07-30-2017, 07:48 PM
|
|
لا يمكن فهم نسخ اية كونية باية كونية اخرى ولا يمكن تخيل هذا عقلا ... فاذا حدثت اية كونية فقد حدثت ولا يمكن ازالتها والتراجع عنها .. لا يمكن ان يرجع الزمن الى الوراء فلا تحدث وتحدث مكانها اية اخرى مثلا .
لكن اذا تعلق الامر بالايات القرانية فان هذا معناه ان اية بحكمها تلغي حكم اية اخرى نزلت قبلها وهذا مفهوم .
وحتى مع انتفاء نسخ اية كونية لاية كونية اخرى عقلا فان نسخ الايات الكونية يسري في حقها ما يسري في حق الايات القرانية من ان الله تعالى ياتي باية كونية ثم يتراجع و يبدلها باية كونية خير منها ثم هل هناك اية كونية خير من اية كونية وكلها بقدرة الله تعالى .
غير ان في الايات القرانية هناك عزاء وهو ان الحكم الذي اتت به هذه الاية احسن من الحكم الذي اتت به الاية السابقة كيف ذلك ... هناك احكام خاصة تناسب ظرف زمني معين قياسا على ظروف معينة ناخذ كمثال : التدرج في تحريم الخمر .. فتحريم الخمر لم ياتي مباشرة ولكن اتت اية التحريم عندما اصبحت الظروف مناسبة لتحريمه .
ففي الجاهلية كان الرجال متعودون ان لم اقل مدمنون على الزنى وكان لا بد من حكم زاجر يردعهم وربما لتطهير المجتمع من المفسدين فكانت اية الرجم ثم لما تعود الناس على العفاف خفف الله تعالى الحكم الى الجلد .
اذن النسخ موجود وكان اثناء نزول الوحي وتقره اية سورة النحل وسياقها عن القران الكريم .. لكن اسيء استخدامه وفهمه فقط .. كيف ذلك .. النسخ معناه الازالة وهذا يعني ان الايات المنسوخة غير موجودة في المصحف وانما الموجود هو ما استقر عليه الامر في النهاية فقط ...لا يمكن الابقاء على اية فيها حكم لا يطبق ... والادعاء بان هناك اية تلغي حكم اية اخرى في القران وكلاهما موجودتان ادعاء باطل ... فاين اية الرجم هي غير موجودة لانها نسخت باية الجلد وليس العكس !! ... فمالهم كيف يحكمون .
هذا فضلا على ان السنة لا تنسخ القران .
هذا والله اعلم
|