06-20-2019, 08:25 PM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,834
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رواح
|
أقوام ينتفعون من الدين فيجنون منه منافع دنيوية كالشفاء والصحة والعافية، ولا يقدمون له أي تضحيات، فالعلاج بالقرآن يعطيهم الشفاء، ولكنهم لا يعطون القرآن حقه، فقلوبهم منتنة بالأمراض والعلل، فهؤلاء لا خير في علاجهم، فطالما الدين يحقق لهم منافع فهم مع الدين، لا دفاعا عن الدين، ولكن دفاعا عن مصالحهم من وراء الدين، وإن لم يجنوا من الدين غرضهم تركوه، فهم يريدون الدين للدنيا، ليعجل الله لهم الأجر في الدنيا.
يجب أن نعبد الله تعالى لأنه مستحق وحده للعبادة، والأجر في الآخرة وليس في الدنيا.
كثير من الناس إن لم يكن أغلبهم يعبدون الله عز وجل لكي يكرمهم في الدنيا، ويهبهم المال والبنون، فيستعجلون الأجر في الدنيا، وعلى أمل أن يدخلهم الجنة، ويظنون بذلك أنهم على التوحيد الخالص، وإن لم يعطه الله في الدنيا سخط ،فيترك دينه ويرتد عنه، فيخسر الدنيا والآخرة.
قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ) [الحج: 11].
فهؤلاء يعبدون ويصلون ويذكرون الله تعالى ذكرا شديدا، ولكن كل دعواتهم ربنا آتنا في الدنيا المال والبنون، وغير ذلك من خشاش الدنيا الزائل، وينسون الدعاء بالنجاة يوم القيامة، وبالهداية في الدنيا والثبات على الحق، وصلاح الدين، وصلاح الدنيا بالدين.
قال تعالى: (فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ۗ فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ * وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 200، 201].
وأمثال هؤلاء يظنون أن ما أعطاهم الله في الدنيا دليل محبته لهم، ورضاه عنهم، ولا يدرون أنه ساخط عليهم، فعجل لهم أجر أعمالهم الصالحة في الدنيا.
قال تعالى: (مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا) [الإسراء: 18].
ولا يدرون أن الله عجل لهم الأجر في الدنيا، ولا أجر لهم في الآخرة، رغم أنهم مسلمون يصلون ويصومون ويحجون، فهؤلاء مشركون أشركوا أهواءهم، فأحبط شركهم أعمالهم وعباداتهم.
قال تعالى: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الزمر: 65].
|