02-11-2019, 08:15 PM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,813
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
يقول محمد طاهر الكردي: "(واعلم) بأنه لو اعتدى سفيه أو مخبول على الحجر الأسود الكريم، فضربه بشيء حتى انكسر منه بعضه، فإنهم يحافظون على تلك الأجزاء والفتات تمام المحافظة، بأن يعجنوه بمواد من الشمع الأحمر والعطر وبعض الأجزاء فيضعونه في محله أيضا، فما كان منه متفتتا أو قطعا صغيرة كالنواة مثلا يعجن ولا يظهر منه شيء ثم يلصق بمجل الحجر الأسود فيرجع إليه، وما كان منه قطعا كبيرة كالليمونة مثلا فيعجن ويوضع في محله أيضا لكنهم يبرزون منه جزءا ليكون ظاهرا للناس ليقبلونه، فهذا هو سبب ظهور بعض القطع من الحجر الأسود، مع العلم بأن جرم الحجر كله داخل باطن ركن الكعبة المعظمة، ولذلك بختلف ظهور أجزاءالحجر الأسود المتكسرة في بعض الأزمنة".[1]
وبكل أسف لم يدلل الكاتب على بقاء الحجر كله داخل باطن ركن الكعبة كما يزعم، فهذا مجرد ادعاء من عنده، فهو كلام بلا أدنى توثيق. لو صح كلامه لأظهروا الجزء المخفي من الحجر، وألصقوا به الفصوص المتبقية منه.
ولو كان الحجر الموجود حاليا مقدسا، أو أنزل من الجنة كما يقال، لما تأثر بالاعتداءات عليه، فالمفترض أن يكون سرمدي، غير قابل للكسر، أو التؤثر بالعوامل الطبيعية، لأن طبيعته كمقدس تختلف عن طبيعة المادة البشرية التي إلى زوال، فهو يتناقص يوما بعد يوم. مما دل على أنه مزيف، ولا قدسية له. فكيف سيعود به جبريل عليه السلام من حيث أتى به، وهو مهشم وناقص؟! هذا إن بقي من الحجر شيئا بعد أن يلقي به ذو السويقتين في البحر. ثم كيف يلقي بالحجر في البحر إن كان قابلا للتحطيم والتفتيت؟ فربما يفتته ثم يرمي فتاته في البحر. فهل سيرجع جبريل عليه السلام بالفتات أم بالحجر؟
________________
[1] الكردي؛ محمد طاهر/ (التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم)/ 1420هـ - 2000م/ مكتبة النهضة الحديثة - مكة المكرمة. [صفحة: 3/ 288].
|