10-17-2018, 06:03 AM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,834
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميراد
يقول السمهودي في كتابه وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى (المجلد 2؛ الصفحة57)
- وأسند يحيى عقب ذلك حديث عائشة :[قلت: يا رسول الله ندخل كنيفك فلا نرى شيئا من الأذى، فقال: (الأرض تبلع ما يخرج من الأنبياء من الأذى فلا يرى منه شيء) فأشعر صنيع يحيى أن المراد من المخرج موضع الكنيف، وأفهم ذلك أن المخرج المذكور كان خلف حجرة عائشة رضي الله عنها، بينها وبين بيت فاطمة رضي الله عنها، وذلك يقتضي أن يكون محله في الزور، أعني الموضع المزور شبه المثلث في بناء عمر بن عبد العزيز في جهة الشام.]
كان للنبي صلى الله عليه و سلم كنيف و أكيد كان يستعمله و أزواجه بمن فيهم أمنا عائشة رضي الله عنها, أو قد يكون لها كنيف خاص بها أو بنسائه صلى الله عليه وسلم, لا يمكن للمسلم أن يتخلى عن سنة من سنن النبي عليه الصلاة و السلام ليذهب للمناصع وقد يصيب من النجاسة, وقد لا يسلم من المتلصصون على عورات المسلمين خصوصا على النساء منهم, أكيد أنه كان للصحابة كنف ملحقة لمنازلهم.
|
الرواية ضعيفة لا تصح متنا ولا إسنادا، فكيف اطلع الصحابة على كنيفه داخل بيته؟! فلم يكونوا يطيلون المكث في بيته حتى يدخلوا الكنيف، وقد نهاهم الله تعالى عن المكث في بيته فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ ۖ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ۚ) [الأحزاب: 53]
لكن يوجد روايات أخرى صحيحة تذكر وجود كنيف في بيته صلى الله عليه وسلم، بل ويوجد روايات تشير بدلالة التضمن وجود مراحيض عامة للمصلين ملحقة بالمسجد النبوي، بل كان له في بيته مستحم للاغتسال، وكنيف لقضاء الحاجة، ولكن يطول سرد هذا مفصلا، لكنك ستجد الأدلة بسهولة بإذن الله تعالى.
اليهود معروف عنهم الغلو والتشدد في أمور النظافة أكثر من المسلمين، فتلمودهم يتضمن قسما خاصا بالطهاروت، فهم لا يستغنون مطلقا عن المياه بشكل يومي، بل لهم طقوس وأدعية مخصوصة لدخول الحمام والكنيف والخروج منهما. وعليه فاليهود في المدينة قبل الهجرة قد شيدوا بنية تحتية، تتضمن جر المياه العذبة الشرب إلى المناهل قريبا من البيوت، وحفر الآبار في البيوت لزوم الاغتسال، وغسل الملابس والأواني ولزوم الاستنجاء، فضلا عن وجود حمامات شعبية، يلزمها وجود صهاريج مياه، ومواقد لتسخين المياه، وهذا يترتب عليه تأسيس صرف صحي للتخلص من الماء المستخدم، وفضلات المستحمين. وهذا في مجمله يؤكد أن اليهود، وسكان المدينة من الأوس والخزرج قد وضعوا بنية تحتية للمدينة قبل الهجرة.
ولأن النبي عليه الصلاة والسلام أعاد بناء المدينة المنورة، وتقسيم أحياء وبيوتها، فشيد مسجده وحوله الدور، فهذا يلزم منه أن شيد بنية تحتية، فأجرى مياه العيون في الكظائم، وجعل لها مناهل لرفع المياه، وشق قنوات الصرف المغطى بالبلاط وألواح الحجارة ليسهل كشف وتسليكها تحت الأرض من حين للآخر، وثابت من بعض الروايات أن البلاط كان منتشرا في رحاب المسجد، وفي الشوارع حوله، وبين البيوت.
كل هذا في مجمله يثبت محاولات تشويه السلف لسيرة النبي عليه الصلاة والسلام، وإظهار المدينة في صورة بدائية غير حضارية، ثم أثبتوا للحكام من بعده أنهم أول من شيد وعمر في المدينة، وهذا محض كذب وافتراء، فقد سبقهم النبي صلى الله عليه وسلم لخير مما فعلوه، وأفضل. لكن المسلمون اليوم لا يقرؤون، وإن قرؤوا لا يعقلون.
|