أسكن الله تعالى آدم و زوجه عليهما السلام الجنة كما جاء في قوله تعالى : (..وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ..)[البقرة: ٣٥]، و حذرهم من الأكل من الشجرة و من عداوة الشيطان لهم (..أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ)[الأعراف:٢٢]، فالنهي هنا جاء عن شجرة في الجنة محل تواجدهما و سكنهم، و كذلك التحذير من عداوة الشيطان لهم جاءت لإمكانية إلتقاءهم به في الجنة و إلا ما الفائدة من التحذير من عدو لن يلتقوا به، والآيات تفصل في وقوع التواصل بينهم.
قال الله تعالى : ( قُلْ أَذَٰلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا) [الفرقان: ١٥]
أما الجنة التي حرمت على بعض الخلق، فهي بالدار الآخرة وجزاء لمن تفضل الله عليهم بهذه النعمة رحمة منه.و أكيد الشيطان ليس منهم، فهي محرمة عليه و على من ولاه، و قد وصفها الرسول صلى الله عليه و سلم بقوله: [إنَّ في الجنةِ ما لا عيْنٌ رأَتْ ، و لا أُذُنٌ سمِعَتْ ، و لا خَطَرَ على قلْبِ أحَدٍ] [1]، آدم عليه السلام و زوجه رأوا جنتهم وأكلوا و شربوا منها، و هذا يفيد أن الجنة مكان الأحداث التي هي موضوع البحث قد لا تعدوا أن تكون بستان من بساتين الأرض.
و الله أعلم.
__________________
[1] الراوي : سهل بن سعد الساعدي | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 2127 | خلاصة حكم المحدث : صحيح