01-26-2019, 11:24 PM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,813
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
ما هي حقيقة الأحلام اليهودية في خيبر ؟
- مجموعات يهودية متدينة تتحدث عن "خيبر لليهود" وإسرائيل تنتظر الفرصة المناسبة
- مراكز أبحاث إسرائيلية تنشط الآن في إعداد خرائط لبساتين اليهود في خيبر والتشكيلات القبلية اليهودية في صدر الإسلام
غزة – دنيا الوطن
منذ أوائل عقد السبعينيات أنشأت وزارة العدل الإسرائيلية قسما خاصا لمتابعة وحصر الممتلكات اليهودية في الدول العربية التي هاجروا منها ، وقد تزايد الاهتمام الرسمي الإسرائيلي بنشاط هذا القسم مع كل تقدم في المسيرة السلمية العربية – الإسرائيلية .
ومع بدء مفاوضات الحل النهائي للقضية الفلسطينية طرحت الحكومة الإسرائيلية موضوع تعويض المهاجرين اليهود من الدول العربية بمقابل تعويض اللاجئين الفلسطينيين ، واتضح أن المطلب الإسرائيلي ذريعة لابتزاز دول العالم للحصول على أموال تدعي إسرائيل أنها تخص ممتلكات لليهود في الدول العربية . وفي إحدى الندوات الإعلامية الفلسطينية الإسرائيلية حول موضوع تعويض اللاجئين الفلسطينيين والمهاجرين اليهود من الدول العربية قال الدكتور "غاي" من جامعة هرتسليا لنظيره الفلسطيني :"لماذا يعترض الفلسطينيون على تعويض المهاجرين اليهود ، هنالك أموال ستأتي من دول العالم لنا ولكم هل نرفضها ؟! ".
أقوال الدكتور "غاي" توضح أن المسألة بالنسبة لإسرائيل لا تتعلق بحقوق مهاجرين يهود وإنما بعملية "ابتزاز" لدول العالم ، للحصول على أموال تحت عناوين متعددة منها تعويض المهاجرين اليهود .
وفي هذا الإطار ، عادت مجموعات يهودية متدينة للادعاء حول "ممتلكات يهودية" منذ ألف وخمسمائة عام في المملكة العربية السعودية وهي خيبر وقينقاع وبني النضير ، ورغم أن ادعاءات المجموعات اليهودية لا تتبناها رسميا الحكومة الإسرائيلية ولكنها في الوقت نفسه تستغلها لنفس أغراض التعويض ..
وقال الشيخ عبد الله نمر درويش زعيم الحركة الإسلامية في إسرائيل
لدنيا الوطن:"غالبية اليهود في لإسرائيل من "الاشكيناز" ، وهم لا يقيمون وزنا لليهود القادمون من الدول العربية ، ويتعاملون مع اليهود العرب" بنظرة فوقية . ولا يوجد حديث في إسرائيل عن طلب العودة لخيبر وقينقاع مثلا ، رغم وجودها ضمن تاريخهم ، فهم يتحدثون عن السموأل كشاعر عربي يهودي ، ويعتبرونه من علية الشعراء العرب وإن كان يهوديا . وبالتالي فإن "خيبر" إحدى المحطات في تاريخ اليهود ، يدرسونها ولا يتحدثون عنها ، وإنما هنالك بعض المدارس الدينية اليهودية في إسرائيل ، تتحدث عنها كأملاك يهودية في المملكة العربية السعودية ، ويستغل ساسة إسرائيل هذه الادعاءات في مفاوضات الحل النهائي للمقايضة للحصول على أموال التعويض .
فغالبية اليهود هاجروا من اليمن ، وقاموا باستئجار مناطقهم في المملكة العربية السعودية أو "الجزيرة العربية" من الأنصار ..
وأضاف الشيخ عبد الله نمر درويش :" إن من يتحدث عن أملاك اليهود في السعودية هي مدرسة دينية تتبع حركة "شاس" ، حتى إن حركة "شاس" في مجملها لا تتبنى مثل هذه الادعاءات ، ولكن جزء من "شاس" يطرح ذلك ، ولا يطرحون مبدأ العودة إلى "خيبر" ، وأعتقد أن يطرح في تلك المدرسة الدينية اليهودية ، هو فكرة مسيسة بدت أكثر وضوحا مع تزايد الحديث عن حق العودة والمفاوضات وتعويض اللاجئين ، ولكن الحقائق التاريخية تقول أيضا أنها ممتلكات مزعومة في الدول العربية " .
وقال د. محمود الزهار عضو قيادة حركة "حماس" لدنيا الوطن :" إن اليهود لا يتحدثون عن "خبير" إلا في الخفاء بإطار عملية التعبئة والتحريض الداخلي لديهم ، ولو لا خطنا الخريطة المرسومة على عملة معدنية إسرائيلية " لأرض إسرائيل" نلاحظ أنها تشمل أجزاء من السعودية وأجزاء من العراق وسيناء وأجزاء من مصر إضافة لفلسطيني والأردن وسوريا ولبنان . وهذه الخريطة تعبر عن الأحلام اليهودية ، وتشير ضمنا لخبير وقينقاع وبني النضير . وهذا النمط من أساليب التربية اليهودية والشحن الداخلي في أوساط اليهود المتدينين ولا يعتمدها الطرف العلماني في إسرائيل إلا عندما تحتاجها .
وعندما زار بيغن مصر بعد اتفاقية "كامب ديفيد" رفض إقامة السفارة الإسرائيلية شرق نهر النيل ، وطلب من سفارته البحث عن مكان غرب نهر النيل ، لأنهم يعتبرون منطقة "شرق نهر النيل منطقة ضمن أرض إسرائيل" ، والعلم الإسرائيلي عليه خطان أزرقان يمثلان نهري النيل والفرات ، وعندما زار "بيغن" مصر أيضا تحدث عن أن أجداده بنو الأهرامات ، وهذه كلها أساطير يهودية لا تستند إلى أي دليل تاريخي .
وحتى أن "هرتسيل" مؤسس الحركة الصهيونية كان علمانيا ولم يكن متدينا ، وأصبح متدينا في المؤتمر الصهيوني عام 1920 ، وعندما عرضت على اليهود "أوغندا" وافق هرتسيل على ذلك ، ولما وجد غالبية اليهود من المتدينين رفضوا ذلك ، ركب الموجه ، وهذا يحصل لغاية الآن في اللعبة السياسية في إسرائيل بين العلمانيين والمتدينين .
لذلك فإن اليهود يطرحون "خيبر" في الخفاء ، ولا يعلنون ذلك خوفا من المملكة العربية السعودية والعالم الإسلامي بأن يظهر اليهود وكأنهم يطمعون في مكة المكرمة والمدينة ، ولهذا وبسبب هذه الحسابات وحتى لا تستفز السعودية ومعها العالم الإسلامي ، لا يعلنون ذلك ، ولكن في الخفاء وفي مدارسهم الدينية يتحدثون عنها كأملاك يهودية في خبير وغيرها ".
وقال جرار القدوة ، رئيس هيئة الرقابة الفلسطينية وأحد المهتمين بالشؤون الإسرائيلية لدنيا الوطن :" لقد كان يهود خيبر وقينقاع وبني النضير عربا في ذلك الزمان ، واندمجوا لاحقا في المجتمعات العربية بعد أن أسلم جزء كبير منهم ، ولم نسمع عن أقوال علنية يهودية بالعودة إلى "خيبر" ، باستثناء ما يقوله اليهود في إسرائيل بالخفاء . وعند دخول موشي ديان وزير الدفاع الإسرائيلي للقدس في حرب حزيران 1967 قال :" لقد انتقمنا ليهود خيبر ونحن في الطريق إليها " ، وكانت صحفية "عكاظ" السعودية قد نقلت أقوال ديان آنذاك في مقال لمحمد حسين زيدان".
وقال د. عصام سيسالم خبير الآثار الفلسطيني لدنيا الوطن :" في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم انتهى عهد اليهود في الجزيرة العربية ، فهاجر من بقي منهم حيا إلى "أذرعات" جنوب سوريا ، ولم يبق لهم سوى أثر قبلي ، فقد امتصهم الإسلام في نهاية المطاف ، ومعظهم دخلوا في الدين الإسلامي ، ومواقعهم اندثرت منذ ذلك العهد وفي عهد عمر بن الخطاب "رضي الله عنه " أيضا ، ولكن يوجد الآن بعض الرواسب في فكر حركات يهودية في إسرائيل مثل "شاس" و"المفدال" الذين يتطلعون لخيبر ، ولكن إسرائيل إلا إذا خضعت المنطقة بشكل كامل لإسرائيل وهذا لن يحصل بإذن الله ".
خرائط لبساتين خيبر :
الأطماع الإسرائيلية في خيبر بحجة وجود ممتلكات يهودية في الجاهلية وصدر الإسلام ، لا يتحدث عنها السياسيون الإسرائيليون علنا ، ولكنها تحتل اهتماما بارزا وواضحا في مراكز أبحاث إسرائيلية متخصصة مثل :"ديان" و "جافي" و "شلواح" .
ومراكز الأبحاث الإسرائيلية تعد الآن خرائط لبساتين اليهود في المدينة المنورة وخيبر والتشكيلات القبلية اليهودية التي وجدت مع بادية ظهور الدعوة الإسلامية .
وهذا الاهتمام الإسرائيلي يعكس المطالبة اليهودية المستقبلية بـ "الحقوق اليهودية في الجزيرة العربية " بمقابل حقوق اللاجئين الفلسطينيين .
وتشير هذه التوجهات الإسرائيلية إلى أن الصراع لن ينته مع الدول العربية في ظل مطالب خيالية يهودية ، اندثرت منذ 1400عام .
من جهة أخرى ، يطرح السؤال الكبير حول المطالبة اليهودية المستقبلية في حقوق مزعومة ، هل ستأخذ أيضا بعدا آخر بمطالبة " بحق عودة لأماكن يهودية تاريخية" في المملكة العربية السعودية واليمن ودول الخليج العربي .
الجانب الرسمي الإسرائيلي يرفض حتى الآن الحديث عن هذه القضية بشكل واضح ، ولكن الحركة النشطة في مراكز الأبحاث الإسرائيلية المتخصصة تعكس توجهات قادمة ، لم يحن الوقت بعد للجانب الرسمي الإسرائيلي تبنيها .
المصدر:
https://www.alwatanvoice.com/arabic/...2/13/1604.html
|