عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 09-26-2019, 12:44 AM
بهاء الدين شلبي بهاء الدين شلبي غير متواجد حالياً
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,813
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميراد مشاهدة المشاركة
يقول الله تعالى : ( وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) ﴿هود: 44﴾ الراجح هنا أن القائل الله تعالى فهو سبحانه يكلم الأرض و السماء بكيفية نجهلها و نسلم بها، وعليه لم أجد عندي مانع أن يكون الله تعالى من على سليمان عليه السلام ببعض ما اختص به نفسه كما من على عيسى عليه السلام او غيره...أو يكون قد بعث له ملك كما بعث ملك الجبال لرسول الله عليه الصلاة و السلام
بدون شك خلق الله الريح ويعلم منطقها، فيأمرها فتأتمر بأمره عز وجل، لكنها لا تسمع ولا تعقل قول البشر وكلامهم، ولا البشر يلعمون منطقها، إذن لا يستقيم أن سليمان عليه السلام كان يخاطب الريح، وعليه فالتسخير هنا ليس بالأمر المنطوق، وإنما بالعلم تسخر الريح بأمره أي خاضعة لمشيئته يوجهها حيثما شاء.

قال تعالى: (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ ۖ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ ۖ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [الحج: 36] فالبهائم سخرها الله عز وجل لنا تسخير شرعي، فأحلها لنا بشروط وضوابط، وهذه الشروط من العلم الشرعي الذي علمه الله عز للمرسلين.

قس على هذا أن تسخير الريح لسليمان عليه السلام كان بعلم من الله عز وجل له، وهذا العلم يستلزم أن يكون لدى سليمان عليه السلام دراية بهذا الفرع من العلوم، حتي يتيسر له فهم ما يوحى إليه من علم تسخير الريح، وإلا لن يعي ولن يدرك ما يوحي إليه من نظريات في علم هندسة النفاثات والطيران.

على سبيل المثال؛ لو أننا جئنا بشخص لا دراية له بعلم الكيمياء، وأعطيناه تريكبة كيميائية فلن يستطيع تحضيرها معمليا، لأنه لن يفهم صيغة المعادلة، بينما لو جئنا بتركيبة معقدة لمتخصص، سيتمكن من تحضيرها لأن لديه إلمام بعلم الكيمياء. إذن نخلص من هذا أن سليمان عليه السلام كان عالما في الهندسة، فمن الله عز وجل عليه بعلم هندسة الطيران وتسخير الريح. هذا باعتبار أن هندسة الطيران تعتمد على تسخير قوة الريح في التحليق بالطائرة وبسرعات تفوق سرعة الصوت بمراحل.

فما يسميه العوام معجزات، هو في الحقيقة آيات من الله تعالى، وليس معجز يعجز البشر عنه، فخلث الإنسان علم، وإحياء الموتى علم، لكن اختص الله عز وجل نفسه بهذا العلم وتفرد به، فالعلم سنة من سنن الله عز وجل، لذلك فمن أسمائه الحسنى أنه [العليم] فكل شيء خلقه بعلم من لدنه قال تعالى: (وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا) [الكهف: 65] فلله تبارك وتعالى علم كل شيء في الكون، وكل الكون خلقه بعلم فقال له: كن! فكان.

بدليل أنه تعالى خلق السموات والأرض في ستة أيام، واستغراق الخلق هذا الزمن الطويل دليل على أنه خاضع للتسخير، أي للعلم، وليس مجرد كن فيكون في لمح البصر، قال تعالى: (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ۗ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) [الأعراف: 54] فالشمس والقمر والنجوم تتحرك في نظام دقيق محسوب علميا، وهذا هو تسخيرها بأمر الله تعالى، أي خلقت وتتحرك بقوانين علمية من علم الله عز وجل، وهو علم الفلك والذي لا نعلم عنه إلا النذر القليل جدا.



رد مع اقتباس