06-24-2019, 02:46 AM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,813
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جميل
في ما يخص الكلام عن اهل المغرب انا اتفق معك انهم مليئين بالعيوب هذا لا شك فيه ....لكنك لم تتحدث علي الافاضل واحباب الله في بلاد المغرب ولمست في رسالتك انك جمعت كل اهل المغرب ...هذا هو الشئ الذي اوجعني .....مع تحياتي لك الاخ جلول
|
ليست مهمتي كمعالج لأمراض الأمة أن أمدح صالحيهم، وأمجد فيهم، بينما الأمة تنحر ليل نهار، بل مهمة الطبيب الصادق أن يفحص المريض، ويشخص الداء، ويقدم العلاج. فإن مدحت الصالحين أخذ كل واحد المديح على نفسه، فظن أنه بخير، وهذا سيزيد الداء، لذلك لا مكان عندي للمدح والثناء على أحد، فهذا منهي عنه شرعا.
قَامَ رَجُلٌ يُثْنِي علَى أَمِيرٍ مِنَ الأُمَرَاءِ، فَجَعَلَ المِقْدَادُ يَحْثِي عليه التُّرَابَ، وَقالَ: أَمَرَنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، أَنْ نَحْثِيَ في وُجُوهِ المَدَّاحِينَ التُّرَابَ.
الراوي : عبدالله بن سخبرة الأزدي أبو معمر | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 3002 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
لقد تم تهميش أهل المغرب العربي، وفصلهم عن نسيج العروبة بفعل الاستعمار، أو الاستخراب بمعنى أدق، وهذا تم على مدار عقود، فدبت في قلوبهم أمراض الأمم. فالمغرب تأثرت بالثقافة الفرنسية والأسبانية والبرتغالية، والجزائر بالفرنسية، وتونس بالفرنسية والإيطالية، وليبيا بالإيطالية. وبهذه الطريقة دبت إليهم أمراض تلك الأمم، وهي أمراض شائعة بين عموم المجتمع، بصرف النظر عن صلاحهم، أي ستجد هذه الأمراض لدى الصالحين والطالحين منهم. فالعراق دبت إليهم أمراض الفرس، وبلاد الشام دبت إليهم أمراض الروم، أما مصر فخليط من كل تلك الأمراض، فهم أفسد السعوب وأشدهم مرضا، لأنهم خالطوا كل تلك الأمم على مدار تاريخهم، فدائهم الأكبر (الحسد والأنانية) وقال عنه صلى الله عليه وسلم (دبَّ إليكم داءُ الأُمَمِ: الحسَدُ والبَغضاءُ، هي الحالِقةُ حالِقةُ الدِّينِ لا حالِقةُ الشَّعرِ، والذي نفسي بيَدِه، لا تدخُلوا الجنَّةَ حتى تُؤمِنوا، ولا تؤمِنوا حتى تحابُّوا، أفلا أنبِّئُكم بشيءٍ إذا فعَلْتُموه تحابَبْتُم؟ أفشُوا السَّلامَ بينكم).
الراوي : الزبير بن العوام | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير
الصفحة أو الرقم: 4154 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
لذلك دائما ما أنذر أهل مصر بخراب ودمار قادم سيبيدهم، وقد لاحت النذر في الأفق، ولكن لا أمل في نهضتهم وهم غارقون كالسكارى في أمراضهم، ويظنون أنهم بخير، فالأناني نرجسي بطبعه معجب برأيه، لا يرى نفسه إلا بخير دائما، ولا يرى عيوبه، ولا يقر بها، لذلك سينجي الله الذين اتقوا، فيخرجهم منها، ويهلك الآخرين فيسلط المصريين بعضهم على بعض، فسيحدث في مصر دمار وخراب أسوأ مما حدث في العراق وسورية مجتمعين، هذا وإن طال الزمن، فالأحداث تتسارع كل يوم. وعليه يجب تأمين الجبهة الغربية من الأمة العربية في حال سقوط مصر، لأن مصر تقع في الوسط العربي، بين الغرب العربي، والمشرق العربي، وتأمين الجبهة الشرقية قلب الإسلام والعروبة جزيرة العرب، وهذا الأمان لن يتحقق إلا بأن نعالج أمراض قلوبنا، على المستوى الفردي، والمستوى العام، خاصة بعدما فشلت جميع التيارات الإسلامية في الإصلاح على مدار العقود الماضية، بل بسببها استفحلت أمراض الأمة، واجتمعت عليها الأمم كما نرى اليوم.
فلا مانع أن يكون المرأ صالحا وفي نفس الوقت لديه أمراض دفينة لا يعلمها، فيونس عليه السلام وهو رجل قمة في الصلاح، ظن أن الله تبارك وتعالى لن يقدر عليه، فعاقبه الله عز وجل بأن حبسه في باطن الحوت، حتى يعلم خطأه، وأن الله قادر عليه، قال تعالى: (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) [الأنبياء: 87] ومع حبسه في باطن الحوت لم يعجز عن اللجوء لله تبارك وتعالى، فأخذ بالأسباب وهو الدعاء الصادق القوي المتدفق من قلب نابض بالإيمان فنجاه الله تبارك وتعالى.
ولأننا لن نستغني كعرب ومسلمين عن جزء منا عزيز وهو الجبهة الغربية للأمة، وجب على جيلنا علاج هذه الأمراض، وتحملنا مسؤولية الإصلاح والتقويم ما استطعنا.
|