(
وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا...) ﴿هود: ٣٧﴾ نوح عليه السلام صنع الفلك بمواد أولية تطفو على الماء بوحى من الله (
وَحَمَلْنَاهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ) ﴿القمر: ١٣﴾ و من تمام رحمته به علمه كيفية تجميع هذه المواد الأولية بالطريقة التي تمنع تسرب الماء و يكون شكلها انسيابي يسمح لها بجريان في البحر حتى تساير الموج التي هي كالجبال و تقلل مقاومتها لها...و..و..
فلما سخر الله تعالى لسليمان عليه السلام الريح لتحريك وسائل النقل بالطريقة التي هي موضوع البحث و الدراسة، مكنه كذلك بالمواد الأولية التي يصنع بها هذه المركبات،و طبعا لا يمكن الأخذ بما جاء في كتب التاريخ فبعضهم زعم أنها من خشب ومزين بالحرير والذهب ...و آخر يقول أنه منسوج بحرير..و بعض الأقوال تغلب عليها التصورات و الخيال.
يقول الله تعالى : (لِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا
لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ ... ) ﴿سبإ: ١٢﴾ فقد اقترن ذكر القطر في الآية بذكر تسخير الله الريح لسليمان عليه السلام مما يرجح أن المركبات التي استعملها كانت الفلزات من أهم مكوناتها، و أكيد علم من الله الشكل الهندسي المناسب للمركبة و كيفية تجميعها حتى تكون أقل مقاومة للريح و تتحرك بسرعة و بأقل قوة دافعة.
وأكيد تم التغلب على مشكل الفلزات التي هي أكثر كثافة من كثير من المواد الأولية الأخرى و كلما زدنا ثقل المركبة احتجنا لقوة أكبر للوصول لسرعة الإفلات escape velocity التي هي 11 كلم/ثانية [1]، وهي سرعة اقل من 35كلم/ثانية التي استنتجها الشيخ جند الله في المشاركة رقم
18