07-29-2019, 09:54 PM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,834
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
حجر الجُدُد أو الجُدُود Geode في القرآن الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دعوة للحوار والنقاش
حجر الجيود هو عبارة عن حجر دائري أو بيضاوي الشكل مدبب، ذو سطح متعرج شبيه بملمس القرنبيط وقد يكون ملونا، يستخرج من الجبال والوديان من حولها، وهو حجر مجوف من الداخل، فوزنه أخف من حجمه، ذو خطوط مختلف ألوانها، وعادة ما يحتوي حجر الجيود على أنواع مختلفة من الأحجار مثل الجشمت أو الكوراتز أو العقيق أو اليشم وغيرها من الأحجار الكريمة.
بالفرنسية géode من اللاتينية geōdēs حجر ثمين، من اليونانية، مثيل الأرض: gē, earth + -ōdēs
[the free dictionary]
باللاتينية geodes، جوهرة، من اليونانية geōdēs، مثيل الأرض، من gē earth.
[merriam webster]
وعلى ما يبدو أن كلمة [جيود Geode] أصلها عربي، وليست لفظ معرب، خاصة إذا علمنا أن موطن هذه الحجارة في جزيرة العرب حيث أنزل القرآن الكريم، وشبه القارة الهندية، بلاد الشام (حول البحر الميت)، فيتواجد بكثرة وفي أكثر الحرات البركانية.
فكلمة (جُدَدٌ) الواردة في قوله تعالى: (وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ) [فاطر: 27] جذرها الثلاثي [ج . د . د]، فتقرأ (جُدَدٌ)، وفي قراءة (جُدُد)، و(جَدَد).
وكلمة جدد بمعنى الخطوط المختلف ألوانها، كما ورد في لسان العرب: “قال الفراء: الجُدَدُ الخِطَطُ والطُّرُق، تكون في الجبال خِطَطٌ بيض وسود وحمر كالطُّرُق، واحدها جُدَّةٌ؛ وأَنشد قول امرئ القيس: كأَن سَراتَهُ وجُدَّةَ مَتْنِه كنائِنُ يَجْرِي، فَوقَهُنَّ، دَلِيصُ قال: والجُدَّة الخُطَّةُ السوداء في متن الحمار”.
وإن كانت الجبال الرسوبية والبركانة ذات خطوط مختلف ألونها، وهذا من بديع خلق الله تبارك وتعالى وآية من آياته، إلا أن حرف (مِنَ) في قوله (وَمِنَ الْجِبَالِ) يفيد المصدرية، أي يخرج من الجبال حجارة ذات خطوط مختلف ألوانها، ومن يشاهد هذه حجارة من داخلها يجد فيها من بديع الخطوط الملونة ما يفوق الخطوط الجبلية، خاصة وأنها مصدر حلية وزينة ومنافع للناس، فهي أثمن من الصخور الجبلية.
أما كلمة (جيود) في لسان العرب: "الجِيدُ: العنق، ... وقد غلب على عنق المرأَة ... والجمع أَجياد وجُيود؛". قال تعالى: (فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ) [المسد: 5] فالياء عين الكلمة [ج . ي . د] والواو حرف زائد للجمع. فلا علاقة بين المعنى العربي واللفظ اللاتيني رغم التطابق اللفظي بيهما.
لكن يمكن القول بأن [جيود Geode] باللاتينية قلبت فيها الدال ياءاً، فنطقت [جيود] بدلا من [جدود] وهي جمع الجمع من [جُدَدٌ] الواردة في الآية من سورة فاطر. مما يرجح إلى أن أصل الكلمة عربي فصيح، وأن كلمة [جيود] مجرد نطق لاتيني للكلمة العربية [جُدُود] بصيغة جمع الجمع لكثرة ما بها من خطوط، وللتعظيم من قيمتها الجمالية والمادية.
وهذا ما قد يشير إلى أن أصل الكلمة عربي فصيح، وأن كلمة [جيود] نطق لاتيني لكلمة [جدود] بصيغة جمع الجمع من [جُدَدٌ] لكثرة ما بها من خطوط، وللتعظيم من قيمتها. وعلى هذا لا يصح أن نطلق على هذه الحجارة (جيود) لأنه لفظ لاتيني لكلمة عربية، فنقول (جدد) أو (جدود).
في القاموس المحيط: “وأَسْوَدُ غِرْبيبٌ: حالِكٌ. وأمَّا (غَرابيبُ سُودٌ): فالسُّودُ بَدَلٌ، لأَنَّ تَوْكِيدَ الأَلْوانِ لا يَتَقَدَّمُ.”. إ. هـ أي حجارة غرابيب (جمع غِرْبيبٌ)، أي حجارة حالكة السواد، فليس فيها جدد ملونة، لأن السواد غالب عليها فلا تشوبه خطوط إلا نادرا. فقد عددت الآية ذكر الألوان الأبيص والأحمر والأسود؛ لتدل على التنوع في الخلق، وجمعت بين اللونين الأبيض في البداية، الأسود في النهاية؛ لتدل على جمال التضاد في الخلق، فالمحاسن تبان بأضدادها، وبينهما ألوان جميلة، ذكر الأحمر منها للفته الأنظار أكثر من غيره من الألوان.
السَّبَج (بالإنجليزية: Obsidian) (الأوبسيديان في النقل الحرفية) حجر من الأحجار الكريمة. وهو حجر بركاني يأتي من حجارة الحمم السوداء غني بحمض السيليسيك، عديم الشكل أي غير متبلر، ويفتقد لأي بنية ذرية داخلية منتظمة أو شكل خارجي منتظم. يوجد بالطبيعة على حجر خام سطحه غير متساو أو على هيئة شقوق ذات شكل محاري ويحتوي على السيليكون. يحتوي أحيانا على شوائب تمنحه لمعانا معدنيا وألوان قوس قزح. كما تظهر في داخله أحيانا أخرى بقع صغيرة تشبه ندف الثلج لذا سمي هذا الشكل من الحجر بـ ((الأوبسيديان الثلجي المظهر)). من أسمائه : السبج – الشبه (تسمية فارسية) – الزجاج البركاني – الحجر البركاني الأسود – الحجر الزجاجي الأسود – حجر الأباش.
وهو من الحجارة المنتشرة في جزيرة العرب حيث أنزل القرآن الكريم، فموطنه شبه القارة الهندية – بلاد الشام (حول البحر الميت) – شبه الجزيرة العربية يتواجد بكثرة وفي أكثر الحرات البركانية.
استخدم العرب القدماء مسحوق حجر السبج بعد حرقه وغسله وذلك للاكتحال بهذا المسحوق لإزالة الغشاوة عن العين ولزيادة درجة حدة البصر. ويستعمل الآن هذا الحجر في صناعة المرايا والأواني والخرز والخواتم والحلي والمجوهرات والأقنعة والأسلحة كما تصنع منه السكاكين والخناجر ورؤوس الرماح والشفرات الحادة من الأجزاء القاطعة لهذا الحجر. وتعد الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك وغواتيمالا والإكوادور وروسيا أهم مصادر المجوهرات المصنوعة من حجر السبج. والسبج، وهو زجاجٌ بركاني ينشأ بشكل طبيعي، مادةٌ ملساء وقاسية تصبح عندما تنكسر أشد حدةً من مبضع الجراحة ما يجعلها مادةً خاماً مطلوبةً جداً لصناعة الأدوات الحجرية طيلة معظم التاريخ الإنساني. في الواقع، ظلت الأدوات المصنوعة من السبج مُستخدمة عبر الشرق الأوسط القديم لألف سنةٍ بعد إدخال المعادن وما تزال شفرات السبج مُستخدمةً حتى اليوم كمباضعٍ جراحية في إجراءات طبية متخصصة.
|