06-17-2018, 02:59 AM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,835
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميراد
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لاحظت أنه في طرحك لاحتمال الاول بأن موسى عليه السلام سمع التوراة من الله تعالى و كتبها على الالواح و في الفقرة الثانية تطرح و بنفس قوة الاحتمال ان جبريل عليه السلام هو من كتب الالواح نسخا بأمر من الله تعالى, مما قد يولد عند القارئ شعور كأن هناك تعارض في طرحك, بعد أن حصل استأناس منه للاحتمال الاول.
ربما بالامكان ترجيح أحد الاحتمالين, أو أنك تقصد ان يكون موسى عليه السلام تلقى التوراة سماعا من الله و كتبه تحت اشراف جبريل.
هل بالامكان توضيح أكثر لهذه النقطة أكثر ؟؟
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأرجح لدي أن الله عز وجل أملى على موسى عليه السلام ما يكتبه في الألواح فسمع منه التوراة وكتبها.
ولكن هناك احتمال بحسب ما جرت به السنة الربانية أن يكون جبريل عليه السلامهو من أملاها، وهذا الاحتمال قائم ولكن الأرجح منه أن يكون موسى عليه السلام سمعها من ربه عز وجل، لأنه كليم الله، وهذه خصوصية وتفضيل.
فلا يصح الخروج عن السنة الربانية إلا بمسوغ، وهو أنه كليم الله تعالى، يسمع ربه، فكان سماعه للتوراة من ربه تعالى مقدم على سماعه من جبريل عليه السلام. وهذا يفسر أن الله تعالى كتب له ما في الألواح.
أضف إلى هذا؛ لابد لموسى عليه السلام من نسخة مكتوبة من التوراة ينسخ عنها النص التوراتي منضبطا إملائيا، فلا يكفي الإملاء سماعيا فحسب، وإلا نكون تعارضنا مع القول في حق القرآن الكريم من نسخه كتابة من صحيفة جبريل عليه السلام، وهذا يسري في حق جميع الكتب المنزلة. ومع هذا لا مانع مطلقا أن يكون موسى عليه السلام سمع من ربه تعالى، فوعى منه ما سمع، علم ما أملاه عليه ربه بدون صحيفة ينسخ منها. فسماعه من ربه له المجد في السماوات والأرض، ليس كسماعه من مخلوق كجبريل عليه السلام، قال تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الشورى: 11] فسماع الله هو منتهى كمال السمع، سمع مع وعي وإدراك مفصل، كأنه يقرأ من صحيفة.
|