05-26-2019, 03:17 PM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: 19-07-2017
الدولة: ارض الله
المشاركات: 554
معدل تقييم المستوى: 8
|
|
بالرجوع للأيات التي ذكرفيها اللفظين يلاحظ اقتران الكهف بكلمة أوى في قوله تعالى: (إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ..) [الكهف: ١٠] والمأوة هي الأرض المنخفضة[1] صالحة لأن يأوي إليها الإنسان و بدون تدخل بشري أي أنها مهيأة طبيعيا، أما إن تدخل الإنسان في التهيأة سميت بيوت لقوله تعالى: (وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ) [الحجر: ٨٢].
و الغار يشترك مع الكهف في كونهما انخفاض في الأرض، إلا أن انحداره أكثر حدة وضيق. يقول الله تعالى: (..أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا..) [الكهف: ٤١] و ذلك لما ذهب الماء في الأرض وسفل[2] و قد يحتمل اللفظ معنى الإخفاء حيث اقترن في القرآن بلجوء الإنسان للغار للتحصن من العدو لخفائه عن العدو كقوله تعالى: (..لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلًا لَّوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ..) [التوبة: ٥٧]. و قوله تعالى: (...إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّـهَ مَعَنَا..) [التوبة: ٤٠].
و هذا المعنى يعزز معنى عشوائيته ووعورة النفاذ فيه عكس اتساع الكهف و انبساطه، و كلاهما ملجئ ظرفي لإنسان.
و الله أعلم.
________
[1]القاموس المحيط: [ مَأْوَةُ : أرضٌ مُنْخَفِضَةٌ ، ج : مَأْوٌ]
[2]تاج العروس :[غارَ الماءُ في الأرض : ذهب فيها وسفَل]
|