06-15-2018, 08:09 PM
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جند الله
الكاتب: بهاء الدين شلبي.
أول ما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴿١﴾ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴿٢﴾ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ﴿٣﴾ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴿٤﴾ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴿٥﴾ .. ) [العلق] فورد ذكر فعل الأمر (اقْرَأْ) مرتين في نفس السياق، والقراءة من لوازم الكتابة، أي أن القرأن كان ينزل مكتوبا كتابة، وكان على النبي صلى الله عليه وسلم قراءة ما هو مكتوب في الصحيفة المنزلة عليه، فلم يكن القرآن ينزل على قلبه فحسب. ثم قوله (الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴿٤﴾ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) أي أن الله علمه الكتابة بالقلم، وعلمه ما لم يكن يعلم، أي لم يكن قبلها كاتبا ولا قارئا، ثم علمه ربه عز وجل الكتابة والقراءة.
|
الجميع يعرف القصة التي ذكر فيها كيف نزل الوحي على الرسول عليه الصلاة والسلام ، و كيف قال الرسول عبارة :"ما أنا بِقَارِئٍ " ثلاث مرات ،وبعدها ذكر الملك جبريل آيات سورة العلق .
- ذكر هذه الآيات في بداية الوحي لا تؤكد تاكيدا انه كانت هناك صحيفة وطلب من الرسول ان يقرأها.
-بعض العلماء أبدى رأيه في حرف " ما " في جملة " ما انا بقارئ" وقال بانه يمكن ان تكون "ما " هي اسم استفهام بمعنى " ماذا" ، أي ماذا أقرأ ؟ ،ولم تات بصيغة النفي كما هو شائع ،أي " لست بقارئ" او " لا اعرف القراءة ، واعتمادا على هذا يمكن القول أنّ المشكلة بالنسبة للرسول هي انّه لم يجد أمامه مايقرأه وليس بأنّه لا يعرف القراءة ، خاصة وأنه ذكر في القرآن الأية 78 من سورة البقرة: ( وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ) ، بأنّ "الأميّون" هم الذين لا يعلمون الكتاب ، والكتاب هنا هو الكتاب المنزّل من الله تعالى ، وقد منّ الله عليهم بعدها بان بعث لهم رسول يعلّمهم الكتاب والحكمة ،قال الله تعالى :
( رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) 129 - البقرة
(هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ) 02 - الجمعة
أي انّ الأميّة حسب الآيات جاءت محصورة في الجهل بالكتب المنزلة وليس بالقراءة والكتابة بشكل عام . وليس من المعقول ان يكون كل المبعوثين اليهم اميّون ( كما هو معروف عندنا اي لا يعرفون الكتابة والقراءة) ، وعليه يمكن القول بانه لفظ " الأميّة " قرآنيا هو الجهل بما في الكتب المقدسة والجهل بالحكمة ، والله سبحانه بعث للناس رسولا أميّا( أي هو أيضا كان جاهلا بالكتاب وبالحكمة وبعدها علمّه الله فزالت عنه صفة الاميّة وألصقت به صفة " المُعلِّم" ) ليعلمهم ويزيل عنهم هم أيضا صفة الأميّة
- الرسول قال لثلاث مرات " ما أنا بقارئ" وبعدها تلا عليه جبريل الآيات ، وبعدها عاد الرسول عليه الصلاة والسلام الى بيته وحكى لزوجته ماحصل ولم يذكر في الرواية انه كانت هناك صحيفة او كان هناك ما يقرأ وإلا لكان قرأها من المرة الأولى التي قال له فيها الملك " اقرأ"
والله اعلم
|