01-06-2019, 10:02 PM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,813
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بودادو
وهل يُعقل أن يُصدّق المسلمون ما عند أهل الكتاب ورسول رب العالمين بينهم ؟ رسول مَن أحاط بكل شيء علما، بإمكان المرء أن يسأله في مسائل لا تحصى ويجيبك الإجابة الحق بإذن الله عز وجل، ناهيك عن الميزات التي أكرمه الله بها ومنها فطرته السليمة وحكمته وفروسيته وأخلاقه وبصيرته، كذلك تفسير القرآن الكريم التي لا تحصى علومه فللمسلم أن يستفسر عن أي مسألة بين دفتي المصحف ويجيبه الرسول بإذن الله؛ عن الخلق ومنه السماوات والأرض وما بينهما، عن التاريخ، عن المسائل الفقهية، عن المستقبل وما يحمل من غيب أطلعه الله عليه، هل يُستَبدل كل هذا بمن أدانهم الله بتهمة التحريف وتبديل الكلم عن مواضعه وأذية الأنبياء ؟ أيعقل هذا ؟
ثم ما كان رد النبي عليه الصلاة والسلام على ما جاء في التوراة والإنجيل ؟ ألم يصحح المفاهيم المحرفة ؟ ألم يناظر أهل الكتاب ويقيم عليهم الحجة ؟ ألم يفضح تحريفهم لتاريخ الأنبياء ؟ ألم يفضح تحريفهم لجغرافية المقدسات ؟ لا نكاد نجد جوابا عن هذه التساؤلات في مرويات السيرة.
|
هذا كلام يحتاج لوقفة؛ نعم النبي صلى الله عليه وسلم رسول رب العالمين وعلام الغيوب، الذي أحاط بكل شيء علما، لكن هل أطلع الله تعالى نبيه على كل الغيبيات؟
لو بالفعل أطلعه على كل شيء لما قال تعالى (وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ) [الأعراف: 188]
إذن هناك غيب أطلعه ربه عليه، وهناك غيب تركه لاجتهاده حتى يصل إليه بنفسه، ومن ذلك أخبار العدو، فكان يرسل العيون ليتعسووا له أخبار الأعداء.
الكتاب والسنة ليس وظيفتهما ذكر كل كبيرة وصغيرة عند أهل الكتاب، إنما يتناول كثيرا من المسائل العقائدية الرئيسة، (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ۚ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ) [المائدة: 15]. وهذه الجنيزا تحتوي على مخطوطات وأسرار اليهود والتي تذكر تفاصيل أكثر مما في الكتاب والسنة مجتمعين.
والحقيقة أن دور الجنيزا هو إخفاء الوثائق والحقائق تحت ستار ديني بادعاء حرمة اسم الرب، ولكن الحقيقة أنهم كانوا يخفون فيها كثيرا من الكتاب والشاهد قوله تعالى: (قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَىٰ نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ ۖ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا ۖ ) [الأنعام: 91]
واللفظ القرآني هنا واضح وصريح لا يقبل تأويل، فيخاطب الله تعالى أهل الكتاب مرتين على أنهم (تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ) (تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا) فهم لا يعدمون القراطيس، فلا يحرقونها [فالدخان نتيجة الحرق سيفضح أمرهم خاصة أن لفائفهم من كانت من الرق أي الجلد]، وإنما يخفونها، أي يحتفظون بها في مكان سري فلا يطلع عليها أحد [تحت رهبة التقديس والتحريم]، والمكان الذي يخفون فيه قراطيسهم ولفائفهم هو الجنيزا، تناول القرآن الكريم ذكرها منذ أربعة عشر قرنا، فكيف لم يعرف النبي صلى الله عليه وسلم بوجود الجنيزا؟ وكيف لم يستخدج منها ما كانوا يخفون من الكتاب ليكون شاهدا عليهم؟
فهل يستقيم أن يسمح لهم بإخراجها معهم دون أن يراجعها؟ وكيف يتمكنوا من إخراج هذا الكم الهائل من المخطوطات تحت سمع وبصر المسلمين دون أن يراهم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه؟
ناهيك عن جنيزا يهود الطائف والبحرين واليمن كأكبر تجمعات يهودية في جزيرة العرب، فهل تركها الصحابة من بعده فلم يمسوها، أم خدعهم اليهود وتخلصوا منها؟
أما اليوم فهناك جنيزا يهود المغرب العربي، وأورشليم، ودمشق، والعراق كلها تعتبر خزآئن أسرار اليهود.
|