10-16-2017, 11:48 AM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,813
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
اقتباس:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طمطمينة
السلام عليكم ورحمة الله
1- فهمت من الرد ان على المسلم أن يعبر الرؤيا دائما بخير: خير له ، وشر لأعداءه ( وفي الإثنين خير)، طبعا هذا لو رجحنا فكرة أن هذا المسلم هو إنسان صالح.
أي على سبيل المثال : قريبة لي تحكي لي رؤيا او حلما رأته في ظاهره ليس خيرا، فأقوم انا بتأويله او تعبيره تعبيرا جميلا على انه خير لها او شر لعدوها ، سواء كنت واثقة من التعبير او لا ، المهم ان أرجع تاويل الرؤيا في صالحها في كل الحالات.
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تعبير الرؤى أمر اجتهادي حيث تتعدد التعبيرات للمنام الواحد، فلكل رؤيا تأويلات مختلفة، منها ما هو ما يسر، ومنها ما يسيء، كما في تفسير يوسف عليه السلام للسجينين، قل تعالى: (وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجنَ فَتَيانِ قالَ أَحَدُهُما إِنّي أَراني أَعصِرُ خَمرًا وَقالَ الآخَرُ إِنّي أَراني أَحمِلُ فَوقَ رَأسي خُبزًا تَأكُلُ الطَّيرُ مِنهُ نَبِّئنا بِتَأويلِهِ إِنّا نَراكَ مِنَ المُحسِنينَ) [يوسف: 36] فتأولها بأن أحدهما بفرج عنه فيخرج من السجن، والآخر فيصلب ويمثل بجثته، فقال تعالى: (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ) [يوسف: 41]
وهنا تأول الرؤيا لكافرين وليس لمسلمين، فأما أحدهما فقد رأى أن أنه يحمل فوق رأسه خبزا تأكل الطير منه، فإن عبرتها لمسلم لعبرتها على نحو مغاير تماما، أنه يخرج من السجن، فيصيب رزقا وفيرا، ويتصدق ويكن من المحسنين، لأن الخبز رزق طيب وفير، وأكل الطير منه صدقات، فهذا تأويل يليق بمسلم، لا بكافر فالكافر لا يتصدق. إذن فللرؤيا هنا تأويلين محتلفين، أحدهما سار والآخر مسيء للرائي، وكلاهما صحيح لا بأس به، لكن إن كان الرائي مسلم؛ فلا يصح أن أعبرها على النحو المسيء، والمحزن له، فأختار التأويل الحسن له، وأترك التأويل المسيء، لأن رؤى المسلم كلها خير له، لأن رؤى المسلم بشارة له من الله بكل بالخير، وهذه قاعدة نجريها على كل رؤى المسلمين. أما الكافر فنختار له التعبير الأقرب للصواب، حتى وإن كان شرا يحزنه، ولا نختار له بحسب الخير من الشر، هنا تختلف القاعدة في أصول التعبير، فربما يكون خوفه وحزنه سببا في توبته وهدايته، خاصة وأنها رؤيا زاجرة له، وناهية له عن غيه وضلاله.
ولكن لا مانع أن تكون رؤيا الكافر بشارة له بالهداية والدخول في الإسلام، ولكن نأولها هنا بحسب الأقرب للصواب، وليس بحسب الخير والشر، هذا إن احتملت الرؤيا بشارة بالهداية، مع احتمال تعبيرها بوقوع شر له، فنختار الأكثر خيرا، لأن له تأويل بالبشارة بالإسلام، مما أدخل تعبيرها في قاعدة تعبير رؤى المسلمين لا الكافرين. وعلى العكس من ذلك؛ فهناك رؤى الزنادقة، والزنديق هو المسلم المصر على الكبائر من زنى، وشرب خمر، فيعاود الكبيرة مرارا وتكرارا، فهو منافق، ومجرد مسلم بالإسم فقط، فيعامل بقاعدة تعبير رؤى الكافرين، لأنه في حاله أقرب للكفر منه للإسلام، فيكون تعبيرها على الأصوب موافقا لحاله،
إذن نختار التعبير الحسن من القبيح للمسلم، أو من يبشر بإسلامه، ونختار الاحتمال الأصوب من الأقل صوابا، بحسب حال الرائي، إن كافرا، أو زنديقا، وليس بحسب هوانا، وهذا أمر لطيف يجب التنبه له.
|