منتـدى آخـر الزمـان - عرض مشاركة واحدة

أمل بالله · #1 12-14-2016, 04:59 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله

قال الله تعالى : (اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ * قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي *وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي *يَفْقَهُوا قَوْلِي ) طه (24-28)

يُفهم من الآية أن العقدة التي أصابت لسان موسى عليه السلام كانت عارضة وليست دائمة, ولم يكن بلسانه علة فهو من الأنبياء الذين ميّزهم الله بفصاحة ألسنتهم , وهو كليم الله , ربه ورب فرعون, : ( وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَىٰ هَارُونَ) الشعراء (13)

لسان لا ينطلق : أي أنه لا يتحرك مطلقا وعاجز عن الكلام (كالسيارة مثلا لا تنطلق أي ساكنة لم تتحرك اطلاقا) ولا يفصح عما يريد قوله ,لضيق في الصدر وخوف من التكذيب أولا (وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ) القصص (34) ولقتله نفسا ثانيا ,فيخاف أن يقتلوه (قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ) القصص (33) ,وكلها وساوس شيطانية, فلهذا دعا ربه أن يحل عقدة من لسانه حتى يفقهوا قوله العظيم, و طلب من الله شد عضده بأخيه هارون فهو أفصح منه لسانا أي أن لسانه طلق منطلق لا عقدة فيه (وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ) القصص (34)

وكان في الأخير أن أيدهما الله معا بسلطان وآيات حتى لا يوصل اليهما ولا الى من اتبعهما وكانت هذه هي استجابة الله لدعاء موسى بحل عقدة من لسانه وفقه قوله (قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ) - القصص (35)

والله أعلم
----------------
في لسان العرب

الفَصِيحُ في اللغة: المنطلق اللسان في القول الذي يَعْرف جَيِّدَ الكلام من رديئه، وقد أَفْصَح الكلامَ وأَفْصَحَ به وأَفْصَح عن الأَمر.

تعقيب :فنقول مثلا فلان أفصح عما بداخله أي تكلم وعبر عما يخالجه , وفلان لم يفصح أي لم يتكلم ولم يعبر