06-07-2018, 03:41 AM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,813
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
أنا لست ضليعا في اللغة العربية، وإنما مجرد باحث فقط لا غير، اللغة العربية لها أهلها، ونحن نتطفل على موائد علمهم. وعليك أن تبحثي وتجتهدي بنفسك، ثم أنشري ما تصلي إليه واطرحيه حينها للنقاش والحوار.
ذكرت البينات بصيغة الجمع في مواضع كثيرة من كتاب الله العزيز، وهنا جاءت مفردة، تشير إلى إحدى البينات التي جاء بها المرسولن من قبل، فجاءت كلمة (الْبَيِّنَةُ) معرفة، بينت فيما بعدها في قوله تعالى: (رَسُولٌ مِّنَ اللَّـهِ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً)، بعد قوله (لَمْ يَكُنِ) والتي جاءت بصيغة تفيد الاستمرارية على ما هم عليه من تكذيب، أي تفرقوا وكذبوا من قبل مجيء الرسول صلى الله عليه وسلم، وليس بعد مجيئه فقط (فلننتبه).
فمن تكذيبهم، ومن اختلافهم على أنبيائهم من بعدهم، أن عشمت كل فرقة منهم أن يأتيهم رسول يبين أنهم الفرقة التي على الحق، وينكر على الفرق الأخرى، فلما جاءهم بالحق مخالفا لما هم عليه من باطل كذبوه جميعا، قال تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ﴿٨٧﴾وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّـهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَّا يُؤْمِنُونَ﴿٨٨﴾ وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّـهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّـهِ عَلَى الْكَافِرِينَ﴿٨٩﴾بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ بَغْيًا أَن يُنَزِّلَ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ) [البقرة]
و(الْبَيِّنَةُ)هنا مصدرها من (بَيَّن)، والبيان إقامة الحجة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم يأتي بآيات كونية، وإنما جاء بالحجة على الناس،قال تعالى: (وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ ۚ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ) [النحل: 89]، فهو البينة والحجة على العالمين، قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [سبأ: 28]
|