07-26-2016, 12:36 AM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,836
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
اقتباس:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل بالله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتساءل:
كيف الدعوة إلى الإسلام تكون بالسيف والله تعالى أصدق قائل يقول: (لا إكراه في الدين) ؟؟؟؟
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم يكمن انتشار أي دين بحد السيف كما حدث في أسبانيا مثلا تم إكراه المسلمين على الدخول في الصليبية فدخلوا مذعنين وأحفادهم اليوم هم صليبيون ولا يريدون العودة للإسلام
أما أن الإسلام لا يكره أحدا على الدخول فيه فهذا تشريع ليس بالضرورة التزام المسلمين به . وهنا علينا مراجعة التاريخ فيما بعد انقطاع الوحي .. ونلزم من يقول بأن المسلمين أكرهوا غيرهم على الدخول فيه أن يأتي بالشواهد والأدلة
هذا مع التحفظ على الزج بأفعال المسلمين في الشريعة الإسلامية .. فيجب الفصل تماما بين مطالب الشريعة وبين التزام المسلمين بها .. فمن ادعى أن الإسلام أمر بإكراه غير المسلمين على الدخول فيه فعليه أن يأتي بأدلته من نصوص شرعية
لكن ادعاءات المستشرقين هذه قديمة .. وكانوا يلقون أمثال تلك الشبهات على المجتمعات الصليبية لتبغيضهم في الإسلام ولبث كراهية هذا الين في قلوبهم .. وفي العصر الحالي يستدعي بعض الثليبيين تلك المزاعم والشبهات من كتب المستشرقين ويبثونها على الناس .. ومن ثم تمت صناعة المسلم الإرهابي اليوم على أرض الواقع وفي الإعلام لإثبات وجهة النظر تلك
ثم إن الدولة الأموية والعباسية والعثمانية وغيرهم كنظم حاكمة انتشرت وتوسعت بحد السيف .. ولكن تم الخلط بين التوسعات العسكرية والفتوحات الدينية .. فمحاولات الهجوم على الدين لم تتوقف منذ اللحظة الأولى لنزول الوحي فوجب على أصحاب الدعوة دفع الأذى عن أنفسهم .. ولا زالت تلك الهجمات الهمجية مستمرة حتى اللحظة التي أكتب فيها كلامي هذا .. فجميع ما نراه اليوم من حروب هي حروب دينية وليست توسعات عسكرية
ومع هذه الحروب وهزيمة الجيوش الشركية حل المسلمون في تلك البلاد .. ومن هنا بدأ الناس في التعرف على الإسلام والدخول فيه .. ولكن بعد زمن النبوة والصدر الأول من المسلمين بدأت التوسعات السياسية والدنيوية ولكن باسم الإسلام فشوهوا مفهوم الدين الذي اختلط بالسياسة القذرة لحكام المسلمين
فهناك فارق بين خلط السياسة القذرة بالدين .. وبين أن تحتكم السياسة للدين .. فيكون هناك ما يسمى بالسياسة الشرعية .. اي سياسة قائمة على تحكيم الشريعة
وهذه هي اللعبة التي تلاعب بها شيوخ عصرنا وأواننا الذين يطالبون بتحكيم الشريعة .. فخلطوا بين إقامة الحدود وهي جزء من الشريعة .. وبين التزام الحاكم بالشريعة الإسلام كدستور ملزم له للتعامل بين الحاكم والمحكوم وبين الدول الأخرى
واللعبة التي لعبها مشايخ الفجر والضلالة أنهم يطالبون بإقامة الحدود .. ولكن لم يطالبوا ولم يعلموا الناس أن الشريعة ملزمة للحاكم ومقيدة لسلطاته .. بدليل ن الإخوان المسلمين عندما وصلوا إلى سدة الحكم برئاسة المخلوع محمد مرسي لم يصل بنظام شرعي إلى منصب الرئاسة .. وإنما جاء من خلال صناديق الانتخاب المزورة بشراء الأصوات بالسلع التموينية وهذا في حد ذاته مخالف للشريعة الإسلامية لأنه أتى بالرشوة وشراء ذمم الفراء والمحتاجين .. وبغض النظر عن هذا الاسلوب الملتوي والاحتيالي وما فيه من غش للرعية .. فإن محمد مرسي حين وصل إلى سدة الحكم لم يحكم الشريعة الإسلامية .. ولم يبين للناس مفهوم تحكيم الشريعة .. بل ذهب يسن دستورا يوافق هواه وبحسب مصالح جماعته الدينية
فرقوا بين تحكيم الشريعة وبين إقامة الحدود الشرعية .. إقامة الحدود جزء من الشريعة وليست كلها .. فهناك أحكام شرعية تقيد من صلاحيات الحاكم وتضيق عليه وتلزمه بأن يخض للدين في كل صغيرة وكبيرة .. وإن تجاوز تلك الأحكام حق للقضاء خلعه وليس الشعب .. فيأتي لنا لص يحشد حوله الملايين فيقومون بعمل مظاهرات وانقلاب عسكري ويطيحون بالحاكم .. هذا نظام غير شرعي لإسقاط الحكم ويعتبر خروج على الحاكم .. في الإسلام القضاء مسؤوليته خلع الحاكم لذلك يسيطر الحكام على القضاء حتى لا يتمكن أي قاضي من إسقاط الحاكم .. وهذا معروف في جميع الدول .. خاصة الغربية .. فإن كلينتون تمت الإطاحة به قضائيا بعد كشف فضيحته مع مونيكا .. وسقط في الانتخابات .. رغم أن أمريكا دولة تجمع كل الملل والأديان فليس لها ولاء لديانة بعينها إلا أنه من خلال القضاء يمكن إسقاط الحاكم وهذا هو نظام الشريعة الإسلامية والذي لا يطبقه المسلمون اليوم
في الإسلام لا إسقاط للحاكم بثورات .. ولا بانقلاب عسكري .. ولا بصناديق انتخابية .. وإنما برفع أمره ليفصل فيه القضاء ... ولكن مع شراء ذمم القضاة وتعيين قضاة ذوي ذمم خربة فقد تمكن الحكام من بسط نفوذهم على الشعوب ردحا من الزمن وبسبب جهل السعوب الاسلامية بما اقوله لكم وبسبب تلاعب مشايخ الضلالة وخلطهم بين إقامة الحدود وبين تحكيم الشريعة .. ولما جاء واحد منهم جاء بطريقة غير شرعية وتعامل مع شبعه بطريقة غير شرعية .. والآن يقبع ذليلا مهانا في السجن هو وعشيرته وأبناء جماعته بعدما ذبح وقتل منهم الآلاف
لذلك القضاة في الإسلام شيوخ وفقهاء مشهود لهم بالصلاح والتقوى لأن بين أيديهم تحكيم الشريعة .. فبأيديهم نزع أي حاكم وسحب سلطاته الكلية والجزئية .. وبأيديهم تعينه واختياره .. ومن يسيطر على القضاء يسوق شعبه كالنعاج .. فإذا فسد القضاء فصار لا يحكم شرع الله خربت الأمة وفسدت وتمكن أعداؤها منها
|