11-04-2018, 08:26 PM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: 19-07-2017
الدولة: ارض الله
المشاركات: 554
معدل تقييم المستوى: 8
|
|
شتى, و تمثل فيها بوضوح حركة التجارة و نموها, و مع ذلك لم نعثر على اناء سليم كامل, غير أننا عثرنا على قطع ذات أهمية فائقة في صناعة الزجاج و معرفة نوعيتها. و تمثل القطع التي عثرنا عليها أواني و أساور , ادوات زينو و فصوص خواتم و خرز زجاجي صنعت بطرق عدة و متنوعة سواء بالضغط أو بالقالب أو بالنفخ, إلى جانب عدد من الزخارف التي حليت بها هذه الكسر باللونين الأصفر و الأبيض, و الأزرق و البنفسجي, و البني و الأخضر, و متفرعات هذه الألوان, مما سنفصله في المجلد الخاص بالزجاج عند نشر نتائج حفرياتنا إن شاء الله.
ثامنا : الأدوات الحجرية :[أنظر ص 131-148]. (1) الأدوات الحجرية : استعمل مواطنوا "قرية" الحجر بعناية فائقة سواء ما كان منه حجرا محليا أو مجلوبا من خارج منطقة "قرية" مثل حجر البازلت و الحجر الصابوني و غيرهما. و يمكن أن نقسم ما وجدناه إلى مجموعتين:
( أ )أواني من الحجر الصابوني: الحجر الصابوني تعبير اصطلاحي أطلق على هذه المادة التي توجد في الطبيعة "الدوادمي" و جنوب الطائف و في "حجلة" قرب "أبها" و "ظهران الجنوب" و " اليمن" و "عمان" بشكل صخور أو كتل محصورة بين طبقات الأرض يمكن أخذها و ستعمالها في صناعة الأواني الكبيرة و الصغيرة, (وذلك بعد دق الحجر حتى يصبح مسحوقا ثم تحويله إلى عجينة تدخل أحيانا بها بعض الشوائب كالتين أو الحصى الصغيرة أو ذرات الكلس , و هي مواد مساعدة لتقوية العجينة التي تتحمل ضغط الحرارة سواء أثناء عملية الصناعة أو عند استعمالها للطبخ, لذا جاءت معظم ألوان هذه الأواني التي وجدت في "قرية" بكثرة رمادية اللون و سوداء وشهباء و منها الخشن السميك و منها الناعم الرقيق).
و لقد أصيفت بعض الزخارف و النقوش و الكتبات لهذه الأواني كما استعملت لأغراض متعددة فمنها أوان للطبخ و مباخر و أدوات للزينة و العطور و حفظ الطعام, و منها أدوات للأصباغ و الدهون و المراهم و أغطية الأواني. و زخارف و هذه الأوتني عبارة عن خطوط محفوة على أسطحها أو على أجزاء منها كالمقابض, و من أهم هذه الزخارف الزخرفة الشبكية أو الحصيرية و المثلثات المتداخلة و المربعات.
(ب) أواني من الحجر غير الصابوني: تعتبر الأواني الحجرية من أهم الصناعات التي قامت في "قرية" فقد عثر على قطع للأواني الحجرية من المرمر و الحجر الجيري و الأوبسيديان و الكوارتز و البلور الصخري و البازلت و الجرانيت.
و لم نعثر للأسف على أي دلائل تقودنا إلى معرفت طريقتهم في صنع هذه الأواني لأنها تحتاج إلى دقة متناهية, فكيف استطاع سكان "قرية" نحب هذه الأواني الحجرية بمثل هذه الدقة, حتى إننا عندما ندير وعاء أو طبقا قليل العمق لا نلحظ فيه أي انحراف عن الاستدارة الكاملة, بل و كيف قدوا الأواني الأستوانية من البلور الصخري بجوانب لايزيد سمكها عن نصف متر؟...
ورغم أننا لا نعرف كيف توصل مواطنوا "قرية" إلى ذلك, الا أنه يبدو أن الصصانع في هذه الفترة قد استخدم طريقة ما يسهل معها تحريك المادة الحجرية حول آلة مثبتة, اذ يبدو مستحيلا الوصول إلى مثل تلك الدقة باستخدام الأزميل فقط و نحت المادة تبعا لمقاييس معينة بصرف النظر عن المجهودات المصنية في هذا الشأن, هذا إذا سلمنا بأن هذه الأواني صنعت محليا و إن كنا لا نستبعد ذلك
ومن هذه القطع الحجرية التي عثر عليها في "قرية" تماثيل آدمية و حيوانية و أواني و أطباق و قدور و مدقات و مساخن و أهوان و مباخر كبيرة و صغيرة مكتوب عليها بقلم المسند بعض الألفاظ الدينية و مجموعة من الرحي إلى جانب العديد من الأحجار الكبيرة التي كانت تزين واجهات المعابد و المقابر حيث نجد عليها زخارف نباتية و هندسية وأفاريز و ميازيب و موائد قرابين و حذابح و أحواض و مراحيض إلى جانب العديد من شواهد القبور المكتوبة بقلم المسند.
(2 )الفخار: لما كانت هذه المادة من الأهمية بمكان لدارسي أي منطقة أثرية لما تعطيه من معلومات تسهم في تحديد الأدوات التاريخية فقد أعطيناها من الأهمية ما تستحقها وأخذنا منذ رحلتنا الأولى التي كانت للمسح العام في تصنيف الفخار و تسجيله تسجيلا علميا بعد تنصيفه و معالجته و تحديد المكان الذي عثر عليه فيه و الطبقة التي ينتمي إليها, آخذين في الإعتبار تحديد مادة كل نوع و صفاتها وأشكالها و الزخارف التي نقشت عليها. و لقد عثر على كسر فخارية عليها كتابات بقلم المسند أهمها اسم "كهل" معبود "قرية" واسم "شمر يهرعش" ملك حمير, و يمكننا أن نقسم فخار "قرية" بشكل عام إلى فخارخشن, و رقيق و مزجج على النحو التالي
(أ) الفخار الخشن: يضم العديد من المجموعات سواء كانت للإستعمال اليومي أو لأغراض تجارية أو دينية محضة للمعابدو المقابر و من هذه المجموعات :
(1)-القدور ة الأزيار و الجرار:
و هي أوان كبيرة ضخمة الحجم, تزين سطوح بعضها زخارف مختلفة سواء بالحز أو الحفر أو الإضافة أو الرسم أو الطلاء.
(2)-الزبادي:[ص142/2, 3] و هي أوان تتفاوت في أحجامها و أشكالها و غالبا ما تكون فوهتها واسعة و مستديرة, وقلعها مسلوب, يضاف إليها غالبا قاعدة بارزة, و أحيانا مستوية أو قاعدة حلقية قصيرة أوطويلة, كل ذلك يعود إلى الغرض من استعمالها في تقديم أنواع الطعام و الشراب. وأسطح هذه الزبادي الخارجية مطلية بلون أحمر و هي خالية من المقابض, لذا يعتقد بأنها كانت تحمل من القاعدة.
______________________
الصفحة 29
|