01-31-2018, 05:04 PM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,813
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
اقتباس:
اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طمطمينة
ثمّ هل جاء في الأحاديث قول ينهي فيه الرسول عليه الصلاة والسلام عن لبس لباس أهل الكتاب او الكفار حتى لو كان محتشما ؟
هل جاء في الاحاديث قول للرسول عليه الصلاة والسلام يحث فيه المسلمين على مخالفة الكفار والمشركين في الباس واختراع لباس خاص بهم يميزهم عن الكفار ؟ ، كان الزي الشائع آنذاك قميص وجبة وعمامة فلبسها كل الناس مسلمهم وكافرهم ، ولو كانت الموضة آنذاك سروال وجاكيت محتشمين مع قبعة من كتان مثلا ، للبسها كل الناس في ذلك المكان
ثمّ قديما كانت العمامة هي السائدة ، والرسول كانت له عمامة ،فمن اين أتوا بالشماغ والعقال الذي يلبسونه اليوم ؟
لنفرض مثلا ان الطربوش والكاسكيت اخترعهما عربي مسلم من شبه الجزيرة العربية ، هل هذا يجعلهما مقبولين عند المسلمين ام لا ؟ ، هل المشكلة هي في الشكل ام في ديانة الصنّاع؟
ولنفرض ان غير المسلمين جاءتهم رغبة بان يلبسوا لباس المسلمين بشكل دائم، واستراحوا فيه ، هل يبدل المسلمين لباسهم لكي يخالفوهم ؟ هل المخالفة هي من اجل المخالفة فقط
|
يوجد لدى كل أمة وملة أزياء تخصهم نشأت من تراثهم وبيئتهم وحضارتهم فهي تعبر عنهم وعن ثقافتهم وانتمائاتهم الدينية، والتشبه بهم مضاهاة لهم في مظهرهم، والمظهر العام للإنسان يؤثر في طبيعته ونفسيته، بل وفي سلوكياته.
لتوضيح ذلك؛ الزي الرياضي مثلا، يثير عند الشخص النشاط والحيوية والانطلاق، بينما الزي العسكري يثير عند الشخص الحماسة والشدة والالزام، وبدلة الرقص مثلا تدعو لخلاعة والمجون والتهتك، إذن الملبس يؤثر في انطباعات شخصية الإنسان.
والعرب لهم طبيعتهم بشكل خاص، يتميزون بها عن سائر الجنسيات الأخرى، قد يشترك المسلمين العرب مع المشركين منهم في نفس نوع الملابس، فلا نميز بين مؤمنهم وكافرهم، ففي مصر نجد (الجلباب) يلبسه المسلم والصليبي بنفس التصميم ونفس الهئية تماما، رغم أن هذا الزي عربي أصيل، فلا نكاد نميز المسلم من الصليبي إلا من أثر السجود عند المسلم، ووشم الصليب على يد الصليبي. لكن مع هذا نجدهم داخل الكنيسة لهم ملابسهم الخاصة بهم، والتي تعبر عن دينهم ومعتقداتهم، قد تتفق في الشكل مع صورة (الجلباب) أبيض أو أسود، ولكن عليها بعض النقوش والصلبان. فالعرب بصرف النظر عن انتمائاتهم الدينية مشتركون في زي موحد، فيما عدا بعض التفاصيل المميزة، وهذه التفاصيل منهي عنها ولا شك، لأنها تشبه صريح بهم.
سبق وضربت مثلا؛ لا يليق بعربي مسلم أن يلبس ملابس رعاة البقر الأمريكان، ولا حتى أوربي يتشبه بهم في لبسهم، كل له أصوله وثوابته، ولسنا أقل شأنا منهم في تمسكنا بأصولنا، ولن نمس هويتنا، وننساق في تقليد الآخرين، تقيلدا أعمى، وافتتانا بهم وبحضارهم، فهذا يؤثر بشكل أو آخر على نفسية الإنسان، وينقض ولاءه لبني قومه، فضلا عن ميله القلبي نحو الآخرين، ونفوره من بني ملته، وهذا ما اصطلح عليه (بالتغريب) وهو تغريب المجتمع المسلم، أي ميله نحو تقليد الغرب، لأن هذا يفسد انتماءه لدينه وأهل ملته، وهي من خطط التنصير التي تم تنفيذها في الدول العربية، وأثمرت إلى حد كبير.
لذلك يجب مخالفة الغرب، والمشركين في زيهم وملابسهم، وطرزهم الفنية، لأن هذا يدفع لموالاتهم، وللبراء من أبماء ملتنا وديننا. أضف إلى خطورة ارتداء ملابسهم الدينية، أو ملابس وثيقة الصلة بعقائدهم الدينية، فهذا تشبه، وموافقة على فكرهم.
لا يوجد لدى المسلم زي الشهرة أي (زي ديني موحد Uniform)، ولكن اصطنع الأزهر في مصر زي علماء الدين الموحد، الكولا والجبة والطبوش مع لف اللاسة البيضاء حوله، وهذا في فترة حكم العثمانيين لمصر، حتى رجال الدين والحكم والجنود النظامية للعثمانيين كان لهم زي موحد، وهذا هو لبس الشهرة، لتمييز أهل التخصص عن غيرهم من الناس. وهذا لا صلة له بالدين، والتشبه بهم للتلبيس على الناس منهي عنه، فلا يجوز لبس زي الشهرة لغير أهل التخصص، حتى لا يلتبس أمرهم على الناس والعامة.
أما (العقال) فكان يستخدمه البدو لعقل أرجل الإبل حتى لا تهرب أو تسرح بعيدا، أما [الشماغ المنقوش بالاحمر] فيقال أنه اقتبس من مفرش طاولة كان يستخدمه الانكليز، وهذا لم يثبت بدليل! ولكن أصله (الطيلسان)أو ما يسميه اليهود طاليت (بالعبرية טַלִּית) هو شـال الصـلاة الذي تالّيت (بالعبرية: טַלִּית) و(بالإنكليزية tallit) وتعني بالعربية شال الصلاة وهو أحد ثياب الطقوس الدينية اليهودية إذ يرتـديه بعـض اليهود أثنــاء الصــلاة ويرتديه اليهود الأرثوذكس أو الحريديم في حيــاتهم اليـومية كلها. ويقابله ما يعرف الآن باسم [الغطرة البيضاء]، وإن كان كل منهم له وصف مميز، إلا أنهم جميعا عبارة عن شال لتغطية الرأس. ولا أراه إلا أنه كان من أزياء العرب، بدليل أن ورد ذكره في السنة، خاصة ارتبط ذكره مع اليهود، فواضح أنه كانوا مستخدما عند العرب، ولكن اليهود أضافوا له خطوط زرقاء عند أطرافه، وذو شرابات تتدلى منه، حسب شريعتهم.
|