10-16-2018, 06:45 PM
|
|
يقول عز وجل ( إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (*) لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَـذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ ﴿*﴾ لَّوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَـئِكَ عِندَ اللَّـهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ ) [ النور: 11؛13 ]
في الآية 12 و 13 عاتب المولى عز وجل عباده المؤمنين والمؤمنات على رد فعلهم اتجاه سماعهم لحادثة الإفك؛ أولا كان عليهم أن يحسنوا الظن ، ثانيا كان عليهم أن يطالبوا المدعي بأربعة شهود طاعة لأمر الله عز وجل وإقامة لشرعه، قال عز وجل في بداية السورة ( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) [ النور:4 ]
النبي صلى الله عليه وسلم أولى الناس بتطبيق شرع الله عز وجل، ويقينا لو سمع الرسول بهذه الحادثة لحقق في الأمر ولطالب المدعي بالإتيان بأربعة شهداء ولأقام عليه الحد في حال عدم قيامه بذلك امتثالا لأمر الله عز وجل والأرجح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان غائبا عن مكان انتشار الإشاعة.
جاء في الحديث أن الكلام في حادثة الإفك دام أكثر من شهر وانتشر بين الناس ( قالت عائشةُ: فقَدِمْنا المدينةَ، فاشتَكَيْتُ حين قَدِمْتُ شهرًا، والناسُ يُفِيضون في قولِ أصحابِ الإِفْكِ ) وفي هذا اتهام ضمني للرسول عليه الصلاة والسلام بعدم تطبيق ما أمر الله تعالى به أن يُفعل في حالة قذف المحصنات.
|