عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 10-09-2017, 05:50 AM
بهاء الدين شلبي بهاء الدين شلبي غير متواجد حالياً
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,813
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طمطمينة
السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيك على ما كتبته ، هو جديد على عقلي وقد غير من بعض مفاهيمي للقدر،فنقطة ان القدر يتغير هي محفزة وتعطي أملا وفي نفس الوقت تجعل الواحد منا لا يركن الى الوثوق الكلي بلزوم تحقق البشائر من الرؤى ، يعني يجعل الواحد دائما في وضع عدم الركون للراحة ، في وضع الترقب والتجهز ووجوب العمل الدائم.

قولك : " أن أقدار الله تبارك وتعالى متغيرة، لا تثبت على حال، ما بين التحول والتبديل، قدرا يتحول عنه إلى آخر، وقدرا يستبدل بقدر مغاير، وهذا بحسب أحوال العباد مع الأقدار، فالدعاء يرد القدر، والرؤى الصادقة تحذر الناس من القدر المقبل فيأخذوا حيطتهم "
يدعمه حديث - لكن لا ادري لماذا هو ضعيف -وهو :

( كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ إذا صلَّى الصُّبحَ قالَ هل رأى أحدٌ منكم شيئًا قالَ ابنُ زَملٍ فقلتُ أَنا يا رسولَ اللَّهِ قالَ خيرًا تلقاهُ وشرًّا تَتوقَّاهُ وخيرٌ لَنا وشرٌّ لأعدائِنا والحمدُ للَّهِ ربِّ العالمينَ اقصُص رؤياكَ )
الراوي : عبدالله بن زمل الجهني | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : فتح الباري لابن حجر
الصفحة أو الرقم: 12/451 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف جداً
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وخيرا جزاكم الله وبارك فيكم

الحديث ذكره بن حجر في الفتح فقال: (وأخرج الطبراني والبيهقي في " الدلائل " من حديث ابن زمل الجهني بكسر الزاي وسكون الميم بعدها لام ولم يسم في الرواية وسماه أبو عمر في " الاستيعاب " عبد الله قال : " كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى الصبح قال : هل رأى أحد منكم شيئا؟ قال ابن زمل : فقلت أنا يا رسول الله ، قال : خيرا تلقاه وشرا تتوقاه ، وخير لنا وشر على أعدائنا والحمد لله رب العالمين ، اقصص رؤياك " الحديث وسنده ضعيف جدا)

وإن كان الحديث من حيث إسناده فيه ضعف من جهة الرواة، وفي رواية أخرى بسند منقطع، فقال: (
ومن أدب المعبر ما أخرجه عبد الرزاق " عن عمر أنه كتب إلى أبي موسى : فإذا رأى أحدكم رؤيا فقصها على أخيه فليقل : خير لنا وشر لأعدائنا " ورجاله ثقات . ولكن سنده منقطع ). إلا أن متن الحديث لا يخالف أصول التعبير، فالرؤى تختلف من حيث حالها، إلى قسمين:

(
خيرا تلقاه) أي خير نلاقيه في مستقبلنا، في الدنيا أو الآخرة، وتحفيز على عمل صالح مترددون في القيام به، أو خير نقر عليه في حالنا وماضينا، مما نقوم به من أعمال صالحة، أو عملناه مسبقا.

(
وشرا تتوقاه) أي شر نتقيه في مستقبلنا، كحدوث الكوارث والنوازل العامة والخاصة، فنتقيها قبل وقوعها، ونستعد لها بالإعداد والتجهيز فلا نتضرر منها، أو شر نتخلص منه في حالنا وماضينا، كأمراض القلوب، وقرناء السوء، وسيء الأعمال التي تغضب الله تبارك وتعالى وتستحق سخطه.

وكذلك إن كانت الرؤيا خير فتؤول للمسلمين بخير، ون كانت شر فتؤول على أعدائنا، فرؤسا المؤمن كلها خير ولا تعبر إلا على خير ما يحب ويرضى فقال (
وخير لنا وشر على أعدائنا)
. وقدر أورد بن حجر عدة نصوص، تبين أنه على المعبر أن يعبر الرؤيا على ما يحبه المسلم، وعلى ما فيه خير له، ولا يؤولها بشر، ثم بعدها استشهد بالحديث المذكور وضعف إسناده، فقال:

(قوله : ( باب من لم ير الرؤيا لأول عابر إذا لم يصب ) كأنه يشير إلى حديث أنس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر حديثا فيه " والرؤيا لأول عابر " وهو حديث ضعيف فيه يزيد الرقاشي ، ولكن له شاهد أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه بسند حسن وصححه الحاكم عن أبي رزين العقيلي رفعه " الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر فإذا عبرت وقعت " لفظ أبي داود ، وفي رواية الترمذي " سقطت " وفي مرسل أبي قلابة عند عبد الرزاق " الرؤيا تقع على ما يعبر ، مثل ذلك مثل رجل رفع فهو ينتظر متى يضعها " ، وأخرجه الحاكم موصولا بذكر أنس ، وعند سعيد بن منصور بسند صحيح عن عطاء " كان يقال الرؤيا على ما أولت " .

وعند الدارمي بسند حسن عن سليمان بن يسار عن عائشة قالت : " كانت امرأة من أهل المدينة لها زوج تاجر [ ص: 451 ] يختلف - يعني في التجارة - فأتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت : إن زوجي غائب وتركني حاملا ، فرأيت في المنام أن سارية بيتي انكسرت وأني ولدت غلاما أعور ، فقال : خير ، يرجع زوجك إن شاء الله صالحا وتلدين غلاما برا " فذكرت ذلك ثلاثا ، فجاءت ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - غائب ، فسألتها فأخبرتني بالمنام ، فقلت : لئن صدقت رؤياك ليموتن زوجك وتلدين غلاما فاجرا ، فقعدت تبكي ، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : مه يا عائشة . إذا عبرتم للمسلم الرؤيا فاعبروها على خير فإن الرؤيا تكون على ما يعبرها صاحبها " .

وعند سعيد بن منصور من مرسل عطاء بن أبي رباح قال " جاءت امرأة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت : إني رأيت كأن جائز بيتي انكسر - وكان زوجها غائبا - فقال ، رد الله عليك زوجك ، فرجع سالما " الحديث ، ولكن فيه أن أبا بكر أو عمر هو الذي عبر لها الرؤيا الأخيرة ، وليس فيه الخبر الأخير المرفوع ، فأشار البخاري إلى تخصيص ذلك بما إذا كان العابر مصيبا في تعبيره ، وأخذه من قوله - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر في حديث الباب " أصبت بعضا وأخطأت بعضا " ، فإنه يؤخذ منه أن الذي أخطأ فيه لو بينه له لكان الذي بينه له هو التعبير الصحيح ولا عبرة بالتعبير الأول .

قال أبو عبيد وغيره : معنى قوله : " الرؤيا لأول عابر " إذا كان العابر الأول عالما فعبر فأصاب وجه التعبير ، وإلا فهي لمن أصاب بعده ؛ إذ ليس المدار إلا على إصابة الصواب في تعبير المنام ، ليتوصل بذلك إلى مراد الله فيما ضربه من المثل ، فإذا أصاب فلا ينبغي أن يسأل غيره ، وإن لم يصب فليسأل الثاني ، وعليه أن يخبر بما عنده ويبين ما جهل الأول .

قلت : وهذا التأويل لا يساعده حديث أبي رزين " إن الرؤيا إذا عبرت وقعت " إلا أن يدعي تخصيص " عبرت " بأن عابرها يكون عالما مصيبا ، فيعكر عليه قوله في الرؤيا المكروهة " ولا يحدث بها أحدا " فقد تقدم في حكمة هذا النهي أنه ربما فسرها تفسيرا مكروها على ظاهرها مع احتمال أن تكون محبوبة في الباطن فتقع على ما فسر ، ويمكن الجواب بأن ذلك يتعلق بالرائي ، فله إذا قصها على أحد ففسرها له على المكروه أن يبادر فيسأل غيره ممن يصيب فلا يتحتم وقوع الأول بل ويقع تأويل من أصاب فإن قصر الرائي فلم يسأل الثاني وقعت على ما فسر الأول . ومن أدب المعبر ما أخرجه عبد الرزاق " عن عمر أنه كتب إلى أبي موسى : فإذا رأى أحدكم رؤيا فقصها على أخيه فليقل : خير لنا وشر لأعدائنا " ورجاله ثقات . ولكن سنده منقطع ).

فحكم المحدثين على الحديث ينقسم إلى حكم على إسناده وهم الرواة، وهذا ما يذكره علماء الحديث في آخر كل رواية، وحكم على سنده، أي متن الحديث، فقد يكون الإسناد فيه علة أو ضعف، أو صحيحا، ولكن هذا الحكم لا يشترط أن يسري على المتن، فدراسة المتن مستقلة عن دراسة الرواة والحكم عليهم، فرب حديث صحيح من جهة رواته، مطعون في صحة متنه لمخالفته كتاب الله تعالى والسنة، أو ضعيف في إسناده لا يخالف شرع الله في متنه، بل له ما يوافقه من الكتاب والسنة.

لذلك انتشرت في عصرنا آفة نظرة نساخ النصوص من المواقع الدينية إلى حكم المحدث، فإن وجده صحيحا اطمئن قلبه للنص، وركن إلى هذا الحكم، فلا يعمل عقله في المتن إن كان موافقا لما هو أصح منه أم لا، أو له شاهد من كتاب الله تعالى أو مخالف له. وبذلك تفشت الضلالات بين المسلمين اليوم، من الذين ينسخون الأحكام بلا بحث وتحري لأقوال أهل العلم وردهم على أحكام المحدثين، وهذه ضلالة تفشت بين المسلمين.



رد مع اقتباس