بأختِك ؟) قال: لا . قال : (فابنتِك ؟) قال: فلم يزَلْ يقولُ بكذا وكذا , كلُّ ذلك يقولُ : لا , فقال : (فاكرَهْ ما كرِه اللهُ , وأحِبَّ لأخيك ما تحبُّ لنفسِك). قال : يا رسولَ اللهِ , فادْعُ اللهَ أن يُبغِّضَ إليَّ النِّساءَ . قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (اللَّهمَّ بغِّضْ إليه النِّساءَ). فقال: يا رسولَ اللهِ , ما شيءٌ أبغضَ إليَّ من النِّساءِ , فائذَنْ لي بالسِّياحةِ .
الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : الذهبي | المصدر : المهذب
الصفحة أو الرقم: 7/3711 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صالح
لسان العرب:
"والسِّياحةُ: الذهاب في الأَرض للعبادة والتَّرَهُّب؛ وساح في الأَرض يَسِيح سِياحةً وسُيُوحاً وسَيْحاً وسَيَحاناً أَي ذهب؛ وفي الحديث: لا سِياحة في الإِسلام؛ أَراد بالسِّياحة مفارقةَ الأَمصار والذَّهابَ في الأَرض، وأَصله من سَيْح الماء الجاري؛ قال ابن الأَثير: أَراد مفارقةَ الأَمصار وسُكْنى البَراري وتَرْكَ شهود الجمعة والجماعات؛ قال: وقيل أَراد الذين يَسْعَوْنَ في الأَرض بالشرِّ والنميمة والإِفساد بين الناس؛ وقد ساح،ومنه المَسيحُ بن مريم، عليهما السلام؛ في بعض الأَقاويل: كان يذهب في الأَرض فأَينما أَدركه الليلُ صَفَّ قدميه وصلى حتى الصباح؛ فإِذا كان كذلك، فهو مفعول بمعنى فاعل."
يؤخذ من الحديث أن المجاهد في سبيل الله لا يتزوج النساء، فينذر نفسه لله عز وجل، يفارق أهله ودياره ودنياه، بالأشهر والسنين، فلا يتزوج ولا يقرب النساء. وهذه هي السياحة من التبتل المشروع في الإسلام، لأن الجهاد والرباط في سبيل الله تعالى يترتب عليه الانخلاع من الدنيا، فيسقط عنه تحمل مسؤوليات الزواج من رعاية الزوجة والقوامة عليها ورعاية الأولاد والسعي على كسب العيش لكفاية من يعول، فمن نذر نفسه للجهاد في سبيل الله، فله أن لا يتزوج حتى لا يترتب على سياحته فساد حال من يعولهم، كالوالدين، والزوجة، والأولاد.
والسياحة بهذا المعنى غير قاصرة على الرجل دون المرأة، فحكم سياحة المرأة والمقصود به الانقطاع عن الزواج بالتفرغ للجهاد في سبيل الله تعالى، ورد فيه نص صريح في قوله عز وجل: (عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً) [التحريم: 5]. فزوجات النبي صلى الله عليه وسلم كن يخرجن معه في الغزوات، وكان من الصحابيات من تقدر على حمل السلاح فتقاتل مع الرجال، وهذا لمن يعينها جسدها على حمل السيف، فليست كل امرأة تقدر على هذا، فهناك من النساء الماهرات في فنون القتال، والواحدة منهن تستطيع الإطاحة بعشر رجال.
والله أعلم
|