الكاتب: بهاء الدين شلبي.
عادة ما ينتاب الإنسان حالة من الكسل، والضعف، فيعجز عن اكمال أعماله اليومية، واستئناف نشاطاته المعتادة، وفي هذه الحالة ندعو بالدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ مِنَ الهمِّ والحَزَنِ ، والعَجزِ والكسَلِ ، والجُبنِ والبُخلِ ، وضَلَعِ الدَّينِ ، وغَلبةِ الرِّجالِ)، وفي كثير من الأحيان؛ رغم هذا الدعاء إلا أنه يستمر الإحساس بالكسل. في مثل هذه الحالة يجب أن ندرك وجود موانع لإجابة الدعاء، فمنها أسباب ترجع إلى الإجهاد، وقلة الراحة والنوم، أو نقص الغذاء، أو وجود إصابة بمرض عضوي. فإن انتفت تلك الموانع نلجأ للرقية، ففي مثل هذه الحالة قد يكون الإنسان مصاب بمرض روحي، فإما أن الأسحار والشياطين متسلطة عليه، فيكون مسحورا، وإلا فقد يكون مصاب بالعين وهي من السحر، وهذه لها علاج خاص بها وهو الغسل من العين، والحجامة وغير ذلك.
وفي حالة الكسل الناتج عن الإصابة بالسحر، أو نتيجة لتسلط الشياطين على الإنسان بسحرهم، فنحن بحاجة لعلاج السحر وإبطاله، وطرد الشياطين، وصرفهم عنا، وبهذه الطريقة تنتفي موانع إجابة الدعاء. فنرقي أنفسنا بالرقية التالية:
(لا إله إلا أنت، سبحانك، إني كنت من الظالمين، بسم الله، الله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله)
ولأن السحر مبني على قاعدة من الشرك؛ فإن كلمة التوحيد ضد الشرك، وبالتالي يبطل بإذن الله تعالى السحر، لذلك نبدأ الرقية بالتوحيد (لا إله إلا الله). وللتخلص من الذنوب التي تمنع الإجابة نردد دعاء يونس عليه السلام (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ)[الأنبياء: 87، 88]
ولأن كل سحر عليه شيطان من الجن مكلف به، وللتخلص منه بعد إبطال السحر يجب أولا إضعافه، فإذا قلنا (بسم الله) خنس وصغر، كما في الحديث عن رجل من الصحابة قال: كنتُ رديفَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم فعثرت دابةٌ، فقلتُ: تَعِسَ الشيطانُ. فقال: (لا تقل تَعِسَ الشيطانُ؛ فإنك إذا قلتَ ذلك تعاظمَ حتى يكونَ مثلَ البيتِ ، ويقولُ: بقوتي، ولكن قل: بسمِ اللهِ؛ فإنك إذا قلتَ ذلك ، تصاغرَ حتى يكونَ مثلَ الذبابِ).
وبعد إضعاف الشيطان بالبسملة، يجب صرفه وإبعاده عن الإنسان حتى لا يكرر الشيطان سحره. وهنا نطرده بالتكبير فنقول: (الله أكبر)، لأن الشيطان يفر من سماع الآذان، وأوله وآخره التكبير، فيكفي أن نردد التكبير لطرده، لقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا نوديَ بالأذانِ أدبرَ الشَّيطانُ . لهُ ضراطٌ حتَّى لا يسمعَ الأذانَ . فإذا قضيَ الأذانُ أقبلَ. فإذا ثوِّبَ بها أدبرَ …).
فعند بطلان الأسحار، وطرد الشيطان، انتفت موانع إجابة الدعاء، فتتحقق الإجابة بإذن الله تعالى، وهنا نطلب من الله عز وجل الحول والقوة، فنقول: (لا حول ولا قوة إلا بالله)، وبهذا نؤكد على التوحيد واللجوء الخالص لله عر وجل.
وهذه الرقية جربناها، وجربها غير واحد، فوجدوا لها تأثير فوري بفضل الله تبارك وتعالى، خاصة أثناء أداء التمارين الرياضية، مما أغناهم عن تناول المكملات والمنشطات، وما هو إلا أن يردد الدعاء قبل كل تمرين حتى يجد طاقته تجددت بحول الله عز وجل وقوته. وهذا الكلام مشروط بانتفاء الموانع الطبية، أو الإصابة بالعين، أو وجود موانع سحرية أخرى من أسحار ربط، وأسحار مركبة وغير ذلك.