الموضوع: الحجر الأسود
عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 02-16-2019, 07:35 PM
بهاء الدين شلبي بهاء الدين شلبي غير متواجد حالياً
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,813
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي

قصدت مما نشرته في ردي السابق الربط بين بناء الكعبة، وبين ما نسج حول بناءها من أكاذيب مكشوفة، وبين تصديق المحدثين لهذا الكذب وكأن عقولهم مغيبة (طبعا ليست عقولهم مغيبة ولكنهم تعمدوا بإصرار على تصحيح هذا الكذب لأهواء في أنفسهم، فهم ليسوا مغيبي العقول)، لذلك يجب أن نلفظ الشرك والوثنية في التاريخ المنسوب كذبا إلى النبوة لتسويغ تمرير الوثنية إلى ديننا ونحن عنها غافلون.

ولست أقصد بشكل مباشر مناقشة ما نسبوه للنبي صلي الله عليه وسلم، فهذا له موضوع مستقل ليس هذا مكانه، ولكن للقياس عليه، والتدليل على أن من تجرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فينسب إليه الكذب ما ينتقص من أخلاقه وفطرته، لا يستعبد عليه أن ينسب الوثنية والكذب للدين.

فلا أنكر الحديث على وجه الإجمال والتفصيل، وإنما أنكر فقط ما فيه طعن في حياء النبي صلى الله عليه وسلم، فلا مانع أن يكون قد كشف طرف من عورته وهو لا يدري، أو كشف جزء من عورته وهو لا يعلم أنه من العورة، لغياب التشريع آنذاك، كأن ظهر جزء من عورته دون قصد منه، أو لجهل منه بحدود العورة من السرة إلى الركبة، فنزل الوحي معلما له بحدود العورة، وذلك قبل أن يبعث نبياً.

فهذه النصوص فيها إشارة إلى أنه كان يوحى إليه قبل بعثته، مناما، ويقظة، فيسمع الوحي أو يرى أنوارا، وإلى غير ذلك من إرهاصات النبوة. أي أنه صلى الله عليه وسلم كان على التوحيد قبل بعثته، وأنه كان يجادل الكفار والمشركين وأهل الكتاب بما ألهمه ربه عز وجل، وهذا يلزم منه أن كان هناك أنصار مصدقين به قبل بعثته، وهذا يقودنا إلى أن صاحبه الذي كان معه في الغار هدا كان قبل البعثة وليس بعدها، فلما أوحى إليه أورد الله عز وجل القصة للعبرة والعظة. وهذا له مبحثه الخاص.

لكن من الواضح أنه تم إقحام ما ليس من النص للطعن في عفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولبيان أنه شارك في إعمار الكعبة لإثبات أنها من الدين، ولصرف الناس عن المعنى الحقيقي للكعبة.

من جملة ما سبق وذكرته نستطيع القول بأن الدابة عليها السلام ستكون لها إرهاصات وسماع قبل إخراجها، وأنها ستحدث الناس بما علمت فيكذبونها، إلا قليلا وهم أنصارها، فإذا خرجت فمن صدقها فهم من أتباعها، وليسوا من أنصارها، إنما أنصارها من صدقوها حين كذبها الناس قبل خروجها بالآيات. وأحسبهم من (الصديقين) والله أعلم.



رد مع اقتباس