10-03-2016, 03:15 PM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,834
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سألتِ الجنُّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ في آخرِ ليلةٍ لقيَهُم في بَعضِ شعبا مَكَّةَ، الزَّادَ . فقالَ: (كلُّ عظمٍ يَقعُ في أيديكم، قد ذُكِرَ اسمُ اللَّهِ عليهِ تَجِدونَهُ أوفرُ ما يَكونُ لحمًا، والبَعرُ علفًا لدوابِّكم) فقالوا: إنَّ بَني آدمَ ينجِّسونَهُ علَينا فعندَ ذلِكَ قالَ: (لا تستَنجوا برَوثِ دابَّةٍ ولا بعَظمٍ، إنَّهُ زادُ إخوانِكُم منَ الجنِّ) الراوي : عبد الله بن مسعود | المحدث : العيني | المصدر : نخب الافكار
الصفحة أو الرقم: 2/523 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
سؤال الجن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو قول رواي الحديث .. ولا يصح إقحام كلام الرواي في النص المعصوم .. فيجب أن نفرق بين فهم أو كلام الرواي أو المحدث وبين كلام النبي عليه الصلاة والسلام .. فكلمة (سألتِ الجنُّ) و(قالَ الشَّعبيُّ وسألوهُ الزَّادَ) ليست من الحديث وقد يكون الرواي أقحمها في الحديث في ورايات أخرى
تنبهوا لهذا الخطأ في دراسة الحديث .. حتى لا نقع في شبهات ونحمل النص ما لا يحتمل .. خاصة وأن هذه الزيادة من الرواي تتعارض ومضمون الحديث .. لأن الجن كانوا يأكلون ويشربون قبل البعثة .. وإنما الهدف من الحديث أن الجن اشتكوا للنبي صلى الله عليه سلم فقالوا: إنَّ بَني آدمَ ينجِّسونَهُ علَينا
والشاهد على قولي هذا ما ورد أنه:
قدمَ وفدُ الجنِّ على رسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالوا يا محمَّدُ انهَ أمَّتَكَ أن يستنجوا بعظمٍ أو رَوثةٍ أو حممةٍ فإنَّ اللَّهَ تعالى جعلَ لنا فيها رزقًا قالَ : فنهى رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عن ذلكَ الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 39 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | شرح الحديث
مع ملاحظة أن متحدث الجن هنا يخاطب النبي عليه الصلاة والسلام بقوله [يا محمَّدُ] وهذا يخالف قوله تعالى: (لَّا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُم بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [النور: 63] فلا يصح لمسلم أن يدعو النبي باسمه بل يقول يا نبي الله! يا رسول الله! .. والراجح لدي أن الجن المتحدث هنا هو من أنبياء ورسل الجن عليهم الصلاة والسلام .. فجبريل عليه السلام كان يخاطب النبي عليه الصلاة والسلام باسمه .. وجبريل هو رسول رب العالمين .. فيجوز للنبين والمرسلين أن يخاطب بعضهم بعضا بأسماءهم قياسا على خطاب جبريل عليه السلام .. والله اعلم
|