09-22-2018, 12:42 AM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: 21-09-2018
الدولة: السعودية
المشاركات: 34
معدل تقييم المستوى: 0
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جند الله
مما ذكره نعيم بن حماد عن أبي سعيد الخدري قال: "مع الدجال امرأة يقال لها لئيبة لا يؤم قرية إلا سبقته إليها فتقول: هذا الرجل داخل عليكم فاحذروه". [كنز العمال 39691] أخرجه نعيم بن حماد فى الفتن (2/520، رقم 1457).
بينما ذكر عبد الغني المقدسي في "أخبار الدجال" بإسناد ضغيف جدا ما نصه: عيسى الخياط عن محمد بن يحيى بن حبان سمعت أبا سعيد الخدري يقول: (مع الدجال امرأة يقال لها طيبة لا يقدم قرية إلا سبقت إليها تقول هذا الدجال دخل عليكم فاحذروه). رقم (29) صفحة 30
على فرض صحة المتن رغم ضعف الإسناد فالسلف لا ينقلون رواية خاصة بعلامات الساعة والمستقبل إلا أن تكون وحيا سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم .. مع ملاحظة الاختلاف بين كلمة (طيبة) وكلمة (لئيبة) في الرواتين .. إلا أن كلمة [لئيبة] أرجح وأدل .. وهو لفظ له دلالته في زمن النبوة يفهمه أهل زمانه ولا يشترط أن هذه المرأة تلقب بهذا في زمن خروجها .. وإنما قد تلقب بلقب موافق في المعنى لنفس اللفظ المستخدم في الرواية
في واقع الأمر لم أجد لكلمة [لئيبة] بهذا التركيب وجود في كتب اللغة .. إلا أن أقرب كلمة لجذرها [لاب] هي كلمة "لائبة" تأنيث لكلمة "لائب" من لاب يلوب لوبا فهو لائب ولائبة .. وفي لسان العرب: "اللَّوْبُ واللُّوبُ واللُّـؤُوبُ واللُّوَابُ: العَطَش، وقيل: هو استدارةُ الـحَائِم حَوْلَ الماءِ، وهو عَطشان، لا يَصِل إِليه.
وقد لاب يَلُوبُ لَوْباً ولُوباً ولُوَاباً ولَوَباناً أَي عَطِشَ، فهو لائِبٌ؛ والجمع، لُـؤُوب، مثل: شاهدٍ وشُهُود؛ قال أَبو محمد الفَقْعَسِـيّ:
حتى إِذا ما اشْتَدَّ لُوبانُ النَّجَرْ، * ولاحَ للعَيْنِ سُهَيْل بسَحَرْ
والنَّجَرُ: عَطَشٌ يُصيب الإِبلَ من أَكْلِ الـحِبَّة، وهي بُزُور الصَّحْراء؛ قال الأَصمعي: إِذا طافت الإِبل على الحوض، ولم تقدر على الماءِ، لكثرة الزحام، فذلك اللَّوْبُ. يُقال: تَرَكْتُها لَوَائِبَ على الحوض، وإِبِل لُوبٌ، ونخلٌ لَوَائِبُ، ولُوبٌ: عِطاشٌ، بعيدة من الماءِ. ابن السكيت: لابَ يَلُوبُ إِذا حامَ حول الماء من العطش؛ وأَنشد:
بأَلذَّ مِنكِ مُقَبَّلاً لِـمُحَـَّلإٍ * عَطشَانَ، دَاغَشَ
ثم عادَ يَلُوبُ وأَلابَ الرجلُ، فهو مُلِـيبٌ إِذا حامَتْ إِبلُه حولَ الماءِ من العطش. ابن الأَعرابي: يُقال ما وَجَدَ لَياباً أَي قَدْرَ لُعْقَةٍ من الطَّعام يَلُوكُها؛ قال: واللَّيابُ أَقل من مِلْءِ الفم.".
وإضافة الياء بعد الهمزة تفيد المبالغة .. وعليه فإن [لئيبة] لفظ يفيد المبالغة من [لائبة] وهو كناية عن كثرة طواف هذه المرأة في الأرض فتكون أسرع من الدجال فتسبقه حيث يقصد قبل أن يصل .. فاللئيبة حالها فرط الدب أي التنقل من مكان إلى مكان وهذا موافق لحال الدابة عليها السلام لكثرة تنقلها من كل مكان إلى كل مكان .. وكذلك في اللفظ كناية عن تعطشها لتصديق الناس لها واتباعهم لدعوتها إلى الحق وتعطشها يفيد انصراف الناس عنها وتكذيبها وهذا مما يوافق قوله تعالى: (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ) [النمل: 82]
ولنتأمل معا إلى سرعة تنقل الدجال وسياحته في الأرض ففي الحديث قلنا : يا رسولَ اللهِ ! وما إسراعُه في الأرضِ ؟ قال: (كالغيثِ استدبرتْه الريحُ . فيأتي على القومِ فيدعوهم ، فيؤمنون به ويستجيبون له ...)
الراوي: النواس بن سمعان المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2937
خلاصة حكم المحدث: صحيح
وخروجا عن منهجي وهو الاستشهاد بالنصوص الصحيحة فإن هذا النص رغم عدم ثبوته إلا أن مضمونه يتفق وما أحدثكم به عن الدابة عليها السلام .. وهذا ما يجعلني أرجح صحة متنه والله أعلم
فإن كانت سرعة الدجال كالغيث استدبرته الريح فبحسب النص فإن "اللائبة" أو بحسب لفظ القرآن الكريم "الدابة" هي امرأة تدب أي تتنقل في الأرض أسرع من تنقل الدجال .. ولا يمكن لامرأة أن تكون أسرع من الرجال حركة وأسرع من الدجال تنقلا إلا أن يأتيها الله تبارك وتعالى ىية منه ويمنحها قوة منه تمكنها من التنقل بسرعة تفوق سرعة تنقل الدجال .. هذا فضلا عن كونها تعلم وجهة الدجال قبل أن يقصدها فتسبقه إليها .. وفي هذا دليل يؤكد على أنها امرأة مهدية يوحى إليها بوحي من الله تبارك وتعالى .. وكونها تحذر الناس من اتباع الدجال فهي امرأة مؤمنة صالحة وعلى يقين من حقيقة الدجال يؤتيها الله عز وجل آياته ووحيه ويؤيدها بقوة منه تتصدى بها لفتنة الدجال
|
اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه وجنبنا الفتن والفواحش ماظهر منها وما بطن
|