- جاء في كتاب السيرة الحلبية التي جمعها علي بن برهان الدين الحلبي من كتاب عيون الأثر لابن سيد الناس وغيره واختصر الأسانيد، وكثيرا ما ينسب النقول إلى قائليها وكتبهم والأحاديث إلى مخرجيها.
- ولا يخفى أن السير تجمع الصحيح والسقيم والضعيف ومن ثم قال الزين العراقي: وليعلم الطالب أن السيرا تجمع ما صح وما قد أنكرا .
[باب ذكر أولاده
ولد له من خديجة رضي الله تعالى عنها قبل البعثة: القاسم، وهو أول أولاده، وبه كان يكنى، قيل عاش سنتين، وقيل سنة ونصفا، وقيل حتى مشى، وقيل بلغ ركوب الدابة، وقيل عاش سبع ليال. وهو أول من مات من ولده قبل البعثة، ثم ولدت قبل البعثة أيضا زينب، ثم رقية، ثم فاطمة، ثم أم كلثوم رضي الله تعالى عنهن.
وقيل أول بناته رقية، ثم فاطمة، ثم أو كلثوم رضي الله تعالى عنهن. وقيل أكبر بناته رقية، ثم زينب، ثم أم كلثوم ثم فاطمة. وقيل أول بناته زينب، ثم رقية، ثم أم كلثوم، ثم فاطمة. وبعض الناس ذكر رقية بعد فاطمة وبعد البعثة ولد له عبد الله، ويسمى الطيب الطاهر. وقيل الطيب والطاهرغير عبد الله المذكور ولدا في بطن واحدة قبل البعثة.
أي وقيل اللذان ولدا في بطن واحدة قبل البعثة الطاهر والمطهر. وقيل ولد له أيضا قبل البعثة في بطن واحد الطيب والمطيب.
وقيل ولد له قبل البعثة عبد مناف، مات هؤلاء قبل البعثة وهم يرضعون، أما عبد الله الذي ولد له بعد بعثته فكان آخر الأولاد من خديجة رضي الله تعالى عنها.
[....]
وعند موت عبد الله هذا قال العاص بن وائل والد عمرو بن العاص. وقيل أبو لهب قد انقطع ولده: أي لا ولد له ذكر لأن ما عدا الذكر عند العرب لا يذكر فهو أبتر، فأنزل الله تعالى: (إن شانئك هو الأبتر)
[.....].
وفي المواهب أن العاص بن وائل اجتمع هو ورسول الله ﷺ في باب من أبواب المسجد فتحدثا وصناديد قريش جلوس في المسجد، فلما دخل العاص المسجد قالوا له: من ذا الذي كنت تتحدث معه؟ قال: ذاك الأبتر، يعني النبي، وقد كان توفي أولاده من خديجة رضي الله تعالى عنها أي الذكور، فرد الله سبحانه وتعالى عليه وتولى جوابه بقوله: (إن شانئك هو الأبتر) أي عدوك ومبغضك هو الذليل الحقير: أي باغضك هو الأبتر: أي المقطوع عن كل خير، أو المقطوع رحمه بينه وبين ولده، لأن الإسلام حجزهم عنه فلا توارث بينهم. فلا يقال العاص وأبو لهب لهما أولاد ذكور؟ فالأول له عمرو وهشام رضي الله تعالى عنهما. والثاني له عتبة ومعتب رضي الله تعالى عنهما.
[....]
وفي سنة ثمان من الهجرة، أي من ذي الحجة ولدت له مارية القبطية رضي الله تعالى عنها ـ وكان معجبا بها، لأنها كانت بيضاء جميلة ـ ولده إبراهيم. وعق عنه بكبشين يوم سابعه، وحلق رأسه، وتصدق بزنة شعره فضة على المساكين، وأمر بشعره فدفن في الأرض، أي وغارت نساؤه ورضي عنهن من ذلك ولا كعائشة رضي الله تعالى عنها حتى إنه قال لها: انظري إلى شبهه، فقالت: ما أرى شيئا فقال. ألا تري إلى بياضه ولحمه، وكانت قابلتها سلمى مولاة رسول، أي وكانت قبل ذلك مولاة عمته صفية رضي الله تعالى عنها وهبتها له، وسلمى زوجة أبي رافع رضي الله تعالى عنه مولى رسول الله، وكان لعمه العباس رضي الله تعالى عنه قبل ذلك، وهبه له واسمه إبراهيم وكان قبطيا. وقيل غير ذلك، أعتقه لما أخبره بإسلام العباس، وزوّجه مولاته سلمى المذكورة. وقيل كان مولى لسعيد بن العاص، فورثه بنوه ثمانية فأعتقوه كلهم إلا ولده خالد فإنه لم يعتق نصبيه منه، فكلمه أن يعتق نصيبه أو يبيعه أو يهبه منه، فوهبه منه فأعتقه، قيل بعد أن سأله أبو رافع في ذلك، وبقي عقبة من أشراف المدينة.
وكان ولده عبد الله كاتبا وخازنا لعلي كرم الله وجهه أيام خلافته، فخرجت إلى زوجها أبي رافع فأخبرته أن مارية قد ولدت غلاما، فجاء أبو رافع إلى رسوله الله فبشره، فوهب له عبدا.
[...]
انتهى
يقول الله تعالى :
(إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ﴿١﴾ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴿٢﴾ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ﴿٣﴾)
أبترُ: (اسم) مَن لا عَقِبَ له مِن الأولا، و هو الرجل الذي لا ولد له
ذكر [لأن ما عدا الذكر عند العرب لا يذكر فهو أبتر]
، حسب ظاهرالنص فإن الله ينفي عن النبي صلى الله عليه و سلم أن يكون أبتر. هل أخفت كتب السير و الأخبار عنا بعض من نسل و ذرية محمد بن عبد الله صلى الله عليه و سلم!!؟؟