10-13-2019, 01:50 PM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: 19-09-2019
الدولة: أرض الله
المشاركات: 18
معدل تقييم المستوى: 0
|
|
دحض فرية بلوغ الطفلة الصغيرة إذا حاضت:
إعتمد العلماء على الحيض كدليل لإثبات دخول الطفلة مرحلة البلوغ شرعيا ،والتي تستوجب عليها إقامة الدين والإلتزام بالأحكام الشرعية, مثل صيام رمضان وإقامة الصلاة مع الإلتزام بالحجاب الشرعي..وكأن الطفلة إذا حاضت أصبحت إمرأة بالغة في نظرهم..مع أنه توجد حالات كثيرة لطفلات صغيرات أصابهن الحيض في سن مبكرة جدا ،وأخريات تجاوزن سن الخامس عشرة ولا يحسبن أنهن من البالغات فقط لأنهن لم يحضن بعد!!
إن علامات البلوغ عند الطفلة تتعدى ظهور الحيض،إنما هي علامات جسدية وتغيرات في السلوك ،ترجح الأم أو الولي الشرعي من خلالها أن الطفلة أصبحت بالغة ويجري عليها القلم.
لقد حدد الله سبحانه وتعالى علامة البلوغ عند الأطفال ببلوغ الحلم:
قال تعالى:
(وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) [النور: 59]
(تفسير الطبري:
يقول تعالى : إذا بلغ الصغار من أولادكم وأقربائكم، ويعني بقوله: ( منكم ) من أحراركم ( الحلم ) يعني الاحتلام، واحتلموا( فليستأذنوا ) يقول: فلا يدخلوا عليكم فى وقت من الأوقات إلا بإذن، لا في أوقات العورات الثلاث ولا في غيرها. وقوله: ( كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) يقول: كما استأذن الكبار من ولد الرجل وأقربائه الأحرار، وخصّ الله تعالى ذكره في هذه الآية الأطفال بالذكر، وتعريف حكمهم عباده في الاستئذان دون ذكر ما ملكت أيماننا، وقد تقدّمت الآية التي قبلها بتعريفهم حكم الأطفال الأحرار والمماليك; لأن حكم ما ملكت أيمانكم في ذلك حكم واحد، سواء فيه حكم كبارهم وصغارهم في أن الإذن عليهم في الساعات الثلاث التي ذكرها الله في الآية التي قبل.
وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل.ذكر من قال ذلك:
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم قال: ثمّ ذكر الصّبيان الأحرار ونزّل المملوكين على حالهم فقال: وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم يعنى الصّغار قوله: منكم الحلم يعنى من الأحرار من ولد الرّجل وأقاربه.)(1)
(1): أنظر هنا نسب بلوغ الحلم للطفل الذكر وإستثنى الطفلة الأنثى من بلوغ الحلم ومن حكم الإستئذان!
تعريف الإحتلام:
الاحتلام : خروج المني من الرجل والمرأة في يقظةٍ أو منام لوقت إمكانه.[2]
[2] : "علامات بلوغ الذكر والأنثى"، طريق الإسلام.
تعريف الطفل في معجم المعاني :
(طِفلٌ بِكسرِ الطاءِ وتسكينُ الفاء، كلمة مفرد جمعها أطفال، وهي الجزء من الشيء، والمولودُ ما دامَ ناعِماً دونَ البلوغ، والطّفل أول الشيء، والطفل أولُ حياة المولودِ حتى بلوغه، ويطلق للذكر والأنثى.)
(ويُعرِّف علماء النفس الطّفل بأنَّه الإنسان مُكتمل الخلقة والتّكوين الذي لم يصل بعد لمرحلة النّضج، ولم تَظهر عليه علاماتُ البلوغ، مهما امتلك ذلك الفرد من قدراتٍ ومُميّزاتٍ عقليَّة وسلوكيّة وعاطفيّة، ويصفُ علماءُ النفس بلوغ الطفلِ بإحدى حالتين:
-بروز علاماتٍ وميولات نفسيَّة لدى الذَّكر، وظهور دلالات البلوغ، كالاحتلام والقذف.
-بروز علاماتٍ وتغيُّراتٍ جسديَّة ومزاجيَّة لدى الأنثى، واستحاضتها للمرّة الأولى.)[3]
[3] :ميلود شني، الحماية الدولية لحقوق الطفل: صفحة 15-16.
لقد أقر الرسول صلى الله عليه وسلم بأن المرأة تحتلم ،حيث قال في الحديث:
(جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقَالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ إنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ، فَهلْ علَى المَرْأَةِ مِن غُسْلٍ إذَا احْتَلَمَتْ؟ قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إذَا رَأَتِ المَاءَ فَغَطَّتْ أُمُّ سَلَمَةَ، تَعْنِي وجْهَهَا، وقَالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ أوَتَحْتَلِمُ المَرْأَةُ؟ قَالَ: نَعَمْ، تَرِبَتْ يَمِينُكِ، فَبِمَ يُشْبِهُهَا ولَدُهَا.)
الراوي : أم سلمة هند بنت أبي أمية | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 130 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
نستنتج مما سبق أن علامة البلوغ عند الطفلة هي الإحتلام وليس ظهورالحيض، والله أعلم.
|