02-12-2014, 06:31 PM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,834
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
مقارنة بين طول آدم عليه السلام والإنسان المعاصر
بسم الله الرحمن الرحيم
بشكل عام؛ نستطيع القول أن الجن اختصهم الله تبارك وتعالى بقدرات دون البشر، فإن كان خلق الجان سابق على خلق الإنسان، فالصحيح هو أن الله خلق الإنسان وقلص خصائص قدراته، فجعلها محدودة، وأقل من قدرات الجن، وهذا ما عرفه إبليس من قبل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لمَّا صوَّر اللهُ آدمَ في الجنَّةِ تركه ما شاء اللهُ أن يترُكَه، فجعل إبليسُ يَطيفُ به، ينظُرُ ما هو، فلمَّا رآه أجوفَ عرف أنَّه خلَق خلقًا لا يتمالكُ). () وفي لسان العرب: “الأَجْوَفُ: الذي له جَوْفٌ، ولا يتمالَك أَي لا يَتَماسَكُ”. () وقال بن منظور أيضا: “ويقال: عجَنَت المرأَة فأَمْلَكَتْ إِذا بلغت مِلاكَتَهُ وأَجادت عجنه حتى يأْخذ بعضه بعضاً، وقد مَلَكَتْه تَمْلِكُه مَلْكاً إِذا أَنعمت عَجنه … يقال للعجين إِذا كان متماسكاً متيناً مَمْلُوكٌ ومُمْلَكٌ ومُمَلَّكٌ،”. () فإن كان آدم عليه السلام على ضخامته، بالنسبة لإبليس بصفته واحد من الجن يعد (خلقًا لا يتمالكُ)، أي أن خلقته وتكوينه غير متماسك، فهو غير مستعص على الشيطان، فيسهل على الجن التحكم في جسده وأعضاءه. من الملاحظ؛ أن آدم عليه السلام كان حينها إنسانا عملاقا، كما قال صلى الله عليه وسلم: (خلق اللهُ آدمَ وطولُه ستون ذراعًا). () ورغم هذه الطفرة في الحجم، إلا أن إبليس (لمَّا رآه أجوفَ عرف أنَّه خلَق خلقًا لا يتمالكُ)، فمن المؤكد أن أجسادنا مقارنة بجسد آدم عليه السلام أقل تمالكا وتماسكا بكثير جدا.
“يوجد العديد من قياسات الذراع وإن كان أشهرها على الإطلاق هو الذراع الشرعي ويساوي 49,327477 سم. وعند الحنفية الذراع 46.375 سنتمتر. وعند المالكية 53 سنتمتر. وعند الحنابلة والشافعية: 61.834 سنتمتر”.(المصدر).فطول آدم عليه السلام بحسب الذراع الشرعي يساوي 29.59.6486 متر، وبحسب الذراع عند المالكية يساوي 31.80 متر. وبحسب الذراع عند الحنابلة والشافعية يساوي 37.10.04 متر. وخروجا من الخلاف حول المقاس، ففي المتوسط يكون الذراع حوالي نصف متر تقريبا، فإن كان طول آدم عليه السلام ستون ذراعا، فيكون متوسط طوله حوالي ثلاثون مترا، يزيد أو يقل بحسب اختلاف الآراء، ونحن أطول رجل فينا طوله في المتوسط مترين، أي حوالي أربعة أذرع تقريبا، فنحن مقارنة بآدم عليه السلام مجرد أقزام تتوه بين قدميه.
لتقريب الصورة إلى الأذهان فإن تمثال الماسونية المعروف باسم تمثال الحرية Statue of Liberty، يبلغ طوله من القدمين إلى الرأس حوالي 34 مترا، بفارق قدره حوالي أربعة أمتار زيادة عن متوسط طول آدم عليه السلام. مع الأخذ في الاعتبار زيادة طوله بسبب رفع المرأة رأسها لأعلى، أضف إلى هذا ارتفاع التاج فوق رأسها، مما يجعلها تبدو أعلى من طولها في الوضع التشريحي لجسم الإنسان، إذا نظرت للأمام، وليس لأعلى. وبحسب قول المالكية فيبلغ طول آدم عليه السلام حوالي 31.80 مترا، ولو استثينا من طول التمثال ارتفاع التاج، لكان طول المرأة شبه مطابق لطول آدم عليه السلام. فإن كانت الماسونية العالمية تمهد لخروج الدجال، واتحاده مع منظومة إبليس من الجن وما مقاسات تمثال الحرية إلا تجسيدا لنفس طول قامة المسيح الدجال، وما الحرية هنا إلآ رمز لتحرره من أسره، واستبشارا منهم بخروجه في القريب العاجل.
وبمقارنة بسيطة، بين طول التمثال، وطول البشر حوله، سوف ندرك حجم الفارق الهائل بين أطوالنا، وأطوال الجيل الأول من البشر. في اعتقادي أن هذا التوافق في الأطوال ليس من قبيل المصادفة، فالماسونية العالمية لا تعبث، ولا تبعثر أموالها سفها بدون أهداف من وراء أي عمل يقومون به. بل تحديد هذا الارتفاع اتخذ عن علم مسبق، بدليل أن ارتفاع التمثال موافق لنص السنة المشرفة، مع فارق بسيط يعادل حجم التاج على رأس التمثال، فالفارق لا يكاد يذكر، بسبب اختلاف العلماء في تحديد مقدار الذراع.
إن صح القول؛ أن الدجال ولد منذ عهد آدم عليه السلام، إذن فإنه عملاق، خلق على نفس طول آدم عليه السلام ستون ذراعا، لقوله صلى الله عليه وسلم: (ما من خَلقِ آدمَ إلى قيامِ السَّاعةِ فتنةٌ أعظمُ منَ فتنةِ المسيحِ الدَّجَّالِ). () إذن فالدجال كان موجودا في زمن آدم عليه السلام، بدليل أن كل الأنبياء حذروا أقوامهم من الدجال وفتنته، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني لأُنذرُكموه، ما من نبيٍّ إلا وقد أنذره قومَه، لقد أنذره نوحٌ قومَه .. ). () وفي لسان العرب: “ونَذِرَ بالشيء وبالعدوّ، بكسر الذال، نذْراً: عَلِمَهُ فحَذِرَه… وأَنذَره أَيضاً: خوّفه وحذَّره”. () على فرض أن فتنة الدجال ستقع قبل قيام الساعة فقط، فلم يتعرض السابقون لفتنته، فلا يمكن للأنبياء السابقين تحذير أقوامهم من شر لا وجود له بعد، ولن يتعرضوا له في زمانهم، وإنما يحذرونهم من شر سيتعرضون له بالفعل، مما يعني أن الدجال خرج في الأقوام السابقين، وتعرضوا لفتنته. فإذا كان آدم عليه السلام أول الأنبياء، فيلزم من الحديث الشريف أنه حذر أولاده من فتنة الدجال، مما يعني وجود الدجال في زمانه، أي أن الدجال أحد أبناء آدم عليه السلام، والأرجح أنه من قتل أخاه.
قال تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لاَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لاَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ * فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ * فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ) [المائدة: 27؛ 31]. ومعنى الندم من قوله تعالى (فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ) لا يلزم منه توبته من الذنب، قياسا على قوله تعالى: (فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ * فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لاَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ) [الشعراء: 157، 158]، فلو لزم من ندمهم التوبة لما عذبهم الله، ولكنهم ندموا أسفا لأنهم استحقوا العذاب. وكما في لسان العرب: “نَدِمَ على الشيء ونَدِمَ على ما فعل نَدَماً ونَدامةً وتَنَدَّمَ: أَسِفَ”. () ومعنى “الأَسَفُ: الـمُبالغةُ في الحُزْنِ والغَضَبِ”. () كما حزن موسى عليه السلام وغضب من فعل قومه، قال تعالى: (وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا) [الأعراف: 150]. فهو لم يندم على قتل أخيه، إنما ندم على عجزه عن موارة سوءة أخيه، فقوله (يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي)، فلو صح أنه ندم على قتل أخيه لتاب واستغفر، ولو تاب لتاب الله عليه، لقوله صلى الله عليه وسلم: (ليس من نفسٍ تُقتلُ ظلمًا، إلا كان على ابنِ آدمَ الأولُ كِفلٌ منها). وربما قال سفيانُ: (من دَمِها) – (لأنَّهُ أولُ من سنَّ القتلَ أولًا). () وبحسب النص لم يتوب حتى يغفر الله له، بدليل أن عليه كفل من دم يسفك، وهذا دليل على عدم سقوط الذنب عنه بالتوبة والاستغفار.
وهذا التحذير للأقوام السابقة دليل على وجود الدجال في زمانهم، استنادا لقوله تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاَّنَا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الأَسْفَلِينَ) [فصلت: 29]، فإن كان إبليس هو الذي أضلهم من الجن، فنظيره الذي أضلهم من الإنس هو الدجال، وإن كان إبليس من المنظرين، لقوله تعالى: (قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ * قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لاَغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) [ص: 79؛ 83]، فإن الدجال من المنظرين كذلك، طالما أنه خرج في كل أمة سابقة ليفتنها، إذن فلا يزال حيا إلى يومنا هذا، ومن المنظرين إلى يوم خروجه قبل يوم القيامة. وعلى ما تقدم فإن الدجال سيخرج على الناس في نفس طول أبيه آدم عليه السلام، وهذا الطول الشاهق سيكون فتنة للناس، فيصدقونه ويتبعونه.
في حديث طويل قال النواس بن سمعان: ذكر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الدَّجَّالَ ذاتَ غَداةٍ، فخفض فيه ورفَع، حتى ظننَّاه في طائفةِ النخلِ، فلما رُحْنا إليه عرف ذلك فينا، فقال: (ما شأنُكم؟) قلنا: يا رسولَ اللهِ! ذكرتَ الدجالَ غَداةً، فخفضتَ فيه ورفعتَ، حتى ظنناه في طائفةِ النخلِ فقال: (غيرُ الدجالِ أخوفُني عليكم، إن يخرج وأنا فيكم، فأنا حَجيجُه دونَكم. وإن يخرج ولستُ فيكم، فامرؤ حجيجٌ نفسَه. واللهُ خليفتي على كلِّ مسلمٍ … ). قلنا: يا رسولَ اللهِ! وما إسراعُه في الأرضِ؟ قال: (كالغيثِ استدبرتْه الريحُ … ). () والشاهد هنا على طول قامة الدجال أمران، الأول أن الصحابة ظنوه في طائفة النخل، أي كأنه في قامته واحد من النخل، وهذا كناية عن طول قامته المفرط كالنخل، ولم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم عليهم ظنهم في طول قامة الدجال، وهذا إقرار منه بصحة ظنهم بطوله المفرط.
أما الشاهد الثاني؛ فإسراعه في الأرض المترتب على سعة خطوته أثناء مشيه وتنقله، لقوله صلى الله عليه وسلم: (كالغيثِ استدبرتْه الريحُ … )، فالغيث تتسع مسافة سقوطه على الأرض، فتبعد أو تقترب بحسب شدة الريح، فترى الغيث ينزل بشكل مائل بعيدا عن موضع بداية نزوله، وكلما خفت سرعة الريح كان أقل ميلانا، وهذا كناية عن سعة خطوة الدجال، مما يدل على سبب سرعة تنقله. فإن قدرت مسافة خطوة الإنسان بربع طوله تقريبا، فإذا كان طول شخص ما مترين، قدرنا اتساع خطوته بنصف متر تقريبا، فلو كان طول الدجال مطابقا لطول آدم عليه السلام، فإن متوسط سعة خطوته حوالي سبعة أمتار ونصف في المتوسط. فالدجال أسرع من الإنسان المعاصر، لأن المسافة التي يقطعها الدجال في خطوة واحدة، طويلة جدا بسبب اتساع خطوته، في حين تحتاج من الإنسان المعاصر خطوات أكثر، وزمن أطول ليقطع نفس المسافة. فسرعة الدجال وطول خطوته، دليل على طوله المفرط، وأنه يفوق طولنا بكثير جدا.
المصدر:
https://bahaaeddinshalaby.wordpress....D8%B4%D8%B1-2/
|