مع بداية الدولة المملوكية اختصت مصر بإرسال كسوة الكعبة فأرسلها السلطان (الظاهر بيبرس) و ذلك في القرن السابع الهجري، حيث كانت أول كسوة مصرية للكعبة 661 هـ، 1262 مـ و ظلت تكسى من مصر طوال العصر المملوكي الا في بعض السنوات، وقد سار السلاطين العثمانيين على نفس النهج المملوكي و اهتم (السلطان سليم الأول) أثناء إقامته بمصر بإعداد كسوة مقام أبراهيم الخليل عليه السلام و قد بالغ في زركتشها للغاية و في سنة 934هـ 1540م أضاف السلطان سليمان وقفه الضخم على كسوة الكعبة و الحجرة النبوية الشريفة كل خمس عشرة سنة مرة واحدة.
و بعد عصر (السلطان القانوني) كان كل سلطان يتولى عرش الدولة العثمانية يقوم بإهداء كسوة جديدة للكعبة المشرفة، ظلت كسوة الكعبة ترسل بانتظام من مصر بصورة سنوية يحملها [أمير الحاج][1] معه في قافلة الحاج المصري.
وقد تميز العهد العثماني بالتنظيم المحكم لقافلة الحاج و يظهر ذلك بكثرة الموظفيين الذين يسهرون على وصول القافلة في أحسن الظروف.
لم يقتصر العثمانيين على كسوة الكعبة فقد تندهش لكثرة الكساوى التي تبعث للحجاز فقد كانت هناك كساوى لبعض الأضرحة و كساوى للمحاريب [محراب التهجد، محراب بن عباس..] زيادة عن كسوة الكعبة الداخلية
كيس مفتاح الكعبة
كسوة مقام إبراهيم
كسوة حجر إسماعيل
كسوة الحجرة النبوية الشريفة...
حتى المحمل [2]كانت له كساوى خاصة من الحرير النفيس المطرز بالذهب لما يمثل من صورة رمزية لكل ما يرسل إلى الحرمين الشريفين.. و هذه الكسوة المزركشة تلبس له في المواكب الرسمية و يظهر لي لم يهتم أحد كما اهتم العثمانيين بكساوى الأماكن المقدسة بالحجاز!!!
_____________
[1]أمير الحاج: كان تعيينه بموجب أمر من السلطان العثماني ووظيفته الإشراف و حراسة الحجاج في نزولهم و حمايتهم في الرحيل و إقامة الصلاة و غيرها من الأمور و يعاونه في ذلك الجند
[2]المحمل :يقصد به الجمل أو الجمال التي تحمل الهيكل الخشبي المخروطي الشكل و بقية الجمال التي تحمل كسوة الكعبة المشرفة
مراجع:
-مخصصات الحرمين الشريفين في مصر إبان العصر العثماني في الفترة من (923- 1220هـ= 1517- 1805م)/محمد علي فهيم بيومي
-المحمل و الحج/أحمد الرشيدي
-قافلة الحج و أهمتها في العهد العثماني/ علي كامل حمزة/جامعة بابل