عرض مشاركة واحدة
  #60  
قديم 06-10-2018, 03:07 AM
بهاء الدين شلبي بهاء الدين شلبي غير متواجد حالياً
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,813
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اكرام حسين
هذا مبحث طويل و معقد و لابد له من متخصص يقضي كل وقته في البحث في هذا الموضوع فقط..... لانه معقد جدا و بالغ الأهمية فلو استطاع أحد اثبات هذا الأمر ستتغير أمور كثيرة كنا نحسبها من المسلمات .

المبحث ليس طويلا، ولا معضل في شيء، الهمم الصادقة تزيل الجبال الشامخة

ولو ركن كل منا للمتخصصين والمتفرغين فمن لهذا الدين إن فترت الهمم وضعفت العزائم؟

مبدأ أن نركن لغيرنا ليقوم ما يجب علينا القيام هو مبدأ فاسد، وهو ما قامت عليه السلفية القول قولهم والرأي رأيهم، وما السلفيون إلا مجرد أتباع للسلف لا عقل لهم ولا همم، حتى صارت عقولهم عالة على السلف، لا تحق حقا، ولا تبطل باطلا، ونحن لا ولن نسهم في تكريس المنهج السلفي، ولن نعين عليه بأن ننوب عن غيرنا فيما يبحثون عنه من إجابات، وعلى هذا قام المنتدى. فالتواكل هو نوع من لصوصية الفكر، أنام وغيري يبحث ويكد، وفي النهاية أتبنى جهده وفكره على الجاهز، وأهلل له.

مهما كان الأمر معقدا وعسيرا فإن كانت صادقة في قولك ورأيك، وترين المسألة بحاجة لبحث، فاثبتي صدقك بأن تجتهدي وتبدئي البحث، وإن وجد الله عز وجل فيك صدقا فسيوفقك أفضل مما قد يوفق إليه عالم.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اكرام حسين

لكن خطرت لي خاطرة حول موضوع تلاوة الصحف فهي لم ترد في القرآن بهذه الطريقة الا مرة واحدة ......الرسل الذين انزلت عليهم الكتب حينما يقرأون او يتلون كتبهم يتلونها غيبا و لا يقرأونها لان قلوبهم و عقولهم متشبعة بها فعليهم انزلت هم لا يحفظونها فقط بل تشربوها و استوعبتها قلوبهم بالكامل لذا ليسوا بحاجة ابدا لقراتها من الصحف لكن لو جاء رسول لم ينزل عليه كتاب بعد رسول انزل عليه كتاب فسيكون مضطرا لقراءة ما انزل على الرسول الذي قبله من الصحف.........و بهذه الطريقة يحاجج الناس .

دعيني أخالفك الرأي في مسألة كتابة الصحف، فأول ما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴿١ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴿٢ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ﴿٣ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴿٤ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴿٥﴾ .. ) [العلق] فورد ذكر فعل الأمر (اقْرَأْ) مرتين في نفس السياق، والقراءة من لوازم الكتابة، أي أن القرأن كان ينزل مكتوبا كتابة، وكان على النبي صلى الله عليه وسلم قراءة ما هو مكتوب في الصحيفة المنزلة عليه، فلم يكن القرآن ينزل على قلبه فحسب. ثم قوله (الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴿٤ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) أي أن الله علمه الكتابة بالقلم، وعلمه ما لم يكن يعلم، أي لم يكن قبلها كاتبا ولا قارئا، ثم علمه ربه عز وجل الكتابة والقراءة.

من الثابت صراحة بالنص القرآني أن موسى كان معه ألواح مكتوب فيها نص التوراة، فهو لم يبلغ التوراة شفاهة، وإنما مكتوبة، راجعي معي قوله تعالى: (وَلَمّا سَكَتَ عَن موسَى الغَضَبُ أَخَذَ الأَلواحَ وَفي نُسخَتِها هُدًى وَرَحمَةٌ لِلَّذينَ هُم لِرَبِّهِم يَرهَبونَ) [الأعراف: 154]

في لسان العرب: (اللَّوْحُ: كلُّ صَفِيحة عريضة من صفائح الخشب؛ الأَزهري: اللَّوْحُ صفيحة من صفائح الخشب، والكَتِف إِذا كتب عليها سميت لَوْحاً.) نفهم من هذا أنها كانت ألواح خشبية، بينما التوراة المحرفة تقول أنهما لوحين من حجارة، وهذا تعارض بين النصين، والأصوب لغة أن الألواح تتكون من صفائح خشبية، وليست من حجارة بحسب الرواية التوراتية التي تتضارب فيها الدلالة اللفظية مع النص ذاته.

فالقرآن يثبت أن موسى ألقى الألواح بالجمع، أي أنها كثيرة، بينما التوراة المستنسخة تذكر لوحين فقط بالتثنية، فتقول: (وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اصْعَدْ إِلَيَّ إِلَى الْجَبَلِ، وَكُنْ هُنَاكَ، فَأُعْطِيَكَ لَوْحَيِ الْحِجَارَةِ وَالشَّرِيعَةِ وَالْوَصِيَّةِ الَّتِي كَتَبْتُهَا لِتَعْلِيمِهِمْ».) [الخروج: 23/ 12] فكما نرى أنهما لوحين من الحجارة، وهذا لا مخالف لما في القرآن الكريم.

_ والقرآن الكريم يذكر أن الله كتب لموسى الألواح، فلم يفصل كيفية الكتابة، قد تكون كتبت بذاته العلية تبارك وتعالى، (وهذا قول فيه نظر ويحتاج لبحث)، أو بأمر منه عز وجل عن طريق جبريل عليه السلام، وهذا الأرجح لدي والله أعلم، فيقول تعالى: (وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِّكُلِّ شَيْءٍ) [الأعراف: 145]، فلم يثبت بكتاب الله تعالى كيفية كتابتها، فتوقف عن ذكر تفصيل ذلك، بينما التوراة المستنسخة ذهبت بعيدا جدا فزعم أن الله كتب له هذه الألواح بإصبعه، (وَأَعْطَانِيَ الرَّبُّ لَوْحَيِ الْحَجَرِ الْمَكْتُوبَيْنِ بِأَصَبعِ اللهِ، وَعَلَيْهِمَا مِثْلُ جَمِيعِ الْكَلِمَاتِ الَّتِي كَلَّمَكُمْ بِهَا الرَّبُّ فِي الْجَبَلِ مِنْ وَسَطِ النَّارِ فِي يَوْمِ الاجْتِمَاعِ.) [التثنية: 8/ 10]

فقوله تبارك وتعالى: (فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) [القيامة: 18] نجد أن فعل القراءة منسوبة إلى الله عز وجل، ولم يثبت أن الله تعالى كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما الذي قرأ عليه القرآن هنا هو جبريل عليه السلام بأمر من ربه عز وجل. وكذلك أن الله عز وجل كتب الألواح لموسى عليه السلام، أي بأمر منه لجبريل عليه السلام.

_ قد يتفق القرآن مع ما ورد في التوراة المحرفة من إلقاء موسى عليه السلام للألواح مع اختلاف اللفظ، كما قال تعالى: (وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِي ۖ أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ ۖ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ) [الأعراف: 150]، ففي القرآن قال (وَأَلْقَى) وفي التوراة المحرفة ذكر لفظ (وَطَرَحْتُهُمَا)، (فَأَخَذْتُ اللَّوْحَيْنِ وَطَرَحْتُهُمَا مِنْ يَدَيَّ وَكَسَّرْتُهُمَا أَمَامَ أَعْيُنِكُمْ.) [التثنية: 17/ 10] ولم يثبت القرآن الكريم كسر الألواح كما ورد في التوراة المحرفة.

_ ومن الواضح أن اللوحين لم ينزلا من السماء، فلم ينزلهما الله تعالى عليه إنزالا، وإنما هما مجرد لوحين من حجارة، نحتهما موسى عليه السلام، ويسمونها (لَوْحَيِ الْعَهْدِ) [التثنية: 8/ 9 - 11] و(لَوْحَيِ الشَّهَادَةِ) [الخروج: 30/ 5]، ثم كتب عليهما ربه العهد فنجد توراتهم تقول:

(1 «فِي ذلِكَ الْوَقْتِ قَالَ لِيَ الرَّبُّ: انْحَتْ لَكَ لَوْحَيْنِ مِنْ حَجَرٍ مِثْلَ الأَوَّلَيْنِ، وَاصْعَدْ إِلَيَّ إِلَى الْجَبَلِ، وَاصْنَعْ لَكَ تَابُوتًا مِنْ خَشَبٍ.
2 فَأَكْتُبُ عَلَى اللَّوْحَيْنِ الْكَلِمَاتِ الَّتِي كَانَتْ عَلَى اللَّوْحَيْنِ الأَوَّلَيْنِ اللَّذَيْنِ كَسَرْتَهُمَا، وَتَضَعُهُمَا فِي التَّابُوتِ.
3 فَصَنَعْتُ تَابُوتًا مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ، وَنَحَتُّ لَوْحَيْنِ مِنْ حَجَرٍ مِثْلَ الأَوَّلَيْنِ، وَصَعِدْتُ إِلَى الْجَبَلِ وَاللَّوْحَانِ فِي يَدِي.
4 فَكَتَبَ عَلَى اللَّوْحَيْنِ مِثْلَ الْكِتَابَةِ الأُولَى، الْكَلِمَاتِ الْعَشَرَ الَّتِي كَلَّمَكُمْ بِهَا الرَّبُّ فِي الْجَبَلِ مِنْ وَسَطِ النَّارِ فِي يَوْمِ الاجْتِمَاعِ، وَأَعْطَانِيَ الرَّبُّ إِيَّاهَا.
5 ثُمَّ انْصَرَفْتُ وَنَزَلْتُ مِنَ الْجَبَلِ وَوَضَعْتُ اللَّوْحَيْنِ فِي التَّابُوتِ الَّذِي صَنَعْتُ، فَكَانَا هُنَاكَ كَمَا أَمَرَنِيَ الرَّبُّ.) [التثنية: 9/ 1؛ 5]


بينما في القرآن الكريم يقول تعالى: (وَلَمّا سَكَتَ عَن موسَى الغَضَبُ أَخَذَ الأَلواحَ وَفي نُسخَتِها هُدًى وَرَحمَةٌ لِلَّذينَ هُم لِرَبِّهِم يَرهَبونَ) [الأعراف: 154]، نفهم منه أن ما كتب في الألواح منسوخ عن أصل لقوله (وَفي نُسخَتِها)، مما دل على أنها منسوخة كتابة بأمر من الله تعالى، فلا مخرج من أن جبريل عليه السلام كتبها أو نسخها عن الأصل، وهو اللوح المحفوظ، قال تعالى: (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ) [البروج: 21، 22]، وهذا يؤكد أن الكتب المنزلة منسوخة من اللوح المحفوظ، بينما التوراة كانت في ألواح، وكذلك القرآن في كتاب مكنون، وقال تعالى: (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ * لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) [الواقعة: 77؛ 79]، فربما أن ألواح الكتب مجموعة في كتاب مكنون والله أعلم. مما دل على أن الوحي ينزل مكتوبا، ولم ينزل تلاوة فقط. وعليه فليست الألواح مكتوبة بيد الله تعالى أو بإصبعه كما يدعون، وإلا كانت الألواح أصل، وليست نسخة عن أصل. فالقرآن يثبت أن الألواح نسخة، بينما التوراة تزعم أنهما لوحين من حجارة منحوتة هي الأصل. إذن فالتوراة أنزلت، ونسخت كتابة، وليست على لوحين من حجارة، وبدأ نزولها تحديدا في شهر رمضان، وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أُنْزِلَت صُحفُ إبراهيمَ في أوَّلِ ليلةٍ من رَمضانَ . وأُنْزِلَتِ التَّوراةُ لِستٍّ مَضينَ من رمضانَ ، والإنجيلُ لثلاثَ عشرةَ خلَت من رمَضانَ ، أنزل اللَّه القرآنُ لأربعٍ وعشرينَ خَلَت من رمضانَ)
الراوي : واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : عمدة التفسير
الصفحة أو الرقم: 1/220 | خلاصة حكم المحدث : [أشار في المقدمة إلى صحته]

نخلص من هذه المقارنة الوجيزة، أن موسى عليه السلام تلقى التوراة مكتوبة، وليست مجرد كلمات يحفظها عن ظهر قلب، وهذه سنة في كل الكتب، وليست خاصة بنبي دون الآخر. والله أعلم



رد مع اقتباس