05-31-2018, 02:21 PM
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحليل منطقي، فقط أختلف معكم في جزئية الانفكاك، من سينفك عن من ؟ أو من سينفك عن ماذا ؟
قلتم [ أي لم يكن الذين كفروا من اليهود و النصارى و المشركين منفصلين عن كفرهم برسالة محمد صلى الله عليه و سلم حتى تأتيهم حجة بالغة واضحة ] .
قال عز وجل ( لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ ) [البيّنة: 1]
قولكم أن الانفكاك والانفصال سيقع بين أهل الكتاب والمشركين وبين الكفر بالرسالة يحتاج لدليل، ظاهر النص اكتفى بكلمة ( مُنْفَكِّينَ )، أول ما تبادر لذهني؛ أن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين مختلفين فيما بينهم؛ كل طائفة ترمي الأخرى بالكفر والضلالة كقوله عز وجل:
( قَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ) [البقرة: 113]
وهذا قول لا يقوله منصف؛ فلكل حق وباطل، نفس الشيء حدث بين المسلمين اليوم واتبعوا بذلك سنن من قبلهم، وكل مذهب يدعي أنه الفئة الناجية وأنه على الحق دون الآخرين.
( رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً * فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ * وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ ) [البيّنة:2؛3؛4]
ويكون هذا الرسول سببا في انفكاكهم؛ أي فض النزاع والاختلاف بينهم وذلك بتلاوته لصحف مطهّرة فيها كتب قيمة.
هذا والله أعلى وأعلم.
[ ملاحظة خارج الموضوع ]
تقريبا كل السور التي تناولت موضوع القحطانية عليها السلام لا نجد أسباب نزولها.
- سورة الشعراء؛ 227 آية، ولا آية ذكر سبب نزولها.
- سورة النمل 93 آية، ولا آية ذكر سبب نزولها.
- سورة التكوير 29 آية، آخر آية فقط؛ ( وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) [التكوير:29 ]
- سورة البيّنة 8 آيات، كذلك ولا آية منهن ذُكر سبب نزولها، هذا ما دفعني للشك أن فيها ذكر للدابة عليها السلام والله أعلم.
|