01-26-2018, 07:00 AM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,834
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
اقتباس:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حنفاء لله
انت تنكر النصوص التي تقول كونها بهيمة ثم تستدل بالنصوص وتقول ان لها عدة خرجات ؟!!
الم يقل الله
﴿سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾. [ سورة فصلت: 53
اليس الايات التي تظهر في الافاق وفي انفس الناس حجه ؟
فكيف لا تكون الدابه بحد ذاتها حجه كونها من الخوارق للعادة وقد تم ذكرها في القران فان خرجت فهي حجة بصدق القران حتى وان لم تحاجج به احد لكون كلامها لناس في حد ذاته ايه على قدرة الله وعلى صدق كتابه
كوني اصبحت اشك انها بهيمة وليست انسيه ليس استنادا لاي رواية او نص وانما استناداً للاية نفسها التي تذكر خروج وليس ارسال لو كانت انسيه ولديها رساله لكان الاصح ان يقال ارسلنا لهم ولكن الله يقول اخرجنا لهم وهنا نستبعد ان تكون مرسله وانما هي بذاته حجه ومعجزه
|
من الواضح أنك لا تستندين إلى نصوص السنة في ظاهر فهمك للقرآن الكريم، ورغم هذا تجنحين إلى تأويل النص القرآني وفق نصوص أجمع العلماء على بطلانها، بينما لا تحاولين أن تجهدي عقلك في فهم النص لغويا بعيدا عن خلفيتك المتأثرة بالقول أنها بهيمة، عظم القول على الله رب العالمين أن يخرج للناس بهيمة تعلمهم دينهم وتحاججهم.
ليست كل نصوص السنة عن الدابة عليها الصلاة والسلام باطلة بالعموم، ولكن ما اتفق عليه أن كل النصوص التي تشير إلى كونها بهيمة باطلة بإجماع أهل العلم والتخصص، وأنكروها جميعا. أما النصوص التي أستند إليها فهي النصوص التي إما أجمع العلماء على صحتها، أو اختلفوا في تمام صحتها، رغم أن من يتأمل الصحيح منها يجد أن يد العبث والتحريف قد طالتها إلى حد كبير، وهذا واضح جلي، لكنها تحمل في بعض مضمونها دلالات لا تتعارض مع النص القرآني، وهذا ما نأخذ به.
فالتناقض الذي تدعيه علي في تناولي لنصوص السنة مرفوض شكلا وموضوعا، ولكنك تجدي من الثقيل عليك البحث في النصوص، ربما لقلة علمك ودرايتك بأساليب البحث العلمي، وتعتمدين على عقلك فقط، وبالتالي تكتفين بالأقاويل التي تريح عقلك من عناء التفكير والبحث، وهذا السبيل لا يهدي إلى الحق، وإنما يجر إلى الباطل، ويصرف عن الحق. فمحال أن تريحي عقلك من مشقة البحث، بينما تستفزي غيرك ليبحث لك نيابة عنك، أو يخضع صاغرا لقولك الذي لا دليل عليه، ثم لا تقتنعين إلا بما في رأسك من مفاهيم مقتبسة من أقوال سائدة لا دليل عليها، ولا سند لها، ليس إلا لمجرد الجدال وإهدار الوقت فيما لا طائل منه، فاحذري من هذا الداء العضال تسلمي.
الآيات الكونية ليست حججا عقلية، إنما إشارات فطرية تدل على وجود الخالق تبارك وتعالى، يفقهها المسلم والكافر، أما القرآن فهو حجة على العقول، يخاطب العقلاء مؤمنهم وكافرهم، لذلك تحاجج الدابة عليها السلام الناس بالقرآن الكريم حججا عقلية، تفضح بها خدر عقولهم، وتعطلها عن التفكير، وتستشهد به على فساد عمل عقولهم، وبطلان ما وصلوا إليه، وتفضح ما تم تحريفه من الدين، فديننا طالته يد التحريف، متبعين سنة من سنن من كانوا قبلنا، وهذا بسبب خراب قلوب علماء الأمة، فتبهتهم وتفضح ضلالهم.
القرآن لا يحتاج لآيات من الله عز وجل ليثبت أنه كتاب حق، فهو آية في حد ذاته، وإنما يحتاج لتدبر حتى يدرك أنه منزل من الله تبارك وتعالى، بدليل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يأتي بأي آيات من الله عز وجل لأن الأولون كذبوا بها، قال تعالى: (وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا) [الإسراء: 59] ومع هذا صدقه بعض الناس في عصره، وتصديقهم له لأن معه كتاب هو حجة في ذاته، وهو آية على صدقه في نصوصه.
وإنما الدابة عليها السلام حين تخرج على إجماع الأمة على أباطيل دامت أربعة عشر قرنا من الزمان، فترد أقوالهم بنص القرآن الكريم سيصيب الناس باضطراب، وستكون فتنة كبيرة، العلماء يقولون كذا وكذا برأيهم، وهي تقول كذا وكذا بحججها، فحينها يختلف الناس، ويلزمها آية تنصفها من الناس، فيأتيها الله تعالى بالآيات قبل إخراجها، وليس بعدها فقط، فهناك آيات مؤيدة لها قبل إخراجها، تختلف عن تلك التي بعد إخراجها. فإذا كذب الناس بالآيات التي قبل إخراجها وقع عليهم القول فيخرجها ربها عز وجل بالآيات العظمى والكبرى، لا لتقيم الحجة عليهم، فقد انتهى بإخراجها زمن إقامة الحجة، ولكن لتعاقبهم جزاء تكذيبهم لما معها من الحق من قبل، فتبطش بهم الكبرى، وتنتقم منهم بما معها من قوى الله عز وجل المؤيدة لها، كما انتقم الله تعالى من الأمم المكذبة من قبل فأبادهم وأهلكهم جزاء تكذيبهم بالآيات، قال تعالى: (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ ۗ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [آل عمران: 11].
وإنما الآيات التي تأتي بعد إخراج الدابة عليها السلام تعينها على أداء مهام ستقوم بها في الكون، خاصة وأننا مقبلون على حرب كونية عظمى، بين الملائكة، والإنس المؤمن، والجن المؤمن، ضد سحرة الإنس والجن، هذا على غرار الحرب الكونية التي كانت في عهد سليمان عليه السلام، والتي لم يقضى فيها على إبليس والدجال، رغم سيطرته على عالم شياطين الجن، إلا أنها لم تكن سيطرة كاملة، وإنما سيطرة جزئية محدودة، فيؤتي الله تعالى الدابة عليها السلام بآياته وقدراته ما لم يؤتي سليمان عليه السلام والنبيين من قبله وبعده، فيمكنها من القضاء على إبليس والدجال، وعتاة سحرة الجن والإنس.
ثم لا يعقل أن تأتي النصوص تشير إلى قتل الدجال وإبليس، ثم تأتي نصوص باطلة وتقول أن من سيقتلهما مجرد بهيمة، كيف تقتلهما بهيمة، بينما العداوة قائمة والثأر بائت بين البشر وبينهما؟ قال تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ) [فصلت: 29] فقوله (اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ) جاء بالتثنية، أي فرد من الإنس وهو الدجال، وفرد من الجن وهو إبليس. فالحقيقة أن العداوة هنا قائمة بين البشر، وبين إبليس والدجال، وبالتالي فمن يقتلهما يجب أن يكون من البشر، لا من الجن، ولا الملائكة، ولا من البهائم، لأن المتضرر الأكبر منهما هو الإنسان العاقل، وليست البهائم العجماء.
|