07-25-2016, 08:50 PM
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جند الله
بسم الله الرحمن الرحيم
أنَّ رجلًا قال : يا رسولَ اللهِ , ائذَنْ لي في السِّياحةِ . قال : (إنَّ سياحةَ أمَّتي الجهادُ في سبيلِ اللهِ) .. (1 ) . وبه أنَّ رجلًا قال : يا رسولَ اللهِ , ائذَنْ لي في الزِّنا. قال: فهمَّ من كان قُربَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أن يتناولَه , فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (دَعوه). ثمَّ قال له : (ادْنُه , أتحبُّ أن يُفعَلَ ذلك بأختِك ؟) قال: لا . قال : (فابنتِك ؟) قال: فلم يزَلْ يقولُ بكذا وكذا , كلُّ ذلك يقولُ : لا , فقال : (فاكرَهْ ما كرِه اللهُ , وأحِبَّ لأخيك ما تحبُّ لنفسِك). قال : يا رسولَ اللهِ , فادْعُ اللهَ أن يُبغِّضَ إليَّ النِّساءَ . قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (اللَّهمَّ بغِّضْ إليه النِّساءَ). فقال: يا رسولَ اللهِ , ما شيءٌ أبغضَ إليَّ من النِّساءِ , فائذَنْ لي بالسِّياحةِ ...( 2)
الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : الذهبي | المصدر : المهذب
الصفحة أو الرقم: 7/3711 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صالح
|
السلام عليكم ورحمة الله .
أولا .. من قراءة الحديث كاملا للوهلة الأولى.. يبدو وكأنّه حديث مرّكب من حديثين ملصوقين ببعضهما ( 1 .. 2 ).
ثانيا .. الرّجل تحدّث للنبّي عليه الصلاة والسلام عن "الزنا" .. أي أنّه انسان مهووس بالنساء .. يحبّ النساء الى حدّ مبالغ فيه .. الى حدّ لا يستطيع فيه التوقف عن فعل تلك الفاحشة .. فرجل كهذا .. لو أراد الجهاد والذهاب الى الأراضي البعيدة .. لشغله .. شغله الشاغل .. عن الجهاد .. وترك كلّ شيئ وذهب الى لهوه .
فدعوة الرسول له بأن يبّغض اليه النساء ..هي وقاية له من أن يستمر في حبّ النساء المرضي .. الذي يمنعه من الجهاد .. ولم يكن منه المقصود " الزواج" الحلال.
ولو كان الأمر كذلك .. لكان الرسول الكريم ..أوّل من ابتعد عن النساء .
اقتباس:
لسان العرب:
"والسِّياحةُ: الذهاب في الأَرض للعبادة والتَّرَهُّب؛ وساح في الأَرض يَسِيح سِياحةً وسُيُوحاً وسَيْحاً وسَيَحاناً أَي ذهب؛ وفي الحديث: لا سِياحة في الإِسلام؛ أَراد بالسِّياحة مفارقةَ الأَمصار والذَّهابَ في الأَرض، وأَصله من سَيْح الماء الجاري؛ قال ابن الأَثير: أَراد مفارقةَ الأَمصار وسُكْنى البَراري وتَرْكَ شهود الجمعة والجماعات؛ قال: وقيل أَراد الذين يَسْعَوْنَ في الأَرض بالشرِّ والنميمة والإِفساد بين الناس؛ وقد ساح،ومنه المَسيحُ بن مريم، عليهما السلام؛ في بعض الأَقاويل: كان يذهب في الأَرض فأَينما أَدركه الليلُ صَفَّ قدميه وصلى حتى الصباح؛ فإِذا كان كذلك، فهو مفعول بمعنى فاعل."
|
يُلاحظ أنّ كلمة " سياحة" لها معان عدّة .. لكن مايقرّب إلى المعنى هو قوله تعالى :
{بَرَاءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ} - التوبة (1) {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ} - التوبة (2) {وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} - التوبة (3)
فربّما المعنى هو : .. اضربوا في الأرض ..أو اذهبوا في الأرض وهيموا فيها أينما شئتم ..
اقتباس:
والسياحة بهذا المعنى غير قاصرة على الرجل دون المرأة، فحكم سياحة المرأة والمقصود به الانقطاع عن الزواج بالتفرغ للجهاد في سبيل الله تعالى، ورد فيه نص صريح في قوله عز وجل: (عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً) [التحريم: 5]. فزوجات النبي صلى الله عليه وسلم كن يخرجن معه في الغزوات، وكان من الصحابيات من تقدر على حمل السلاح فتقاتل مع الرجال، وهذا لمن يعينها جسدها على حمل السيف، فليست كل امرأة تقدر على هذا، فهناك من النساء الماهرات في فنون القتال، والواحدة منهن تستطيع الإطاحة بعشر رجال.
والله أعلم
|
لو كان الأمر كما ذكرتم .. لطلّق النبيّ كلّ زوجاته .. ولفعل أتباعه مثله .. ولتطلّقت الصحابيات من أزواجهنّ .. ولتفرّغوا كلّهم للجهاد .. من دون تحملّ مسؤولية الأسرة ..وأعباء الزواج.
ثمّ انّ الله سبحانه ذكر كلمة "سائحات" .. فلو كان المعنى هو الذهاب في الأرض للعبادة والترّهب ..فلما ذكرن في تلك القائمة .. فالسائحة هي امرأة وهبت نفسها للجهاد فقط .. لا غير .. فلا يصّح ولا يمكن أن تتزوج من أحد .. لأنّ هذا سيشغلها عن هدفها .
هذا والله أعلم .
|